طفلك «الخارق»... فعّلي قدراته

نشر في 14-12-2017
آخر تحديث 14-12-2017 | 00:00
No Image Caption
يبدأ الطفل منذ ولادته باكتساب المعارف بإيقاع متواصل. سرعان ما تستيقظ حواسه ويصدر الأصوات ويخطو خطواته الأولى ويحرق المراحل! إليك أفضل الطرائق لمرافقته في اكتشافاته...

وضعية الرأس الأولية

تتعلّق نقطة ضعف الطفل في المرحلة الأولى بغياب النشاط العضلي في منطقة العنق. سواء كان المولود الجديد في وضعية الجلوس أو الوقوف، سيعجز عن إبقاء رأسه ضمن محور جسمه أكثر من بضع ثوانٍ. لكن لما كان يمضي معظم وقته نائماً في هذه الفترة، فلن يواجه مشاكل كثيرة. مع ذلك، من واجبك أن تدعمي عنقه أثناء وجبات الطعام وتعتني به وتداعبيه.

في الأسبوع الثاني عشر، تزيد قوة عضلاته، ليتمكّن في الشهر الرابع من الحفاظ على توازن رأسه وحده. بعد شهرين، ينجح في رفع رأسه حين يكون ممدداً على ظهره. إنه تمرين ممتاز بالنسبة إلى عضلات بطنه!

بدء حركات اليدين

في الأسابيع الأولى، تلاحظين طبعاً أن طفلك يشدّ على قبضتي يديه بشكل تلقائي. إذا حاولتِ فتح يده بإصبعك، سيعيد إقفالها فوقه. تختفي هذه الحركة بحلول الشهر الثالث. في الأسبوع الثاني عشر، ينجح في إمساك لعبة صغيرة بيديه بضع ثوانٍ. إذا وضعتِها بالقرب منه، ضمن مجال رؤيته، سيتحرك في الاتجاهات كافة كي يقترب منها، ثم سيمدّ يده كي يمسك بها لكنه لن ينجح قبل الأسبوع العشرين لأنه لا يستعمل إلا أربع أصابع ويستثني الإبهام.

في الشهر السادس، تتحسّن حركته لأنه يبدأ باستعمال كف يده ويجيد التقاط الأغراض. وبعد شهر سينجح في نقل الغرض من يد إلى أخرى وسيتركه حين يريد. يبدأ في هذه المرحلة بوضع الأغراض في فمه ويصبح أكثر عرضة للميكروبات. إنها طريقته في اكتشاف البيئة المحيطة به وتقوية مناعته. في هذا العمر، سيرغب أيضاً في التقاط قدمه وسيلعب بيديه ساعات طويلة.

بحلول الشهر التاسع، يبدأ الطفل بتشغيل الإبهام وإصبع السبابة وتصبح الحركات كافة ممكنة. أما في عمر السنة، فيستمتع بوقته عبر رمي الأغراض ووضع المكعبات في سلّة!

تطوّر النظر

في الأسبوع الرابع، يستطيع الطفل أن يتابع بنظره الألعاب التي تتحرك أمامه، لكنه يخفق في تمييز تفاصيلها قبل الأسبوع السادس. في هذا العمر أيضاً، يحدّد الأغراض التي يراها، ما يعني أنه يبدأ بتحليل المعلومات البصرية. بحلول الشهر التاسع، يصبح أداؤه البصري أخيراً مقارباً لنظر الكبار، فيشاهد الألوان مركزاً على التفاصيل. لكنه لا يرى بالوضوح نفسه. يعوّض الطفل عن تأخّره بشكل كامل في السنة الرابعة. بانتظار تلك المرحلة، اختاري له ألعاباً متوسطة الحجم وألواناً متناقضة وضعيها على مسافة تبعد عن عينيه بعشرين سنتم كحد أقصى.

تغيير الوضعيات

الاستدارة على الجنب: بحلول الشهر الرابع، ينجح الطفل في الاستدارة على جنبه. كذلك يراقب السقف ويكتشف نقاطاً جديدة في مجال رؤيته، ضمن بيئته المحيطة، ويشعر بالفضول تجاهها. وفي الشهر السادس، سيجيد الانتقال من التمدد على البطن إلى الاستلقاء على الظهر.

الجلوس: في الشهر السادس، يمكن أن يجلس الطفل بضع ثوانٍ فيحافظ على توازنه بالاستناد إلى يديه. وفي الشهر الثامن، يستطيع الحفاظ على وضعيته من دون استعمال يديه، فيما يبقى في الشهر التاسع جالساً عشر دقائق من دون أي مساعدة خارجية. بعد شهر، سيتمكّن من تغيير وضعية جسمه من دون مساندة أحد.

الوقوف: ينجح الطفل بالوقوف بدءاً من الأسبوع العشرين بشرط أن تمسكي به من تحت إبطَيه. وبدءاً من الشهر السابع، يبدأ بالرقص في سريره. أما في الشهر العاشر، فسيتعلق بكل ما يجده ويقف على رؤوس أصابعه. عندئذ تبدأ مرحلة الاضطرابات. بين الشهرين السابع والعاشر، سيتنقل زاحفاً، علما أن البعض يفضّل التنقل في وضعية الجلوس أو الانتقال إلى المشي مباشرةً. لكل طفل طريقته وإيقاعه.

