عملية طعن في القدس... و«تهدئة غزة» مهدّدة

• تظاهرات ضخمة في مدن إسلامية
• «القسّام» تدعو إلى «تفعيل كل سبل المقاومة»
• نتنياهو وإردوغان يتبادلان الاتهامات بقتل الأطفال
• ليبرمان لمقاطعة «عرب 1948»

نشر في 11-12-2017
آخر تحديث 11-12-2017 | 00:12
متظاهرون يحرقون علماً أميركياً ومجسماً لترامب بمدينة إسطنبول في تركيا العضو في الناتو أمس (رويترز)
متظاهرون يحرقون علماً أميركياً ومجسماً لترامب بمدينة إسطنبول في تركيا العضو في الناتو أمس (رويترز)
طالب وزراء خارجية الدول العربية، الولايات المتحدة بإلغاء قرار الرئيس الأميركي ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وفي حين شهدت القدس عملية طعن هي الأولى من نوعها بعد القرار، تواصلت المواجهات بين المتظاهرين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية في الضفة والقطاع.
لليوم الثالث على التوالي، تواصلت التظاهرات في الضفة الغربية والقدس الشرقية والشريط الحدودي في قطاع غزة، واندلعت مواجهات بين متظاهرين فلسطينيين غاضبين وقوات الامن الاسرائيلية التي حاولت تفريقهم بقنابل الغاز والرصاص المطاطي.

وفي تطور ميداني، دعت "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العكسري لـ"حماس" أمس، إلى "تفعيل كل سبل مقاومة الاحتلال ومواجهته"، مهددة إسرائيل بـ"دفع ثمن كسر قواعد الاشتباك مع المقاومة في غزة"، في إشارة الى اتفاق التهدئة الذي يسري بين الطرفين منذ اشهر.

وأقدم فلسطيني على طعن عنصر أمن إسرائيلي في محطة الحافلات المركزية بالقدس.

وقال الناطق باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد إن حارس الأمن أصيب بجروح بالغة، ويتلقى العلاج حاليا، بينما تم اعتقال المهاجم الذي أكدت الشرطة انه يبلغ 24 عاما، وهو من الضفة الغربية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه دمر نفقا تابعا لحركة حماس امتد لمئات الأمتار داخل إسرائيل انطلاقا من قطاع غزة.

تظاهرات

وشهدت إسطنبول، أمس، تظاهر مئات الآلاف احتجاجا على قرار ترامب، كما تظاهر آلاف خارج السفارة الأميركية، أمس، في جاكرتا، احتجاجا، ولوح الكثيرون منهم بلافتات كتب عليها «فلسطين في قلوبنا».

وفي الرباط، تظاهر عشرات الآلاف، أمس، ضد قرار ترامب. ووافق مجلس النواب الأردني، امس، على إعادة دراسة «كل الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل، وعلى رأسها اتفاقية وادي عربة»، اتفاقية السلام الأردنية - الإسرائيلية.

وفي القاهرة، تظاهر طلاب واساتذة جامعات في جامعة الازهر،. كما تظاهر عشرات الطلاب في جامعتين مصريتين اخريين.

الوزاري العربي

وأعلن وزراء خارجية الدول العربية، في بيان صدر في الساعات الأولى من صباح أمس، بعد اجتماع طارئ استمر إلى وقت متقدّم من ليل السبت - الأحد، أن القرار الأميركي "يقوض جهود تحقيق السلام ويعمّق التوتر ويفجّر الغضب ويهدّد بدفع المنطقة إلى هاوية المزيد من العنف والفوضى وإراقة الدماء وعدم الاستقرار".

وأضاف البيان أن الوزراء يؤكدون رفض القرار الأميركي وإدانته واعتباره "قراراً باطلاً وخرقاً خطيراً للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة".

ووصف قرار ترامب بأنه "تطور خطير وضعت به الولايات المتحدة نفسها في موقع الانحياز للاحتلال وخرق القوانين والقرارات الدولية، وبالتالي فإنها عزلت نفسها كراع ووسيط في عملية السلام"، مشدّداً على أن "القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية التي لن يتحقق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة إلا بقيامها حرة مستقلة ذات سيادة على خطوط الرابع من يونيو 1967، وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية".

وطالب الوزراء الولايات "بإلغاء قرارها حول القدس والعمل مع المجتمع الدولي على إلزام إسرائيل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وإنهاء احتلالها لجميع الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ الرابع من يونيو 1967 عبر حل سلمي يضمن قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية سبيلا لا بديل عنه لإنهاء الصراع".

ودعوا "الدول المختلفة إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية". كما أكدوا أنهم سيسعون لاستصدار قرار من مجلس الأمن يؤكد أن قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يتناقض مع قرارات الشرعية الدولية.

