أرجوحة: «بردقوش وجزر الفنكوش»

نشر في 15-12-2017
آخر تحديث 15-12-2017 | 00:09
 د. مناور بيان الراجحي لم أتمالك نفسي من الضحك وأنا أتابع مشهدا من فيلم "واحدة بواحدة" المعروف بـ"الفنكوش" للزعيم عادل إمام، وفي أحد المشاهد يقول الفنان أحمد راتب "إعلانات الفنكوش لازم توصل الناس، صبح وظهر وليل، لازم مصر كلها تعرف إن الفنكوش وصل، ثم يتساءل مندهشاً الفنكوش ده يطلع إيه؟!"، وبعد عدة مشاهد يظهر الفنان عادل إمام وهو يزيل آثار انفجار المعمل عن وجه الفنان أحمد راتب، فيتحول لون وجهه من اللون الأحمر إلى اللون الأخضر، فيقول له الزعيم "لايق عليك اللون الأخضر ما تمشي بيه على طول يا علي، وتبقى الرجل الأخضر بتاع مصر".

وبدون سابق إنذار وجدت نفسي أمام جثةٍ عملاقة لكائن أخضر اللون في جزيرة بوبيان، تجسد الرجل الأخضر أمامي في مشهد رهيب، استدار العملاق الأخضر، وأنا أرتجف من شدة الخوف، فإذا به الجني والعفريت ابن العفاريت "بردقوش"، انقلب خوفي لنوبة من الضحك الهستيري، ولمن لا يعلم من هو "بردقوش" هو جني مثقف سياسي، يعشق النوم في مجلس الأمة ومجلس الوزراء، والكثير من الدوائر الحكومية المكيفة، وقد اعتاد أن يعكر صفو مزاجي بتحليلاته وآرائه السياسية التي كان أغلبها- للأسف– صحيحاً، توقفت عن الضحك متسائلاً "هو أنت تركت المجلس والحكومة وجيت جزيرة بوبيان يا بردقوش؟!"، رد بردقوش بكل حماس "أنت ما وصلك فيلم تطوير الجزر؟"، فأجبت "أنا وصلني فيلم الفنكوش"، تعجب بردقوش وقال "ما اعرفوش".

المهم من اللي جابك هنا؟

بردقوش: أنا جيت عشان أحجز مكان في الجزر، الفيديو قال إنها بتكون زحمة، ومطارات، وناس من كل مكان، فحبيت أوصل بدري وأحجز مكاني.

أنت صدّقت؟!

صدّقت شنو يا مناور، الكلام كبير، شفت الناس اللي في الفيديو.

إي شفتهم، وأنا أساساً جاي عشانهم، بس للأسف لقيتك أنت في وجهي.

أنت جاي تقابل منو يا مناور؟

هذا اللي همك يا الجني ابن الجني، أنا جاي أقابل زملاء الدراسة من الهند والصين ومنغوليا وتايلند وأميركا وفرنسا والمكسيك.

بردقوش: عشان خاطري، بليز قولي الصج يا مناور.

تقول بليز بعد، والله تطورت يا عفريت، يا صديقي أنا جاي أقابل صاحبتي "مادهوري" من الهند، و"أوشين" الصينية و"كاثرين" الأميركية، وصاحبتي "يولاند" الفرنسية، وغيرهن من الجميلات اللاتي قابلتهن أيام الدراسة في الولايات المتحدة الأميركية.

بردوقوش: الله الله يا مناور أنت تعرف كل هالبنات، لا، لا هذا أكيد مبالغ فيه.

أنا اللي مبالغ يالعفريت، أنت تارك مكيفات المجلس والدوائر الحكومية، وجاي تحجز مكان في الجَزر، عفواً أقصد الجُزر.

بردقوش: أنا بصراحة الفيلم شدني، ولما شفت المطارات وسفن الفضاء، والبنات الحلوة، والطبيعة الساحرة، حبيت أستغل الفرصة وأغير، خصوصا أن الحكومة توها متشكلة، وما في جديد غير تطوير الحديد.

على رأيك، وبعدين الجامعة هنا على الجزر مكانها أحسن، والتعليم يرد الروح، وهتتكيف على أعلى مستوى لأنك تحكر العلم والعلماء، ومن كل جهة تحيطك الخضرة والماء والوجه الحسن، يا حسن.

بردوقوش: مناور أحس في كلامك نبرة "طنازه"، وكأنك تستهزئ بي، وتستخف بعقلي.

هو أنا ليه كل ما أقول لحد إني جاي أقابل صاحبتي، يضحك وما يصدقني، حتى العفريت يضحك، شنو اللي ناقصني؟! وبعدين حاشا لله يا بردوقوش إني أطنز عليك، يا رجل أنت عفريت سياسي، وعارف البير وغطاه، جاي تطور الجزر، وخليت الكويت بكبرها من غير تطوير، وبتعيشني في فيلم عن مشروعات عملاقة ومليارات من أموال دافعي الضرائب، وسنوات من الانتظار من أجل فيديو لازم كل واحد تطلع معاه وحدة، ومستخسر فيني أقابل صاحبتي يولاند الفرنسية وأشين الصينية.

بردقوش: إيش فيك يا مناور، متشائم وتهاجم الأفكار التنموية؟

لا متشائم ولا حاجة، بس أكره الاستخفاف بالعقول، ولا أقولك طالما عرفوا يضحكوا على عفريت وجني ابن جني مثلك، ما هي غريبة إنهم يضحكوا على دقون البني آدمين.

بردقوش: يا مناور ده مستقبل الكويت؟

مستقبل الكويت في إصلاح الواقع، ومعالجة المشكلات، مش الهروب وبناء جزر الأحلام.

بردوقوش: يا سيدي افهمني، تعبت وأنا أفهم فيك.

اشفيك يا بردقوش... الله الله الله... لون جسمك يتغير تدريجياً إلى اللون الأحمر.

تلفت بردقوش لجسده، فوجد جسمه يحترق من شدة الحر على الجزيرة بدون المكيفات، فصرخ هارباً ومبتعداً "جايلك يا مجلس، دوشة المجلس ولا جنة الجزر، فنكوش يا مناور فنكوش، واللي أعرفه أحسن من اللي معرفوش".

back to top