نكهات وروائح

تتشكّل أولى براعم الذوق منذ الأسبوع السابع من الحمل. في الشهر الثالث، ينضج جهاز الذوق وتصبح المستقبلات الحسية في الأنف جاهزة للعمل. يثبت بعض البحوث أن الطفل يتعرّف إلى الروائح أثناء وجوده في رحم أمه. وعلى عكس الكبار، يبدو أن روائح الجسم لا تزعج الأطفال بل إنهم يستعيدون الهدوء إذا شمّوا رائحة الأم بعد يومين على الولادة! بدءاً من اليوم العاشر، يستطيع المولود الجديد التعرّف إلى رائحة أمه من بين الروائح الأخرى كافة. في ما يخص النكهات الحلوة والمالحة والحمضية والمرّة، يبدي تجاهها مظاهر المتعة أو النفور نفسها.

ذاكرة الأصوات

يسمع الجنين ضربات قلب أمه وهمساتها. في الشهر السابع، يبدأ بسماع ما يُقال في الخارج مثل صوت والده والأغاني التي تنشدها أمه... لذا تكون وظيفة الطفل السمعية حين يولد نشطة. يستفيد المولود الجديد من تجربته داخل الرحم ويتعرف إلى الموسيقى والأصوات التي سمعها في فترة الحمل، لذا يتفاعل سريعاً مع صوت والدته. لكنه لا يحفظه قبل نهاية الشهر الأول. كذلك يجيد التمييز بين لغته الأم وبين اللغات الأجنبية! تثبت التجارب أن الطفل يتمتع بذاكرة مدهشة بالإضافة إلى وظيفته السمعية النشطة.

أهمية الاحتكاك الجسدي

تشكّل الرسائل الجلدية جزءاً من أولى المعلومات التي يتلقاها الدماغ في الرحم ويشعر الجنين بمداعبات أمه قبل ولادته. تُعتبر البشرة عضواً حسياً خاصاً لأنها تمتدّ في مناطق الجسم كلها. بفضل مستقبلات مختلفة، يمكن أن تبث معلومات عن الحر والبرد والضغط والألم والأحاسيس كافة التي تجعل الواقع ملموساً ومتماسكاً. لكن بعد الولادة، يفتقر الطفل إلى الحماية التي قدّمها له غلاف الرحم ويحتاج إلى الاحتكاك بوالدته ويسهل أن يستعيد الهدوء حين تضعه على عنقها.

يبدأ المولود الجديد أيضاً باستكشاف الأغراض عن طريق اللمس بفمه وليس بيديه خلال أول شهرين. كذلك يستطيع التعرف إلى الأغراض التي يلمسها مثل المصاصة.

بدء مرحلة التواصل

منذ الساعات الأولى يسعى الطفل إلى إقامة الروابط مع محيطه، فيلاحظ سريعاً نظرات والديه وابتسامتهما.

الصراخ والهمس

يتعرف الطفل منذ ولادته إلى صوت أمه المميز ويتواصل معها حين تهمس في أذنيه كلمات الحب الكفيلة بتهدئته وطمأنته. لاسترجاع جزء من الحميمية التي خسرها طفلك، يحبّ الأخير أن يحتكّ بك كي يشعر بدفئك ويشمّ رائحتك. تسمح له هذه التبادلات الأولى بفهم الواقع وإقامة روابط صلبة. خلال الأسابيع الأولى، يشكّل البكاء وسيلة التعبير المفضلة لديه كي يخبرك بعواطفه ومخاوفه (جوع، تعب، انزعاج، ألم...). لا تخافي من التجاوب معه فقد تبيّن أن الأطفال الذين يبكون بين ذراعَي أمهاتهم يميلون إلى تخفيف البكاء في عمر السنة.

تلاحظين ابتسامة طفلك الجميلة منذ الأسبوع الأول لكنها ترتبط فعلياً بِردّ فعل يبديه الجهاز العصبي. لكن حين يسمع طفلك صوتك في الأسبوع الثالث، ستبدو ابتسامته أكثر وضوحاً، وتتوقف الابتسامة الحقيقية الأولى على مستوى نضجه. يبتسم الطفل الذي وُلد قبل أوانه مثلاً في مرحلة لاحقة.

لكن بحلول الأسبوع السادس، لن يبتسم إلا في وجهك وستعكس تلك الابتسامة المشرقة سعادته الداخلية.

أصوات زقزقة وغرغرة

بحلول الشهر الثالث، تزداد يقظة الطفل وتتراجع مدة نومه ويتحسن نظره ويبدأ بالصراخ وإصدار أولى الأصوات غير المفهومة. هكذا يقيم أولى محادثاته لكنه لا يتحكم بعد بـ{كلماته}.

