موسكو تسحب كتيبة من سورية وتعيد «مَوضعة» قاذفاتها

• الكرملين: الوضع تغير جذرياً
• أنقرة لا تعتبر دمشق تهديداً
• ترامب: ضرباتنا قانونية

نشر في 13-12-2017
آخر تحديث 13-12-2017 | 00:04
جنود روس وسوريون خلال استعراض عسكري قبل أشهر في قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية شمال غرب سورية (أي بي ايه)
جنود روس وسوريون خلال استعراض عسكري قبل أشهر في قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية شمال غرب سورية (أي بي ايه)
بعد ساعات فقط على إعلان الرئيس الروسي انسحاباً جزئياً من سورية، عادت كتيبة من الشرطة العسكرية الروسية إلى بلادها، في وقت اعتبر الكرملين أن عملية إنقاذ سورية انتهت، وأن الوضع الميداني فيها تغير جذرياً.
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، وصول كتيبة من الشرطة العسكرية الروسية من سورية بقوام 200 فرد، بموجب قرار الرئيس فلاديمير بوتين سحب القوات الروسية من سورية.

وذكّرت الوزارة، في بيان، أن "عناصر الشرطة العسكرية العائدين من سورية، أنهوا مهمتهم هناك بنجاح، حيث عملوا منذ مايو 2017 على مراقبة وقف إطلاق النار في مناطق وقف التصعيد المعلنة في سورية، وأسهموا في الحفاظ على أمن المدنيين وأمنوا وصول قوافل المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة".

وكان الرئيس فلاديمير بوتين أمر، أمس الأول، في قاعدة حميميم الروسية على الساحل السوري، قيادة الجيش الروسي بـ "بدء سحب القوات الروسية" من سورية، مشيراً إلى احتفاظ روسيا بقاعدتي حميميم الجوية وطرطوس البحرية في سورية إلى أجل غير مسمى.

وسبق للأركان العامة الروسية أن أعلنت أخيرا عن تحرير كل الأراضي السورية من تنظيم "داعش"، وأن الجيش السوري استطاع مدعوما بالطيران الروسي تطهير ما تبقى من قرى وبلدات شرقي الفرات، في محافظة دير الزور، من آخر فلول "داعش".

القاذفات الاستراتيجية

في السياق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن بدء عودة القاذفات الاستراتيجية "تو-22" إلى قواعدها الدائمة قادمة من جنوبي روسيا، ونشرت هناك لتسهيل غاراتها في سورية. وأعلنت الأركان العامة الروسية قبل أيام تحرير كل الأراضي السورية من تنظيم "داعش".

الكرملين

وقال الناطق الصحافي باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، أمس، إن "عملية إنقاذ سورية انتهت"، ولا حاجة للإبقاء على قوة عسكرية كبيرة هناك.

واستبعد بيسكوف احتمال هجوم مضاد لداعش، معتبراً أن "الوضع في سورية تغير جذريا"، وموضحاً أن موسكو ستواصل استخدام الضربات الموجهة ضد "الإرهابيين" عند الحاجة.

وعن جولة بوتين إلى سورية ومصر وتركيا، أمس الأول، قال بيسكوف انها "في إطار السياسة التي يبلورها الرئيس الروسي منذ زمن بعيد"، نافياً أن تكون موسكو تحاول "ملء الفراغ في منطقة الشرق الأوسط".

«الخارجية»

من ناحيتها، أكدت وزارة الخارجية الروسية، أمس، أن العملية العسكرية للجيش الروسي في سورية، أتاحت فرصة لإبعاد التهديدات الإرهابية عن حدود روسيا وجيرانها.

وأعلن أوليغ سيرومولوتوف، نائب وزير الخارجية الروسي، "تصفية الجزء الأكبر من الإرهابيين في سورية، ولاسيما زعماء مسلحين راهنوا على تصدير الجهاد من الشرق الأوسط إلى روسيا".

