الأمير يدعو إلى الضغط على واشنطن للتراجع عن قرارها

• «الإعلان الأميركي يمس الأديان السماوية ويضرّ عملية السلام والتفاوض المتوازن»
• «ندعو واشنطن إلى إلزام إسرائيل تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وإنهاء احتلالها»
• «الكويت ستعمل من خلال مقعدها غير الدائم بمجلس الأمن لضمان تنفيذ قرارات القمة»

نشر في 14-12-2017
آخر تحديث 14-12-2017 | 00:06
سمو الأمير خلال حديث جانبي مع الرئيس اللبناني ميشال عون في القمة أمس
سمو الأمير خلال حديث جانبي مع الرئيس اللبناني ميشال عون في القمة أمس
أكد سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد أن الجميع مطالبون بأن "يهبوا لنصرة القدس الشريف والحفاظ على هويتها الإنسانية والتاريخية والقانونية ومواجهة القرار الجائر باعتراف الولايات المتحدة الأميركية بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي ونقل سفارتها إليها، باعتباره قرارا أحاديا يشكل انتهاكا صارخا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة".

ودعا سمو الأمير في كلمته أمام الدورة الطارئة لمؤتمر القمة لمنظمة التعاون الإسلامي التي جرت في مدينة إسطنبول التركية، أمس، إلى "الضغط على الولايات المتحدة للتراجع عن قرارها الأحادي بالاعتراف بالقدس الشريف عاصمة لإسرائيل الذي يمس كافة الأديان السماوية، ويشكل إضرارا بعملية السلام وإخلالا بعملية التفاوض المتوازنة".

وفيما يلي نص كلمة سموه:

اقرأ أيضا

"بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

فخامة الأخ الرئيس رجب طيب إردوغان، رئيس جمهورية تركيا الصديقة، رئيس الدورة الثالثة عشرة لمؤتمر القمة لمنظمة التعاون الإسلامي، أصحاب الجلالة والفخامة والسمو.

معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، أصحاب المعالي والسعادة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يسرني بداية أن أتقدم بجزيل الشكر لأخي فخامة الرئيس رجب طيب إردوغان، وإلى حكومة وشعب تركيا الصديقة على الدعوة الكريمة لهذا الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي، تلك الدعوة التي تعكس بحق إدراكا واستشعارا لخطورة الخطوة التي اتخذتها الولايات المتحدة الأميركية حيال الوضع القانوني والسياسي لمدينة القدس الشريف.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، إذا كان الحريق الذي اندلع في المسجد الأقصى منذ ما يقارب الخمسة عقود قد تنادت على أثره دولنا الإسلامية إلى إنشاء منظمة التعاون الإسلامي، فإننا مطالبون اليوم بأن نهب لنصرة القدس الشريف والحفاظ على الهوية الإنسانية والتاريخية والقانونية، ومواجهة هذا القرار الجائر باعتراف الولايات المتحدة الأميركية بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي ونقل سفارتها إليها، باعتباره قرارا أحاديا يشكل انتهاكا صارخا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

إننا نعيش في منطقة يتعرض فيها الأمن والاستقرار إلى تهديد مباشر ومتواصل، كما أن التنظيمات الإرهابية تعبث بأمننا، ونرى اليوم بأن القرار الأميركي الأخير بشأن القدس يعد تراجعا وتعطيلا لجهودنا جميعا، وتغذية لبؤر التوتر في منطقتنا وتحفيزا للارهاب.

لابد لنا من الإشارة بالتقدير للموقف الدولي الرافض للقرار الأميركي، والذي تم التعبير عنه في جلسة مجلس الأمن الأخيرة، واجتماع مجلس جامعة الدول العربية، ولم يقتصر ذلك الموقف على المستوى الرسمي، بل تعداه إلى مواقف العديد من شعوب الأرض، والتي نددت بذلك القرار، وهنا لابد لنا من الإشارة بأنه إذا كان الموقف الدولي بكافة هيئاته الرسمية والشعبية قد اتخذ هذا الموقف. فأين الصواب في الموقف الأميركي الأحادي؟

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، إن علينا التحرك وبالتعاون مع التكتلات الآسيوية والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي واتحاد دول أميركا اللاتينية والكاريبي والتكتلات الإقليمية الأخرى للضغط على الولايات المتحدة الأميركية للتراجع عن هذا القرار الأحادي الذي يمس كافة الأديان السماوية، ويشكل إضرارا بعملية السلام، وإخلالا بعملية التفاوض المتوازنة، وتأتي مطالبنا هذه للولايات المتحدة الأميركية انطلاقا من ثقتنا بحرصها على عملية السلام، وتمسكها بها باعتبارها راعيا أساسيا لهذه العملية، كما أننا ندعو الولايات المتحدة الأميركية بالعمل مع المجتمع الدولي على إلزام إسرائيل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وإنهاء احتلالها لجميع الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ الرابع من يونيو 1967 من خلال حل سلمي يحقق قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

إن دولة الكويت، وهي تستعد لشغل مقعدها غير الدائم في مجلس الأمن خلال الأيام القادمة، لتؤكد بأنها ستعمل جاهدة على التنسيق والتعاون مع الدول الاسلامية الأعضاء في مجلس الأمن لضمان تنفيذ ما يتم التوصل إليه من قرارات خلال هذه القمة.

وفي الختام أكرر الشكر لكم جميعا، متمنيا لأعمال اجتماعاتنا كل التوفيق والسداد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

القرار الأميركي يُعد تراجعاً وتغذية لبؤر التوتر في منطقتنا وتحفيزاً للإرهاب

مطالبنا للولايات المتحدة انطلاقاً من ثقتنا بحرصها على عملية السلام
back to top