أميركا لم تلحظ انسحاباً روسياً من سورية وتحذر من فرض «سلام المنتصر»

بوتين يرفع إلى «الدوما» قانوناً يخرج قاعدة طرطوس من عهدة دمشق

نشر في 14-12-2017
آخر تحديث 14-12-2017 | 00:02
الميجر بمشاة البحرية الأمريكية أدريان رانكين جالاوي
الميجر بمشاة البحرية الأمريكية أدريان رانكين جالاوي
عززت الولايات المتحدة تشكيكها في إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحبا كبيرا لقوات بلاده الموجودة بسورية بتأكيد "البنتاغون" عدم رصد أي سحب كبير للقوات الروسية منذ إعلان بوتين الاثنين الماضي.

وقال الميجر بمشاة البحرية أدريان رانكين جالاوي، وهو متحدث باسم وزارة الدفاع، إنه "لم يحدث خفض كبير في القوات المقاتلة في أعقاب الإعلانات الروسية السابقة بخصوص عمليات انسحاب مزمعة من سورية".

ويشكك المسؤولون الأميركيون في تصوير المسؤولين الروس والسوريين لسورية على أنها بلد مهيأ للسلام فور استعادة آخر جيوب تنظيم "داعش" الذي يطلق على نفسه اسم "الدولة الإسلامية".

وقال المسؤولون إن قوات الحكومة السورية أضعف من أن تستطيع حفظ الأمن في البلاد، مضيفين أن "داعش" وجماعات متشددة أخرى لديها فرصة كبيرة في إعادة تنظيم صفوفها، وخاصة إذا ظلت المظالم السياسية التي تسببت في اندلاع الصراع دون حل.

وشدد مسؤول كبير في إدارة الرئيس دونالد ترامب، طالباً عدم نشر اسمه، على أن الولايات المتحدة تعتقد أن الأسد سيفشل إذا حاول فرض "سلام المنتصر"، مضيفا أن فرص غرق سورية في حرب أهلية ثانية ستكون عالية دون مصالحة سياسية ذات معنى.

وفي موازاة ذلك، أعربت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت عن أملها أن تواصل روسيا جهودها لاحضار النظام السوري إلى طاولة المفاوضات كما فعلت في مفاوضات جنيف لفترة من الوقت.

وقالت نويرت، مساء أمس الأول، إن "الولايات المتحدة لا تهدف إلى مناقشة وبحث العملية الانتخابية فحسب، بل إنها تجري محادثات مع منظمة الأمم المتحدة، وغيرها من الدول ذات الرؤى المتشابهة حول أهمية عملية جنيف".

وفي السياق ذاته، لفتت المسؤولة الأميركية إلى أن "داعش" لا يزال موجودا في سورية "ففي حال اعتقدت روسيا أن عملها في سورية انتهى فنحن نرى أن عملنا لم ينته بعد". ونفت المسؤولة الأميركية أن تكون بلادها أعلنت أن الاسد سيستمر في الحكم حتى عام 2021.

ومازال للجيش الأميركي نحو ألفي جندي في سورية. وعلى عكس الروس، تقاتل القوات الأميركية دون موافقة من دمشق.

في غضون ذلك، من المقرر أن يقدم المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا غداً تقريراً حول نتائج المفاوضات أمام مجلس الأمن الدولي.

ومن المتوقع عقد محادثات أساسية بين الطرفين الحكومي والمعارضة قبل 15 ديسمبر الجاري، وذلك لمناقشة ورقة المبادئ العامة التي اقترحها دي ميستورا الأسبوع الماضي، والمؤلفة من 12 بندا على طرفي المباحثات.

ويتطلع المبعوث الأممي أن تبدأ الأطراف خلال مفاوضات "جنيف ــ 8" التي انطلقت في 28 نوفمبر الماضي، ومن المتوقع أن تنتهي غدا للعمل على وضع دستور والتحضير لانتخابات.

من جانب آخر، قدم الرئيس الروسي، إلى مجلس الدوما، مشروع اتفاقية مبرمة بين بلاده والنظام السوري، بشأن توسيع القاعدة البحرية الروسية في ميناء طرطوس السوري.

ويقضي مشروع الاتفاق، الموقع لمدة 49 عاماً، على توسيع القاعدة المطلة على ساحل البحر المتوسط مع خروجها من مسؤولية دمشق المدنية والإدارية وعدم خضوعها للتفتيش أو الحجز. كما يحق لروسيا إرسال العدد الذي تراه كافيا من الجنود، من أجل حماية القاعدة.

back to top