واعتبر ألكسندر لافرينتيف، مبعوث الرئيس الروسي الخاص لسورية، أنه يجب إتاحة الإمكانية للرئيس السوري بشار الأسد للترشح في انتخابات رئاسية مقبلة، وقال في حديث لوكالة بلومبيرغ بأنقرة: "لا أرى ما يمنعه من الترشح، ويدل على أنه لن يترشح لولاية رئاسية جديدة. القرار يعود إليه لا لغيره".

في هذا السياق، نشرت مجلة "نيويوركر" الأميركية، أمس، مقالا مفاده أن الإدارة الأميركية مضطرة إلى القبول ببقاء الأسد في السلطة حتى عام 2021، على الأقل، وذلك بسبب "الواقع العسكري على الأرض والنجاحات التي حققها حلفاء سورية، وهم روسيا وإيران وحزب الله اللبناني، في تعزيز موقع النظام السوري"، إضافة إلى ضعف أداء المعارضة السورية عسكرياً وسياسياً.

تركيا

إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن بلاده لم تعد ترى خطراً في الحكومة السورية، وقال في هذا السياق: "لو كان هناك تهديد لنا من النظام السوري فإنه سيكون هدفا لنا، لكن لا يوجد أي تهديد لنا منه في الوقت الحالي".

وأضاف أوغلو، في لقاء مع قناة "ان تي في" التركية، أنه "رغم دعم انقرة لعملية الانتقال السياسي في سورية فإن الحكومة المؤقتة بوجود الأسد لن تكون قادرة على إجراء انتخابات بالمعنى الحقيقي".

وذكر جاويش أوغلو أن أنقرة سوف تنسق مع موسكو عملية عسكرية ضد "وحدات حماية الشعب" الكردية في سورية "إذا ظهرت الحاجة إليها".

وأشار إلى أن بلاده لا تعارض بشكل مطلق إدخال الفصائل الكردية في التسوية السورية، مؤكداً أن أنقرة سلمت روسيا قائمة الفصائل الكردية التي توافق على العمل معها، مشدداً على أن بلاده لا تزال تعارض مشاركة "وحدات حماية الشعب" الكردية وذراعها السياسي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في مؤتمر سوتشي.

ترامب

من ناحيته، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الضربات التي يقوم بها الجيش الأميركي ضد القوات الحكومية السورية "إجراءات قانونية". وأكد ترامب، في رسالة نشرها البيت الأبيض، أن القوات الأميركية التي تشارك في الحرب ضد "داعش"، وجهت ضربات محدودة للجيش السوري والقوات الحليفة، عبر إجراءات قانونية تستهدف التصدي للتهديدات الواضحة للقوات الأميركية.

ديميستورا

إلى ذلك، نقلت قناة "العربية" السعودية عن مصادر أن المبعوث الأممي الى سورية ستيفان ديميستورا أبلغ المعارضة السورية برفض النظام السوري للتفاوض، خلال لقاء بين الطرفين في إطار مفاوضات "جنيف 8". وأضافت القناة نقلاً عن مصادرها أن "ديميستورا شدد على أن تغيير النظام يكون عبر الدستور أو الانتخابات"، مشيراً إلى أن "فشل مفاوضات جنيف يعني الذهاب إلى سوتشي".

وقالت المصادر ذاتها إن ديميستورا أبلغ المعارضة بأنها لم تعد تمتلك أي دعم دولي.

في المقابل، نقلت قناة "روسيا اليوم" الروسية عن مصدر في المعارضة السورية نفيه للتصريحات التي أوردتها "العربية".

أستانة والعراق

وغداة إعلان جولة جديدة من الاجتماعات في استانة في 21 الجاري، قدم العراق إلى الحكومة الروسية طلباً رسمياً لدعوة ممثليه إلى حضور الجولة الثامنة من هذه المفاوضات التقنية العسكرية.

back to top