الحوثيون يرفضون دفن صالح ويعتدون على نساء طالبن بجثته

● التحالف يكثف ضربته على المتمردين في صنعاء... وقوات هادي تتقدم من تعز باتجاه الحديدة
● مقتل شقيق محمد الحوثي وفرار أرفع قيادي «مؤتمري» في «المجلس السياسي» للانقلابيين

نشر في 07-12-2017
آخر تحديث 07-12-2017 | 00:12
مسلح حوثي يسير وسط صنعاء أمس (أ ف ب)
مسلح حوثي يسير وسط صنعاء أمس (أ ف ب)
نفت «أنصار الله» الحوثية أنباء دفن الرئيس السابق علي صالح، وأكدت الجماعة التي قتلته أنها لن تسمح بدفن الجثمان إلا بعد إجراء تحقيق في «معارك صنعاء»، التي انتهت بهزيمة أنصاره وحزب المؤتمر، بينما كثف التحالف العربي غاراته الجوية على مواقع المتمردين بصنعاء، وأحرزت قوات الحكومة الموجودة في تعز تقدما باتجاه الحديدة.
كذبت جماعة «أنصار الله» الحوثية التقارير التي تحدثت عن تسليمها جثة الرئيس اليمني السابق علي صالح بشروط لدفنها بمسقط رأسه. وأكدت رفضها دفن الجثمان قبل إجراء تحقيقات بشأن «معارك صنعاء»، التي انتهت بهزيمة أنصار الرئيس السابق وحزب المؤتمر.

وصرح نائب رئيس الدائرة الإعلامية للجماعة الحوثية عبدالقدوس الشهاري، أمس، بأن جثمان صالح «مازال في الثلاجة، ولم يتحدد بعد موعد دفنه، والنيابة هي التي ستقرر ذلك بعد انتهاء التحقيقات».

وقال الشهاري إن «هناك مطالبات من منظمات حقوقية وإعلامية وصحافية بتسليم الجثمان، لكن الوضع لم يستقر على تسليم الجثمان، لأن هناك ملفا سيفتح قريبا بمكتب النائب العام، وسيتم تحديد مصير جثمان الرئيس بعدها».

وحول ما تم نشره في عدد من وسائل الإعلام بشأن قيام «أنصار الله» بدفن جثمان صالح ليلا في الصحراء ودون حضور مشيعين، قال الشهاري إنها أخبار كاذبة.

وأضاف ان «ملف صالح كبير جدا، ومن المستحيل أن يتم دفنه بتلك السرعة وكأن شيئا لم يكن، فلدينا أكثر من 68 قتيلا سقطوا في فناء منزل صالح، منهم 16 مدنيا من جيرانه قتلوا عن طريق أنصاره قبل هروبه من المنزل».

في هذه الأثناء، اعتدت الجماعة التي انفردت بالسلطة في العاصمة على تظاهرات نسائية للمطالبة بتسليم جثمان «الرئيس المغدور».

وانتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر نساء يرتدين الأسود وهن يرددن «لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله» في حرم مسجد الصالح، الأكبر في اليمن.

وفرق الحوثيون التجمع بمحيط المسجد الواقع جنوب صنعاء. وأمام المستشفى العسكري، تظاهرت مجموعة أخرى من النساء رفعن شعار «الشعب يريد جثمان الزعيم».

ضربات التحالف

إلى ذلك، كثف التحالف العربي، بقيادة السعودية، ضرباته الجوية في اليمن صباح أمس، بعدما عززت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران قبضتها بقتلها لحليفها السابق علي صالح.

وشنت مقاتلات التحالف عشرات الغارات الجوية، وقصفت مواقع للحوثيين داخل صنعاء وفي محافظات أخرى في الشمال.

وذكر تلفزيون «المسيرة» الموالي للحوثيين إن التحالف قصف مقر سكن صالح ومنازل أخرى لأفراد في عائلته، مضيفا أن الضربات الجوية استهدفت محافظات بينها تعز وحجة وصعدة ومديرية ميدي.

وتداولت مواقع يمنية أمس منشورا قالوا إن نائب رئيس هيئة الاستخبارات العامة السعودية المتحدث السابق باسم التحالف اللواء أحمد العسيري، كتبه على «فيسبوك»، ووجهه إلى أهالي صنعاء.

