الأفلام الضخمة تحجز موقعها في المواسم المهمة... والمتوسطة بالأوقات الأخرى

نشر في 11-12-2017
آخر تحديث 11-12-2017 | 00:03
مع زيادة عدد الأفلام المعروضة تنوّعت مواسم عرضها بعدما ظلت محصورة سنوات بين عيدي الفطر والأضحى ونصف العام.
عن هذا الامتداد ودخول شركات إنتاج جديدة وكيفية توزيع المواسم وغيرها، تدور السطور التالية.
تحدث المنتج محمد العدل عن تعديلات تطرأ على الموسم السينمائي في مصر خلال الأعوام، تحديداً عندما يتغير موعد شهر رمضان والأعياد، سواء بالزيادة أو الانخفاض.

وأضاف العدل: «عندما كان رمضان يزورنا في الصيف كان الموسم السينمائي ضعيفاً، وكان التركيز على الشتاء ونصف العام، ولكن الآن وبعد فترة قصيرة سيحلّ الشهر الفضيل في بداية الشتاء، من ثم سيكون موسم الصيف السينمائي كاملاً، بينما يختفي «شمّ النسيم» ثم إجازة نصف العام...».

وأوضح العدل أن لشركات الإنتاج الجديدة دوراً في هذا الأمر، إذ تُفرض عليها أوقات مُحددة للأعمال ولا تملك حق الاختيار أو الرفض، فيما يحصل على الأوقات الأكثر كثافة كبار المنتجين.

رأي النقد

بدوره، ذكر الناقد نادر عدلي: «طالما كانت السينما المصرية تعرض أفلامها طوال العام، ولم تعرف ظاهرة «الموسم السينمائي» إلا مع دخولها في أزمة، كذلك خلال سنوات الأحداث السياسية بعد 2011، حينما تركزت غالبية الأفلام في موسم الأعياد. ولكن بعد استقرار الأمر نسبياً توزعت الأفلام على الأوقات المختلفة من العام».

وأضاف عدلي: «ثمة سبب آخر لتوزيع الأفلام على مدار العام، وهو سيطرة كبار الموزعين والمنتجين واحتلالهم المواسم الكبرى، وترك الأشهر الأخرى التي لا تحمل كثافة جماهيرية كبيرة للشركات الجديدة بهدف حجز دار العرض لفيلم عربي كبير أو أجنبي، بدلاً من ترك السينما خالية، ومع طرح الفيلم الأجنبي يُرفع عمل الشركة الجديدة التي لا تملك القدرة على الاعتراض».

في السياق نفسه أوضحت الناقدة ماجدة خير الله أن شركات الإنتاج الجديدة تؤدي دوراً في امتداد الموسم السينمائي على مدار العام، بدليل زيادة عدد الأفلام مقارنة بالسنوات السابقة، وأضافت: «على الصانعين أن يستغلوا اهتمام الجمهور بالسينما لزيادة دور العرض والاهتمام بالإنتاج كماً وكيفاً، فضلاً عن ضرورة معالجة الاحتكار واحتلال مواسم سينمائية مُحددة لصالح عدد من المنتجين، فذلك يؤدي للأسف إلى سرعة خروج الشركات الجديدة من الساحة، إذ تخوض التجربة مرة أو اثنتين فقط وتستسلم بعد الممارسات الاحتكارية التي يمارسها الكبار عليها».

أسباب عدة

رأى المخرج محمد حمدي أن أسباباً عدة أدت إلى إطلاق أفلام على مدار العام، من بينها دخول شركات إنتاج جديدة إلى صناعة السينما، من ثم زيادة عدد الأفلام، ويبقى الموسم القوي للشركات الكبيرة. والسبب الثاني تنوّع التجارب مثل «مولانا» و«الشيخ جاكسون» و«نوارة»، وغيرها، فضلاً عن السينما المستقلة التي تُعرض في مواسم مختلفة إذ تعتمد على الدعم والمجهود الفردي ولا تصلح لجمهور العيد بعدما أصبح العُرف أن موسم العيد لأفلام الحركة والكوميديا فحسب.

وأضاف حمدي أن سيطرة الكبار على صناعة السينما تسببت في اقتسام الموسم السينمائي بينهم، وظلت الأوقات الضعيفة جماهيرياً للشركات الجديدة والتجارب الفردية، ما قد يتسبب في خروج كثير منها بعد تجربة أو اثنتين.

كذلك ذكر المخرج خالد الحجر أن عرض الأفلام على مدار العام هو الأساس، وما كان يحدث هو الاستثناء والخطأ، وأضاف: «عندما كان ممدوح الليثي رئيساً لجهاز السينما كان يُصر على عرض أفلامه في أي وقت من العام من دون الانتظار إلى موسم العيد أو إجازة نصف العام».

وتابع: «لتكلفة الفيلم دور في تحديد موعد عرضه، إذا كانت ضخمة («الخلية» و«الكنز») يحرص منتجه على إطلاقه في الموسم الأكثر كثافة ليتمكّن من تحقيق إيرادات كبيرة تعوض التكلفة الكبيرة. أما إذا كانت متوسطة أو محدودة فيبقى أفضل خيار العرض في أي وقت بعيداً من المواسم الكبرى التي تتنافس فيها الأفلام الجماهيرية والضخمة الإنتاج».

وتحدث الحجر عن موضوع الفيلم، موضحاً أن له دوراً أيضاً في هذا المجال، فثمة أعمال مثلاً لا يجب أن تطلق في نفس موعد مشاريع الكوميديا والحركة.

وختم: «في الولايات المتحدة الأميركية، تُعرض الأفلام الضخمة في عيد الكريسماس، وهو أضخم موسم سينمائي في الحضور الجماهيري، فيما تترك الأفلام المتوسطة للأوقات الأخرى».

نادر عدلي: السينما المصرية لم تعرف ظاهرة «الموسم السينمائي» إلا مع دخولها في أزمة
back to top