ما بين سمو الرئيس والجهراوي

نشر في 13-12-2017
آخر تحديث 13-12-2017 | 00:07
المفارقة في تشكيل هذه الوزارة هو حقيقة أنها تزامنت مع تولي مدرب نادي الجهراء السيد بونياك مهام تدريب المنتخب الوطني واختياره التشكيلة التي ستمثل الكويت في بطولة كأس الخليج، وهي مفارقة لأن التشكيلتين ترغبان في تحقيق هدف واحد، ولكن الآلية مختلفة، فالهدف الذي يجمع الفريق الوزاري ومنتخبنا الوطني هو النجاح.
 علي محمود خاجه كالعادة المستمرة منذ التصديق على الدستور منذ أكثر من 50 عاماً، لم تختلف طريقة التشكيل الحكومي عن سابقاتها أبدا، فعلى الرغم من بعض المؤشرات الجيدة ومنها استبعاد الشيخ محمد العبدالله وما يحمله هذا الاستبعاد من رسالة بعدم توزير من رفض النواب منحه الثقة ولو بشكل غير رسمي، وكذلك بعض الكفاءات التي تضمنتها الوزارة الجديدة سواء باستمرارية بعض الوزراء أو باستقطاب آخرين، إلا أن الاختيار وفق ما أراه سار على النمط المتكرر نفسه في كل الوزارات السابقة.

فقد اعتمدت آلية الاختيار على عدد من المقاعد لأبناء الأسرة الحاكمة، ومقاعد لأبناء القبائل، ومقاعد نسائية وهلم جرا، وكأن الأمور تسير بطريقة "ناقصني وزير شيعي، أحتاج بعد شيخ". نعم قد يكون هناك من هم أكثر كفاءة من ذاك الوزير الشيعي أو هذا الشيخ، ولكن المسألة مقيدة بعدد المقاعد بدلا من الجودة، وأكرر القول إنه قد تجلب لنا المصادفة وزراء أكفاء رغم الطريقة السيئة في الاختيار، لكن الأمور تكون في الغالب محض مصادفة قد لا تتكرر كثيرا.

المفارقة في تشكيل هذه الوزارة هو حقيقة أنها تزامنت مع تولي مدرب نادي الجهراء السيد بونياك مهام تدريب المنتخب الوطني واختياره التشكيلة التي ستمثل الكويت في بطولة كأس الخليج.

وأقول إنها مفارقة لأن التشكيلتين ترغبان في تحقيق هدف واحد، ولكن الآلية مختلفة، فالهدف الذي يجمع الفريق الوزاري ومنتخبنا الوطني هو النجاح وتحقيق أفضل ما يمكن تحقيقه، سواء تمثل هذا النجاح بتحقيق بطولة أو تحقيق رخاء واستقرار أكبر للدولة، إلا أن آلية اختيار السيد بونياك اختلفت تماما عن آلية سمو الرئيس، فقد حدد بونياك مقاعد تشكيلته وفقا للاحتياجات التي تتطلبها خطته في البطولة، فوزع اللاعبين المختارين على مراكز حراسة المرمى والدفاع والوسط والهجوم، ولم يهتم بأصولهم، فلا يشترط وجود الشيعي أو العازمي أو عائلة معينة بالتشكيلة، ولن يعنينا ذلك بأي شيء أبداً، سواء فزنا أو خسرنا، كل ما يعنينا هو مستوى اللاعبين الذين وقع عليهم الاختيار لا أصولهم وانتماءاتهم الدينية أو العرقية، فما سيحاسب عليه المدرب أو ينتقد هو سبب اختياره طريقة لعبه بمهاجم واحد مثلاً، أو عدم اللعب بأسلوب الكرات العرضية، وغيرها من أمور فنية بحتة لا صلة لها لا من قريب ولا من بعيد بمحاصصة معينة، تستلزم وجود لاعبين من فئات معينة داخل التشكيلة.

إن كرة القدم لا تعرف المجاملات، وإن كان هناك مجاملة، وهو أمر غير مقبول طبعا، فإنها لن تتجاوز لاعبا أو لاعبين من أصل أحد عشر لاعبا داخل الملعب، فالفوز هو المهم في أمر بسيط ككرة القدم، فما بالنا يا سمو الرئيس لا نتبع هذا المنهج في أمر أعظم بكثير من كرة القدم يتمثل بالدولة ومستقبلها؟!

back to top