أسهم «أبل» و«أمازون» و«ألفابت» و«فيسبوك» ليست فقاعة

تداولها عند 19 ضعفاً لربحيتها يعد طبيعياً وواعداً

نشر في 16-12-2017
آخر تحديث 16-12-2017 | 00:02
No Image Caption
أكبر خمس شركات تقنية من حيث القيمة هي أبل وألفابت ومايكروسوفت وأمازون وفيسبوك، ومن دون قطاع التقنية كان مؤشر اس آند بي سوف يحقق 14.6 في المئة في هذه السنة حتى أواخر شهر نوفمبر، لكنه وصل بدلاً من ذلك إلى 19.5 في المئة.
أفضت التغييرات التقنية الشاملة في ميادين الأعمال إلى انتشار كبير لشركات "التقنية" في مختلف قطاعات النشاط الاقتصادي. وقد يساعد الاستثمار في تلك الشركات المستثمرين على تحقيق أرباح من هذه التغيرات من دون التعرض إلى مخاطر حقيقية.

ولدى كن آلن رواية عن رجل تحولت قضية مخاوفه من شركات التقنية إلى ثروة ملموسة. ففي سنة 2012 كان الرجل يفكر في العمل في ميدان التجزئة وفتح متجراً. لكن صاحب المتجر المحتمل لم يتمكن من استبعاد الخوف من قيام شركة أمازون، التي كانت تحقق تقدماً في ميدان التجارة سوف تخرجه من ميدان العمل في نهاية المطاف.

وعند الساعة الحادية عشرة قرر وضع كل أمواله في أسهم أمازون بدلاً من المضي في مشروعه.

وبدا الرهان في حينها محفوفاً بالمخاطر وحتى متهوراً. فقد أرست شركة التجارة الإلكترونية العملاقة سمعتها في صورة "متجر كل شيء" لكن هامش أرباحها سنة بعد أخرى كان زهيداً أو منعدماً.

(وكانت الشركة تنفق الكثير من المالعلى أعمال جانبية تشمل استحداث مستودعات رقمية تعج بالخوادم - سيرفرز).

والأكثر من ذلك، وعلى شكل بائع تجزئة على الإنترنت كانت تنتمي إلى صناعة يعزف عنها العديد من المستثمرين خشية تكرار إخفاقات وخسائر شركات تقنية الإنترنت – شركات الـ"دوت.كوم".

ونحو نهاية سنة 2017 كان آلن، وهو مدير محفظة لدى صندوق تي راو ساينس & تكنولوجي يكن الاحترام لبائع التجزئة المتردد والرافض.

وحققت شركة أمازون ارتفاعاً بحوالي 400 في المئة خلال السنوات الخمس الماضية، وهي الآن ليست أعلى موجودات آلن فقط بل المركز الأكبر بشكل إجمالي لدى تي راو برايس وهي شركة لديها حوالي 950 مليار دولار تحت إدارتها.

والسؤال هو: هل هذه أعمال جانبية؟ إنها الآن قسم خدمة كلاود في أمازون وقد أعلنت الشركة عن أرباح طوال 10 أرباع متتالية. والأساس هو أن امتلاك أسهم أمازون كان مجزياً بقدر أكبر من وضع سلع على رفوف متجر.

وكان ارتفاع وضع أمازون طبعاً واحداً من أعظم روايات النجاح في عالم التقنية. ولكنه يمثل أيضاً شيئاً أوسع وأكثر أهمية بالنسبة الى المستثمرين. فقد توسعت الشركة لتضم طائفة متنوعة من الأعمال التجارية تجعلها الميكروسوم في السوق بسهم واحد، كما أن ذلك يجسد قوة موجة التغيير، التي اجتاحت الاقتصاد منذ الأزمة المالية العالمية وهي التي أسقطت أيضاً الحواجز بين "أسهم التقنية" وبقية السوق.

مفاجأة للمستثمرين

كبداية قد تشكل هذه مفاجأة بالنسبة إلى الكثير من المستثمرين لأن شركة أمازون، من وجهة فنية، ليست سهماً تقنياً. وفي مؤشر إس آند بي 500 ومؤشرات أخرى، فهي تخص قطاع استنساب المستهلك لشركات تصنع وتبيع منتجات غير ضرورية إلى جانب نايكه ووالت ديزني وستاربكس. ومن جهة أخرى إذا سألت أي شخص يحصل على محارم الحمام بشكل آلي عبر الاشتراك مع أمازون، تجد أن الشركة تبدو المفضلة لديه. وتتجاوز مبيعات أمازون من بطاريات المنزل مبيعات ديوراسل أون لاين وسوف تحصل الشركة الآن على 16 مليار دولار سنوياً على شكل دخل سنوي من متجر البقالة هول فودز، الذي استحوذت عليه خلال فصل الصيف. ويضاف إلى ذلك أن أعمالها في كلاود، التي تدر 16 مليار دولار سنوياً ونتفلكس في ألعاب الفيديو والأحاديث عن أنها قد تدخل سوق الصيدلة يعني بشكل ما أنه لا توجد صناعة لن تغزوها أمازون.

وتصادف تطور آفاق أمازون مع إعادة تنظيم سوق الأسهم في الولايات المتحدة. وتهيمن شركات التقنية الآن على السوق بصورة غير مسبوقة، وأكبر خمس شركات تقنية من حيث القيمة هي أبل وألفابت ومايكروسوفت وأمازون وفيسبوك. ومن دون قطاع التقنية كان مؤشر اس آند بي سوف يحقق 14.6 في المئة في هذه السنة حتى أواخر شهر نوفمبر، لكنه وصل بدلاً من ذلك إلى 19.5 في المئة.

