كيف تحاربون داء الصدفيّة؟

نشر في 16-12-2017
آخر تحديث 16-12-2017 | 00:03
No Image Caption
بيّنت دراسة نشرت حديثاً أنّ مريضاً من خمسة لا يرتاح من أعراض داء الصدفية رغم العلاجات. إليك السبل الفاعلة لتشعر بتحسّن حقيقي.
بين الكريمات الموضعيّة وأقراص الدواء وجلسات الأشعّة ما فوق البنفسجيّة في المقصورة وحقن العقاقير البيولوجيّة... صارت مجموعة الحلول لداء الصدفية كبيرة، ولكن يعود 18% من المرضى بعد ثلاثة أشهر من العلاج ليشتكوا مجدداً من هذه البقع الحمراء المسبّبة للحكّة والتي تؤثر سلباً في نوعيّة حياتهم.

توصّلت إلى هذه النتيجة دراسة سويديّة شارك فيها 2600 مصاب بداء الصدفيّة، ونُشرت نتائجها هذا العام. يذكر الخبراء أنّ ثمّة علاجات فاعلة وعددها في طور الزيادة، ولكنّ داء الصدفيّة مرض مزمن يحتاج إلى مجهود مستمرّ. وتكمن الصعوبة الحقيقيّة في مراعاة هذه الحالة لأنّ نحو نصف العلاجات فقط يسير بشكلٍ حسن. إليك بعض النصائح:

زيارة طبيب الجلد بانتظام

إذا كانت العلاجات تتطوّر، فلا بدّ من الاطلاع عليها من خلال زيارة طبيب الجلد بانتظام: مرّة على الأقلّ سنوياً والأفضل مرّتين. حسب الأطبّاء، لا يتوافر علاج نموذجي لهذا المرض، بل ثمة محاولات كثيرة لإيجاد الحلول المناسبة لكلّ مريض. لذا يستحسن معرفة هذا الأمر مسبقاً كي لا يفقد المريض الأمل ويعود إلى استشارة طبيبه وفقاً لما تقتضيه الحاجة.

كذلك تسمح هذه الزيارات بإدارة عوامل الخطر المتزايدة المرافقة لداء الصدفيّة أحياناً (كالسكّري وأمراض القلب والأوعية الدمويّة...) والتأكّد من أنّه لا يتطوّر ويصيب المفاصل (20% من الحالات). ولا يجب التردّد في اللجوء إلى المراكز الاستشفائيّة التي تقدّم استشارات متخصّصة وهي قادرة دون سواها على المباشرة ببعض العلاجات مع جزيئات حديثة، ويمكن للمتابعة أن تسير مع طبيب الجلد في المحلّة.

الالتزام بالعلاج الوقائي

ينصح الخبراء باتّباع برنامج التصدّي للمرض الذي يدوم من أربعة إلى ستّة أسابيع يستخدم المريض خلالها مرهماً كلّ يوم (الكورتيكوستيرويد أو مشتقّات الفيتامين D أو الاثنين سويّاً) لتخفيف الجروح الحاصلة. أمّا النصيحة الثانية فهي الاستمرار بالعلاج الوقائي ذاته مرّتين أسبوعياً فقط. يقبل المريض، الذي يملّ من تطبيق العلاج كلّ مساء، هذا الحلّ بشكلٍ أفضل.

أشارت الدراسات أيضاً إلى أنّ هذا الحلّ يسمح بالسيطرة على تطوّر الجروح، من ثم تخفيف استهلاك الأدوية.

ترطيب البشرة يوميّاً

تشكل هذه الخطوة الأساس إلى جانب العلاجات، لأنّ الترطيب يمنع الحكّة ويخففها. لا داعي لشراء كريمات مطرّية غنيّة للغاية (وباهظة الثمن) من الصيدليّة، يكفي أن تستخدم بانتظام أيّ كريمٍ مرطّبٍ خالٍ من العطور يناسبك. كذلك ثمّة عادات حسنة يمكنك اتّباعها لتخفّف من الرغبة في الحكّة، وبالتالي من زيادة الإصابة بالجروح: جفّف جسمك بلطفٍ بعد الحمّام بواسطة منشفة ومن دون فرك، وتجنّب المنتجات المصنوعة من الصابون القاسي.

تجنّب تراكم العلاجات

يصف بعض الأطبّاء أحياناً علاجات عدة في الوقت نفسه، لكنّ الهدف يبقى استخدام دواء واحد لتبسيط حياة المريض. لذا لا تعتقد أنّ مرهماً ودواءً عن طريق الفم سيكونان أكثر فاعليّة إذا استخدمتهما معاً.

يعطي الطبيب الأولويّة لعلاجٍ يقرّره تبعاً لحدّة الجروح ومدى توسّعها. أمّا العقاقير البيولوجيّة (حقن أجسام مضادّة تستهدف آليّة المناعة الالتهابيّة المسؤولة عن المرض) فهي أحدث ابتكارٍ مهمّ في علاج داء الصدفيّة، ولا يُعطى إلّا للمرضى ذوي الحالات الحادّة، بعد فشل العلاجات الأخرى.

التعامل مع التوتّر

يذكّر الخبراء بأنّ الاسترخاء ليس علاجاً بحدّ ذاته، لأنّ داء الصدفيّة ينتج عن اعتلال في النظام المناعي، وإنّما يعتبر مفيداً كون التوتّر عاملاً يحفّز المرض أو يزيده سوءاً.

انطلاقاً من هنا، يُنصح باللجوء إلى تقنيّات الاسترخاء كالتأمّل أو اليوغا أو حتّى العلاج النفسي، إلى جانب العلاجات الطبية، ليبعد المريض نفسه قليلاً عن المرض ويستعيد نوعاً من الهدوء ويخفّف من حدّة النظرة التي يرمق بها نفسه والتي تكون غالباً سلبيّة.

التعرف إلى المرض جيداً

تؤدّي هذا الدور برامج التعليم العلاجي في المستشفيات أو المراكز الطبية المتخصّصة بأمراض الجلد. يتلقّى المريض نصائح الخبراء ويشارك في حلقات المناقشة وورشات العمل التي تساعد في حسن تطبيق العلاجات الموضعيّة.

تدوم هذه البرامج إجمالاً من ثلاث إلى ستّ جلسات عموماً تمتدّ على أسابيع عدة، ويحمل المريض في نهايتها أفكاراً جديدة يكتسبها عن الكريمات المصنوعة من الكورتيزون، أو يفهم أنّه لا يجب استخدام المنتج ذاته للوجه أو فروة الرأس مثلاً.

يقدّر أطبّاء الجلد أنّ ثلثي المرضى غير مدرّبين بما فيه الكفاية على حالتهم، ما يصعّب رعايتهم بأنفسهم. وتكمن المشكلة في أنّ التدريب العلاجي يتداخل عموماً مع ساعات العمل، ما يمنع العاملين في هذه الأوقات من المشاركة.

back to top