أتاري الحكومة

نشر في 23-11-2017
آخر تحديث 23-11-2017 | 00:20
 محمد الوشيحي أبناء وبنات جيل الطيبين يتذكرون لعبة "أتاري"، التي تقوم فكرتها على تجاوز العوائق التي تظهر أمام اللاعب في كل لحظة، فما إن يخطو خطوة حتى تسقط صخرة من الأعلى لتغلق الطريق، فيتجاوزها، فيفاجأ بقطار يسير بأقصى سرعة، فيتفاداه، فتظهر أمامه مجموعة من اللصوص وقطاع الطرق، فيقاومهم ويقتلهم، فتظهر مجموعة أكبر، فيتغلب عليها ويمضي في طريقه إلى الهدف، فينفجر بركان بالقرب منه، ويضطر لإنقاذ نفسه والناس، وهكذا.

يبدو أن هذه اللعبة راقت للحكومة، فقررت تطبيقها مع شعبها، فما إن تنوح الحكومة وتصيح على طرح الثقة بأحد وزرائها، حتى تغيب و"تتغلى" وتغلق على نفسها باب غرفتها وتهجر الحبيب. ليش؟ زعلانة مابي مابي. يا بنت الناس يهديك يرضيك، "اندو" (تطرقع بلسانها دلالة على الزعل)، فتتعطل مصالح الناس والدولة وتتوقف الحياة.

وما إن يسكن الصراخ حتى تظهر مشكلة البصل الملوث، وهات يا استهتار بصحة الناس وحياتهم، وهات يا تسيب وعبث ولعب وطاسة ضايعة، وخذ تصريحاً من هنا للرد على تصريح من هناك، وخذ تلاعباً بالشعب ووقته ومشاعره وحياته. وبعد أن تثور ثائرة الناس، ويصرخوا بأعلى أصواتهم، يرمي كل مسؤول الكرة على الآخر، ويخرج الملحق التجاري المصري ليؤكد حرصه على سلامة الكويتيين أكثر من حرصهم على أنفسهم، فيختلط بكاء الكويتيين بضحكهم.

وما إن يخفت صوت البصل، حتى تظهر لنا بيارق قيادات المرور من خلف الجبل، حاملين بأيديهم عقوبات وأحكاماً انتقامية متوحشة، بحجة تأديب الناس وتهذيبهم، وخذ عندك من المد والجزر، والقرار ونقيضه، ومرة يمين ومرة شمال، ليتوه الناس تيهاً عظيماً، وتصطدم رؤوسهم بالجدران، ويتحول البصل في أعينهم إلى عدو مبين.

ما يحدث الآن لعبة "أتاري" حكومية، إن كانت مقصودة فتلك مصيبة، وإن لم تكن فالمصيبة أعظمُ وأخطرُ وأبيخُ.

back to top