وفيما جعل توسعها المتواصل العديد من المستثمرين في حالة عصبية يجادل مديرو المال في أن الوقت حان لقبول شركات التقنية العملاقة على شكل أسهم ناجحة ومربحة اليوم.

وبكلمات أخرى، إذا أردت أن تحصل على فرصة أو حتى مواكبة السوق لن تتمكن من اجتناب تلك الشركات.

ضرورة التنويع

لكن كاتي كوتش المديرة العالمية لإدارة محافظ العملاء واستراتيجية الأعمال للأسهم الأساسية لدى إدارة الأصول في بنك غولدمان ساكس، أبرزت أيضاً تحولاً نموذجياً في الطريقة، التي يتعين على المستثمرين التفكير فيها ازاء اختيار الأسهم والتنويع نفسه.

وهي تدعو إلى تملك أسهم في شركات التقنية الخمس" لكن عليك أن تدرك الاضطراب فيها، وكيف أن ذلك يمكن أن يفضي إلى رابحين وخاسرين".

وذلك الاضطراب كلي الوجود بسبب وجود شركات تقنية الآن في كل قطاعات الاقتصاد – شركات تركز على التقنية وتلك التي تعمل في قطاعات أخرى، وتعتبر ابتكارها التقني أساسياً بالنسبة إلى نماذج عملها. حصيلة هذا كله هي أن من الممكن الآن – وربما من المنطقي – تكوين محفظة تقنية كاملة تستطيع استيعاب النمو اللافت، الذي توفره الابتكارات التقنية فيما تظل متنوعة بما يكفي من أجل حماية المستثمرين من المخاطر.

وهي تشبه تلك الفترة التي شهدها العالم قبل بضع سنوات عندما قام علماء الغذاء بتحويل الهرم الغذائي وإعادة التفكير في "قاعدة" الأطعمة التي يفترض بنا أن نتناولها مراراً ومبادلة الكربونات بالفواكه والخضروات.

وفي هذه الأيام ومن أجل نمو صحي يتعين على التقنية تشكيل الأساس لمحفظة مستثمر نموذجية والتوجه إلى حيث كانت البنوك وربما كبرى شركات النفط.

وفي الوقت ذاته، يخفف خبراء إدارة المال من مواقفهم إزاء صناعات شهدت تراجعاً في حجم الأرباح نتيجة انتشار التقنيات الجديدة.

ولا يملك دوغ رامسي، الذي يشرف على 1.5 مليار دولار كمدير استثمارات رئيسي لدى مجموعة ليوثولد أي أسهم في مجال الطاقة أو السلع الاستهلاكية الأساسية المستهلكين أو الإنشاء أو الاتصالات. لكنه يستثمر نحو ثلث محفظته في التقنية، وهو يفكر في زيادة مخصصاته. وإذا بدا ذلك مثل تصرف فقاعة عليك التفكير في أن التقنية لا تزال بين أرخص القطاعات بالنسبة إلى التقييمات التاريخية، وهي تتداول عند 19 مرة من توقعات الأرباح في الاثني عشر شهراً المقبلة –أي بنسبة تزيد 4 في المئة فقط بالمقارنة مع متوسط مؤشر اس آند بي 500 مقارنة مع معدلات السعر الى الربحية في ذروة طفرة

الـ"دوت.كوم" عندما كانت أسهم شركات التقنية تتداول عند مضاعف يصل إلى 121 في المئة فوق معدل إس آند بي 500. ويقول رامسي "لا يوجد شيء من هذا اليوم".

توقعات المحللين

والتقنية أيضاً واحدة من القطاعات، التي يتوقع محللون أن تحقق أعلى نمو في الأرباح في العام المقبل. ويقول لاري بغليا، الذي قام صندوقه تي راو برايس لنمو الأسهم القيادية بتحديد إس آند بي 500 بعوائد سنوية من 18.5 في المئة خلال السنوات الخمس الماضية (37 في المئة في سنة 2017 وحدها) يقول، إن البعض من الشركات نفسها التي تفاداها عند بداية الألفية هي الآن بين أكبر موجودات محفظته، بما في ذلك أمازون وألفابت ومايكروسوفت وفيسبوك التي جاءت بعد جيل هي في المركز الثاني لديه.

ويضيف أن التحول الى تسعير الاشتراك الذي رافق نموها جعل

"الكثير من نماذج أعمال التقنية أكثر ضرورة وثباتاً بمرور الوقت".

هل يستطيع مستثمرو سوق الوول ستريت المراهنة بمسؤولية بمعظم وفوراتهم على مثل شركات التقنية العالية النمو؟ ويجد المستثمرون أن التعريف الأكثر سيولة لتلك الفئة يساعد عند وضع محفظة تتفوق على السوق.

وتقول كوتش، إن "التقنية ليست الوحيدة في القطاع لأنها امتدت الى كل الصناعات الأخرى" وبرز تأثيرها في قطاع التجزئة (التجارة الإلكترونية) والأتمتة (السيارات ذاتية القيادة) والمصارف (دفعات الجوال) والرعاية الصحية (جينومات المعلومات الكبيرة) وغير ذلك. ولنضعها في سياق آخر: ماهو خارج أسهم التقنية في هذه الأيام؟ وتقول كوتش "سوف تحدث اتجاهات فائقة جداً، لكن عليك أن تستثمر خارج قطاع التقنية من أجل التعرض الى هذا كله، وربما خارج الولايات المتحدة أيضاً".

تطور آفاق أمازون تصادف مع إعادة تنظيم سوق الأسهم في الولايات المتحدة. وتهيمن شركات التقنية الآن على السوق بصورة غير مسبوقة
back to top