وذكرت المواقع أن العسيري أكد في منشوره أن «صنعاء ستشهد عمليات عسكرية شرسة من قبل قوات التحالف وقوات المؤتمر على كل المستويات»، داعيا «أبناء صنعاء إلى توخى الحذر».

وجاءت ضربات التحالف بعد يوم من تعهد أحمد نجل الرئيس الراحل بقيادة حملة ضد الحوثيين.

وأحمد قائد سابق للحرس الجمهوري اليمني، وكان في وقت ما خليفة محتملا لوالده، ويمنح تدخله الحركة المناوئة للحوثيين قائدا محتملا بعد أسبوع من المعارك الشرسة التي شنها الحوثيون على أنصار صالح في العاصمة.

تقدم هادي

في موازاة ذلك، تمكنت القوات الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من السيطرة على سلسلة جبال الهاملي في تعز، وتقدمت نحو محافظة الحديدة.

وأكدت مصادر أن قوات هادي سيطرت على جميع مواقع عناصر الميليشيات في منطقة الهاملي وجبل حريزين وجبل الكبائر وقرية الكيمه، ما أدى إلى مقتل العشرات من الحوثيين.

في المقابل، ادعت الميليشيات الحوثية أنها قصفت مواقع «التحالف العربي»، واستهدفت تجمعات للجنود السعوديين في برج الخشل بجيزان، وجبل قيس، كما استهدفت تجمعات أخرى في بوابة الموسم، في الرمضة والطوال. من جانب آخر، طالب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في إفادة لمجلس الأمن، كل الأطراف بإبداء ضبط النفس.

وقال المبعوث إن زيادة الأعمال القتالية سيزيد التهديد الذي تتعرض له حياة المدنيين ويفاقم معاناتهم.

من جهته، أكد المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة السفير خالد اليماني أنه خلال الجلسة المغلقة لمجلس الأمن كشف المبعوث الأممي في كلمته عن عمليات تصفية لأعضاء «المؤتمر» تجرى في صنعاء على يد الميليشيات الحوثية.

وكشف اليماني عن «إعدام الآلاف خلال اليومين الماضيين على يد الانقلابيين»، مبينا أن هناك اتفاقا لإجلاء العاملين الأمميين في المجال الإنساني من صنعاء جراء التطورات الأخيرة فيها.

شلل وفرار

ووسط تقارير عن إصابة المؤسسات الحكومية بصنعاء بحالة شلل شبه تام، مع تعرض الموظفين من اتباع صالح وأنصار «المؤتمر» لانتهاكات من قبل الحوثيين، دعت منظمة «مراسلون بلا حدود» ولجنة حماية الصحافيين الحوثيين أمس إلى الإفراج عن 41 صحافيا وموظفا يعملون في قناة «اليمن اليوم»، محتجزين منذ السبت في صنعاء.

وتم احتجاز الصحافيين في مبنى القناة التابعة لحزب صالح، بعد أن اقتحمه مسلحون حوثيون.

وأفاد قيادي في الحزب بأن الصحافيين رفضوا طلب الحوثيين، بعد أن مارسوا ضغوطا عليهم لإصدار بيانات، والقيام بتغطيات ضد صالح، واتهامه بالعمالة للتحالف العربي.

في السياق، أكدت مصادر يمنية أن زكريا، شقيق محمد علي الحوثي، رئيس ما يسمى «اللجنة الثورية»، لقي مصرعه أمس الأول في مديرية نهم شرق العاصمة، في مواجهات مع الجيش اليمني الموالي لهادي، بينما أعلن القيادي في «المؤتمر» نائب رئيس «المجلس السياسي» للانقلابيين، قاسم الكسادي، تمكنه من مغادرة صنعاء ووصوله إلى مكان آمن، لم يشر إليه.

«اليمن اليوم» تعود بدعم عربي

عاودت قناة «اليمن اليوم» الفضائية، المملوكة لعائلة الرئيس اليمني الراحل علي صالح وحزب المؤتمر، البث الفضائي على تردد جديد على النايلسات بعد أيام من سيطرة الميليشيات الحوثية على مقرها بصنعاء.

وذكر مصدر إعلامي في «المؤتمر» أن القناة عاودت البث على تردد «27500 12341 H» عبر قمر «نايل سات».

وأفاد مصدر يمني سياسي في القاهرة بأن القناة عادت بدعم بعض الدول العربية والخليجية، وتقديم تسهيلات للبث والإنتاج.

خالد اليماني: الميليشيات أعدمت الآلاف خلال اليومين الماضيين
back to top