خالدة الثويني... كاتبة توشوش للبحر

نشر في 19-11-2017
آخر تحديث 19-11-2017 | 00:02
No Image Caption
إصدار جديد لكاتبة تدخل ساحة القصة القصيرة لأول مرة، بدت بأسلوبها كأنها توشوش للبحر، أو تغني له، هو مجموعة قصصية للقاصة خالدة الثويني تحت عنوان «وشوشة بحر»، من القطع الصغير (دار نوفا بلس للنشر طبعة 2016)، ويضم أقل من 100 صفحة .
نفرح بقادم جديد لعالم السرد، وغالباً تكون البدايات صعبة ومُرتبكة، إلا أن هذا العمل يتميز بجودة الصياغة، ويتوافق مع النهج القصصي المُتعارف عليه، للكاتبة مُساهمات مع كتابة المقال، لكن قفزت نحو عالم آخر، وهو عالم السرد وحققت نقلة باقتدار.

يبدو أن الكاتبة كانت تتأرجح بين الكتابة واللاكتابة، والخوف من مُغامرة دخول عالم السرد، تخوف قد يكون دفعها إلى أن تجلس في مقاعد الانتظار طويلاً حتى تعقد العزم أخيراً، وتعلن عن مولودها الجديد، وعن أول مجموعة قصصية لها، يتضح ذلك من مُقدمة الكتاب والإهداء الذي يكشف سر التأخر في النشر، كتبت تحت عنوان إهداء: «لمن أحبطني واستمات كي لا أكون، ووضع كل العراقيل في دربي حجراً حجراً، لأتعثر بها، فزادتني إصراراً للصعود عليها!!».

عالم موجع

عدد قصص المجموعة كبير جداً، يُقارب ثلاثين قصة ونص، لهذا تتوزع المجموعة بين قصة بصفحة وقصة بصفحتين أو نصف صفحة، ما يجعل المتلقي يعبر بسهولة في فضاءات عوالم الكاتبة، وعالم إنساني موجع في أحيان كثيرة .

وعندما تعبر في صيغة عناوين النصوص تكتشف أن الكاتبة تجيد اختيار العناوين، وهذه ملكة لا يجيدها أي كاتب، لهذا نرى عناوين منها: «رهانين» و«صهباء» و«مواجهة» و«وفاء النعناع» و«فُتات» و«قدرتك أن تكوني شهرزاد» و«شيء واحد»، وغيرها من عناوين مميزة تخدم النص ولا تكشف محتواه .

وفي خط الأسلوب نجد في قصة «رهانين» عبارات مثل: «الخوف يلازمني، خوف الافتضاح، كقطار قادم باتجاهي، يذعرني دهسي، قضبانه تقبض على قدمي، ومفتاح إيقافه بيد غيري».

وفي فقرة أخرى نجد: «تحيرت في أمره ، فمن الصعب أن تُعالج شخصاً تعرفه جيدًا، ويبدو مختلفاً أمامك في لحظة، أعبث في الأوراق أمامي لأي محاولة لتشتيته وأنا اقذف بسؤال: هل خوفك يتعلق بنصفك الآخر؟».

تجربة جميلة

تجربة القاصة خالدة الثويني الأولى في مجال النشر، تجربة جميلة، إلا أنها ستتجاوز في المستقبل، وفي أي عمل مقبل، نقاطاً لا تمس المضمون، منها عدم مهنية في صف الكتاب وإخراجه، وبعض الأخطاء المطبعية، ولا نجد ملامح للمكان في أغلب القصص، حتما ستتجاوز ذلك مستقبلاً، وستبحر في عالم القصة القصيرة كما بدأت بتألق .

المتلقي يعبر بسهولة في فضاءات عوالم الكاتبة وعالم إنساني موجع في أحيان كثيرة
back to top