وقرر وزراء الخارجية عقد اجتماع آخر لهم في موعد أقصاه شهر من الآن "لتقييم الوضع والتوافق على خطوات مستقبلية في ضوء المستجدات، بما في ذلك عقد قمة استثنائية عربية في المملكة الأردنية الهاشمية" التي ترأس الدورة الحالية للقمة العربية.

الكويت

وفي كلمته أمام الاجتماع، طالب وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الولايات المتحدة الأميركية بالتراجع عن قرارها و"العودة إلى دورها المحايد كوسيط وراعٍ لعملية السلام. لندع الى بلورة رد عربي فاعل لمواجهة هذه الخطوة الأميركية وتفعيل قرارات القمم العربية المتعاقبة وضمان عدم المساس بالوضع القانوني أو السياسي أو الدبلوماسي لمدينة القدس".

وجدد الخالد "موقف دولة الكويت المبدئي والثابت المساند للأشقاء في فلسطين".

إردوغان

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، إن "فلسطين ضحية بريئة (...) أما اسرائيل فهي دولة ارهابية"، مضيفا: "لن ندع القدس تحت رحمة دولة تقتل الاطفال".

وأكد أنه "سيناضل بكل السبل" ضد اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لاسرائيل.

وكان إردوغان هدد بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، إلا أن ذلك لم يحصل بعد رغم مرور ايام على قرار ترامب.

ودعت أنقرة، أمس، الدول الإسلامية إلى "المضي أبعد من الإدانات" في قمة مؤتمر التعاون الإسلامي التي ستعقد بعد غد في اسطنبول لمناقشة القرار الاميركي.

ووعد إردوغان بأن القرارات التي ستتخذ في قمة إسطنبول ستظهر أن تطبيق قرار اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل لن يكون سهلا، بينما أكد العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس، ضرورة تكثيف الجهود العربية والإسلامية والدولية لحماية حقوق الفلسطينيين، معتبرا ان القدس هي «مفتاح» تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

نتنياهو

وفي تل أبيب، انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رد الفعل الأوروبي، وقال إن هذا الرد اتسم بالنفاق و"المعايير المزدوجة".

وقال عشية جولة تستمر يومين تشمل باريس وبروكسل: "أحترم أوروبا، لكني لست مستعدا لقبول ازدواجية المعايير"، مضيفاً: "أولي أهمية كبيرة جدا لأوروبا وأحترمها، ولكن لن أقبل بمعاييرها المزدوجة. أسمع من أوروبا أصواتا دانت إعلان الرئيس ترامب التاريخي، ولكنني لم أسمع أصواتا أدانت إطلاق الصواريخ على إسرائيل الذي تلاه والتحريض المروع ضدنا" (...) لست مستعدا لقبول هذا النفاق، ولذلك كالعادة (...) سأمثل الحقيقة الإسرائيلية".

وبينما جدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال استقباله رئيس الحكومة الإسرائيلي في باريس، أمس، موقفه الرافض لقرار ترامب، داعياً إلى حل النزاع الفلسطيني ـــ الإسرائيلي بالحوار، حث نتنياهو مضيفه الفرنسي على الالتزام بقيم فرنسا، وذلك بعد ساعات من شنه هجوماً على «ازدواجية المعايير والنفاق» عند الدول الأوروبية الرافضة للقرار الأميركي.

ورداً على تصريح للرئيس التركي رجب طيب إردوغان وصف فيه إسرائيل بأنها «دولة إرهابية تقتل الأطفال»، قال نتنياهو في باريس: «لست مستعداً لتلقي دروس من شخص يقصف القرى الكردية داخل تركيا ويقتل أطفالها، ويزج بالصحافيين وجنرالات الجيش في السجون، ويساعد إيران على الالتفاف على العقوبات ويدعم الإرهابيين في غزة».

وأشار نتنياهو إلى أن إيران تحاول إقامة قواعد برية وبحرية وجوية في سورية لقتال إسرائيل، مؤكداً أنه لن يسمح بذلك.

ليبرمان

بدوره، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان إلى مقاطعة المواطنين العرب الاسرائيليين (عرب 1948) في منطقة وادي عارة، حيث اشتبك متظاهرون مع الشرطة في أعقاب القرار الاميركي، معتبراً أن الاحتجاجات الفلسطينية على قرار ترامب "بدأت تتراجع (...) ما قد يثير خيبة أمل لدى بعض المواطنين العرب وأوساط في اليسار".

وأكد ليبرمان في الوقت نفسه أن "الأجهزة الأمنية مستعدة لمواجهة أي تطور في الساحة الفلسطينية"، مضيفا أنه يأمل "أن يكون رد الجيش الحازم على إطلاق الصواريخ من قطاع غزة قد نقل رسالة بهذا الصدد إلى قيادة حماس".

«الوزاري العربي» يطالب ترامب بالتراجع عن قراره ويدرس عقد قمة استثنائية في الأردن
back to top