بدءاً من الشهر الرابع أو الخامس، يبدأ بالسيطرة على نبرة صوته وحدّتها، فتصبح الأصوات التي يصدرها اختيارية وتتعدّد أنواعها، وقد تشمل طقطقة اللسان وأولى القهقهات. كذلك يكتشف في الوقت نفسه لغة {الزقزقة} العالمية ويدرك أثر {كلامه} في محيطه، فيفهم مثلاً أن صراخه يستدعي أمه دوماً. يضع الطفل هذه المعلومة في خانة المعلومات التي يستحيل نسيانها. على صعيد آخر، ثبت أن الأولاد كلهم يتمتعون بقدرات لغوية استثنائية، لكن ينسى الأطفال بعض النزعات الفطرية سريعاً للأسف.

في الشهر السابع، يبدأ طفلك بإصدار أصوات غرغرة لكنها تختلف طبعاً بين البلدان كونها تتأثر بالسياق اللغوي. بين الشهرين السابع والثامن، تتحسن طريقة نطقه وتزداد دقة لأنه يصبح قادراً على التحكم بالتنفس والحنجرة وحركات اللسان. سرعان ما تتلاحق المقاطع الصوتية ويصبح النطق أكثر وضوحاً وتترسخ أسس اللغة الأساسية.

نصائح إضافية

• لا يمكن أن يتحرّك الطفل بكل حرية على طاولة تغيير الحفاض أو في سريره. لذا من الأفضل أن يلعب بكل أمان على الأرض. يكفي أن تضعي له سجادة ناعمة وبعض الوسائد حوله.

• الجلوس ليس أمراً بسيطاً بالنسبة إلى الطفل في المرحلة الأولى لأنه سيشعر بالانزعاج ويخشى فقدان توازنه عند القيام بأبسط حركة ولن يستمتع بوقته. لكن سيتحسن وضعه حين يجيد الجلوس وحده.

• حين يتعلم الطفل الوقوف، يجب أن يجيد الاستناد إلى ساقيه ويقوّي عضلاته ولا مفر من أن يسقط بشكل متكرر لاختبار قوانين الجاذبية.

• لمساعدته على المشي، تأكدي من ثبات المفروشات التي يستند إليها ولا تغيّري مكان الأثاث من حوله لأنه يحتاج إلى معايير ثابتة.

مفاجآت الذاكرة

يحمل الأطفال قدرات مبهرة على مستوى الذاكرة لكنهم يتمتعون أيضاً بقدرة مدهشة على النسيان حين يكبرون. ربما يعجز طفل في الثالثة من عمره مثلاً عن تذكّر ما قاله قبل دقيقتين أو يفشل في اختبار بسيط للذاكرة وكأنّه أصيب بفقدان الذاكرة فجأةً. لا تتطوّر الذاكرة بوتيرة مستمرة بل تتوقف بشدة على حالات الوعي. ما دام الطفل لم يُكوّن فكرة واضحة عن هويته، يستحيل أن يحفظ بعض التجارب. يمكن تحفيز ذاكرته التي تسمح له بالتعرف إلى محيطه منذ الشهر الثاني أو الثالث.

أفضل طريقة لحمله

أثبت بعض الدراسات التي جرت في المستشفيات أن طريقة حمل الطفل والاعتناء به ولمسه وتحفيزه تؤثر بدرجة كبيرة في مسار نموه وراحته. كي يشعر بالأمان ويرخي عضلاته، يجب أن تحمليه بطريقة تُشعره بأنك تحتوينه ويجب أن تغلّفي جسمه بالكامل. إذا أخرجتِ طفلك من سريره بوضعية أفقية مثلاً، قد يعتبر هذا الموقف عدائياً. تقضي الطريقة الصحيحة بدحرجته بهدوء على جنبه وإرجاعه إلى وضعية الجنين قبل حمله تزامناً مع دعم رأسه.

انجذاب تام إلى الأم

في المرحلة الأولى بعد الولادة، يكون نظر الطفل مشوّشاً ولا يتعرف إلى وجه أمه لكنه سيحدّق بها ويتجاوب معها بعاطفةٍ فائقة إذا كلّمته بهدوء وراحت تبحث عن تبادل النظرات معه. ستشعرين بأنه ينظر إليك فعلاً! لاحظ الباحثون فترات قصيرة من النشاط البصري وتثبيت النظر منذ الولادة، وكأن نظرة الأم تأسر الطفل وتجذبه مغناطيسياً. يشكّل هذا الانجذاب المتبادل أحد أوائل المؤشرات على تعلّق الطفل بأمه وتمر عملية التواصل بهذا الاحتكاك البصري الذي يحصل بطريقة مميزة جداً. على صعيد آخر، يستطيع المولود الجديد منذ أيامه الأولى أن يتجاوب مع بعض الحركات التي تقوم بها أمه إذا تكررت أمامه مثل مدّ اللسان!

طريقة حمل الطفل والاعتناء به ولمسه وتحفيزه تؤثر في مسار نموه وراحته

الطفل يتعرف منذ ولادته إلى صوت أمه المميز ويتواصل معها حين تهمس في أذنيه
back to top