الغانم: علينا استخدام الأوراق الرابحة لدعم القدس

«العدو يريدنا أن ننشغل بانفعالاتنا بدلاً من أفعالنا»

نشر في 14-12-2017
آخر تحديث 14-12-2017 | 15:39
الغانم ملقياً كلمته في القمة الطارئة للاتحاد البرلماني العربي أمس
الغانم ملقياً كلمته في القمة الطارئة للاتحاد البرلماني العربي أمس
ركز الغانم على ضرورة أن يتوجه البرلمانيون العرب الى الدوائر البرلمانية القارية والدولية، وعلى رأسها الاتحاد البرلماني الدولي، معتمدين على لغة الحوار الانساني لشرح عدالة قضية الشعب الفلسطيني.
دعا رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم إلى عمل عربي موحد بشأن القدس، يستهدف الدوائر القارية والدولية، مؤكدا أهمية استخدام كل الأوراق الرابحة الكثيرة التي يملكها العرب، مشددا على ضرورة ألا ينعزل العرب عن المشهد الدولي ويتركوه للعدو الذي يجب أن يكون هو المعزول والشاذ والخارج عن الشرعية الدولية.

جاء ذلك في كلمة للغانم أمام القمة الطارئة للاتحاد البرلماني العربي التي عقدت في العاصمة المغربية الرباط، لبحث موضوع القدس عقب القرار الأميركي باعتبارها عاصمة للكيان الصهيوني.

وقبل الشروع في كلمته، طلب الغانم عرض "فيديو" قصير أمام الاجتماع، تضمن مشاهد عدة لمعاناة الشعب الفلسطيني، وغطرسة قوات الاحتلال الإسرائيلي، ثم قال: "ما شاهدتموه للتو نحن مسؤولون بالدرجة الأولى عن التصدي له، وسنساءل عنه يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، الا من أتى الله بقلب سليم".

الحوار الإنساني

وركز الغانم على ضرورة أن يتوجه البرلمانيون العرب الى الدوائر البرلمانية القارية والدولية، وعلى رأسها الاتحاد البرلماني الدولي، معتمدين على لغة الحوار الانساني لشرح عدالة قضية الشعب الفلسطيني.

واضاف: "صحيح انه يجب الضغط والتحرك باتجاه واشنطن التي اعترفت بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، فهذا مهم، لكن ماذا عن تحركنا الواجب، إزاء برلمانات أكثر من 170 دولة عضوة في الأمم المتحدة وفي الاتحاد البرلماني الدولي".

ودعا إلى ضرورة ألا تتحول الاجتماعات العربية حول القدس الى حلقة مفرغة من جلد الذات، ونصب البكائيات، وفتح محاكمات منفعلة لمن قصر ولمن تقاعس ولمن تراجع ولمن تناسى القضية المركزية وهي قضية فلسطين.

سباق مع الزمن

وتابع الغانم: "أقول هذا، لأنني على يقين بأن العدو يريدنا ان ننشغل بانفعالاتنا، بدلا من أفعالنا، وبتسرعنا، بدلا من سرعتنا، وبانشغالنا بدلا من شغلنا، فيمضي الوقت، ويتكرس ما هو قائم، ويلهى العالم بأسره بتطور جديد، ومستجد طارئ".

واضاف: "نحن في سباق مع الزمن والزخم مهم في السياسة وحرارة الأشياء شرط لتغير خامتها"، مشددا على ضرورة وعي العرب بما لديهم من عوامل قوة وضعف، مؤكدا ضرورة التذكير بما يملكه العرب من أوراق رابحة وعناصر قوة.

وعدد الغانم في كلمته العديد من تلك العوامل، منها عدالة القضايا ودعمها من الشرعية الدولية والعوامل الجغرافية والاقتصادية والسكانية وحيوية الشباب والمرأة العربية، وتجذر روح المقاومة والنضال والمرابطة لدى الشعب الفلسطيني.

واردف: "من كل تلك الأشياء التي لنا، يجب أن نعمل وننطلق، ومن يملك كل هذا الذي معه، يجب عليه ألا يستسلم، ويجب ألا يلعب دور النائحة الثكلى، وقبل كل شيء يجب عليه الا يلعب دور العالة والعبء والحمل الثقيل".

السلطة الأخلاقية

وأكد الغانم "علينا التواصل مع رئاسة الاتحاد البرلماني الدولي، ومع المجاميع الجيوسياسية التي يتألف منها الاتحاد، حوارا وتفاهما وشرحا وتفاعلا لتشكيل جبهة ضغط، ولتفعيل سلطة الاتحاد الأخلاقية، ضد كل منتهك للنظام الأساسي للاتحاد وميثاق الأمم المتحدة، ولتسليط الضوء على ضرورة تغيير آليات عمل الاتحاد، بما فيها النظر في تغيير بعض بنود النظام الأساسي للاتحاد، لتمكين هذا الكيان البرلماني الأممي من قوة ردعه الأخلاقية والمبدئية".

واضاف: "مسؤوليتنا كبرلمانيين عرب أن ننسق جهودنا، وأن نعمل بشكل جماعي ومشترك، لأنني أعرف تماما حجم القدرات والعلاقات، والرصيد الذي تملكه كل دولنا العربية، من المغرب وحتى الكويت".

وأشار إلى ورقة العمل التي تقدم بها الوفد الكويتي للاجتماع الطارئ، والتي تضمنت العديد من النقاط والاقتراحات العملية التي تتعلق بحشد التأييد البرلماني الدولي، نصرة لقضية الشعب الفلسطيني وقضية القدس.

... ويجتمع مع نظيره السعودي

اجتمع رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، أمس، مع رئيس مجلس الشورى بالمملكة العربية السعودية، الشيخ د. عبدالله آل الشيخ، وذلك على هامش القمة الطارئة للاتحاد البرلماني العربي المنعقدة في العاصمة المغربية الرباط.

وبحث الاجتماع سبل تنسيق المواقف بين الجانبين فيما يتعلق بتطورات قضية القدس على المستوى البرلماني القاري والدولي، وأهمية التفاهم العربي على خطوات عملية واضحة للتعاطي مع ملف القدس بشكل خاص والقضية الفلسطينية بشكل عام.

حضر الاجتماع وكيل الشعبة البرلمانية النائب راكان النصف، وعضوا الشعبة البرلمانية النائبان خليل أبل وعمر الطبطبائي، والنائب الحميدي السبيعي، وسفير الكويت لدى المغرب عبداللطيف اليحيا.

back to top