طبيعة لبنان... طبيعة أفغانستان... طبيعة سيناء!

نشر في 26-11-2017
آخر تحديث 26-11-2017 | 00:19
 عبدالمحسن جمعة صرَّح الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، بعد اجتماع وزراء الخارجية العرب، الأحد الماضي، من أكثر من منبر في لبنان، بأن العرب يتفهمون "طبيعة لبنان ووضعه الخاص"، وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري أيضاً ردد نفس الكلام في أكثر من مناسبة، وأنا كمواطن عربي وعامل في مجال الإعلام والشأن العام منذ 30 عاماً تقريباً لم أفهم معنى "طبيعة لبنان الخاصة"!

هل طبيعة لبنان الخاصة تسمح له بإنشاء ميليشيا طائفية تسيطر على البلد، ثم تبدأ بنشر تدخلاتها في فضاء العالم العربي، فتقتل الآلاف في سورية، وتطلق الصواريخ من اليمن، وتنشئ خلايا مسلحة في الكويت، وتفجِّر أنابيب النفط في البحرين، وتعزز الطائفية في العراق؟ وإذا وافقنا لكل دولة لديها تنوُّع عرقي أو طائفي على السماح لمكوناتها بإنشاء ميليشيات مسلحة، فإن ذلك يعني تفكك أكثر من 90 في المئة من دول العالم.

وهنا يُطرح تساؤل؛ لماذا لم يراعِ العالم طبيعة أفغانستان الخاصة المكوَّنة من عدة أعراق وطوائف عندما انطلق منها تنظيم مسلَّح إرهابي، واعتُبرت الدولة الأفغانية وحكومتها مسؤولة عما يحدث على أراضيها؟ وإذا سلَّمنا بهذا المنطق، فيمكن القول إن شبه جزيرة سيناء لها ظروف خاصة، حيث إنها كانت محتلة، وتجاور الحدود الإسرائيلية، وكذلك سكانها من القبائل البدوية، لذا يحق لهم أن ينشئوا "سرايا مقاومة" ضد إسرائيل، بخلاف موقف الدولة المصرية، وهذا بالطبع أمر لا يجوز، لكن منطق الجامعة العربية مع لبنان هو مثال لو ثبت يجب الاحتذاء به عند كل العرب.

الكيل بمكيالين في مقاربة الملف اللبناني، لأهداف سياسية يطلبها الأميركي ليستخدم لبنان كمخلب قط لتدمير العالم العربي، والروسي بطبيعته الفوضوية الدموية، فيما يريدها الأوروبي مخيماً كبيراً هادئاً لمليوني لاجئ سوري، حتى لا يتدفقوا عليه، هو مخاطرة ستكون نتائجها وخيمة على كل العرب، وتأجيل مواجهة دولة حزب الله القائمة تحت علم لبنان سيكون ثمنه باهظاً علينا جميعا؛ دماءً ومالاً، وربما يكون أكثر من ذلك، ويتعلق بوجودنا.

back to top