الفيتامين D يسهم في تفادي السكّري من النمط الأول

نشر في 19-11-2017
آخر تحديث 19-11-2017 | 00:00
No Image Caption
يتراجع خطر الإصابة بالسكّري من النمط الأول بين الأولاد الذين يُعتبرون أكثر عرضة جينياً لهذا الداء عند حصولهم على مقدار كافٍ من الفيتامين D. هذه الخلاصة التي توصلت إليها دراسة جديدة نُشرت في مجلة {الداء السكّري}.
اكتشف الباحثون أن الأولاد الذين يعانون تراجعاً في معدلات الفيتامين D في الدم أكثر عرضة للمناعة الذاتية الجزيرية، مقارنةً بمن يتمتعون بمعدلات أعلى من هذا الفيتامين.

المناعة الذاتية الجزيرية عملية يهاجم خلالها جهاز المناعة خطأً الخلايا المنتجة للإنسولين في البنكرياس، ما يؤدي إلى الداء السكري من النمط الأول.

تذكر الباحثة المشرفة على الدراسة جيل نوريس وزملاؤها في كلية كولورادو للصحة العامة في جامعة كولورادو أنشوتز في أورورا أن هذه أول دراسة تُظهر أن معدلات الفيتامين D الأعلى قد تسهم في تفادي المناعة الذاتية الجزيرية.

الداء السكري من النمط الأول حالة يخفق فيها الجسم في إنتاج كمية كافية من الإنسولين، وهو هرمون يضبط معدلات الغلوكوز في الدم.

في حالة الداء السكري من النمط الأول، يُطلق جهاز المناعة هجوماً على خلايا في البنكرياس تُدعى جزر لانغرهانز وتسمى أحياناً جزيرات. تشكّل هذه كتلاً من الخلايا تحتوي على خلايا بيتا، التي تعمل على رصد الغلوكوز في الدم وإطلاقه عند الضرورة.

نتيجة لهجوم جهاز المناعة على هذه الجزر، تخفق خلايا بيتا في إنتاج مقدار كافٍ من الإنسولين، ما يؤدي إلى ارتفاع شديد في معدلات الغلوكوز في الدم.

صحيح أن الداء السكري من النمط الأول قد يظهر في مختلف الأعمار، إلا أنه يبدأ غالباً في الطفولة. تشير الجمعية الأميركية للداء السكري إلى أن 1.25 مليون ولد وبالغ في الولايات المتحدة يعانون الداء السكري من النمط الأول.

حل الجدل

أظهرت دراسات سابقة أن معدلات الفيتامين D المتدنية قد تزيد خطر الإصابة بالداء السكري من النمط الأول. لذا يسعى العلماء إلى التحقق مما إذا كانت معدلات هذا الفيتامين الأعلى تسهم في تفادي الداء السكري من النمط الأول. لكن دراساتهم أدت إلى نتائج متضاربة.

يُعرف الفيتامين D غالباً بـ{فيتامين أشعة الشمس} بما أن الشمس تشكّل مصدره الرئيس. لكنه يتوافر أيضاً في بعض الأطعمة، مثل الأسماك الدهنية، والجبن، وصفار البيض. كذلك من الممكن تناوله على شكل مكملات غذائية.

في هذا البحث الأخير، هدفت الدكتورة نوريس وزملاؤها إلى التعمّق أكثر في الرابط بين الفيتامين D والداء السكري من النمط الأول. وقرروا التحقق خصوصاً مما إذا كانت معدلات هذا الفيتامين في الطفولة تؤثر في المناعة الذاتية الجزيرية.

توضح الدكتورة نوريس: {شهدنا طوال سنوات جدالاً بين العلماء حول ما إذا كان الفيتامين D يحد من خطر الإصابة بالمناعة الذاتية الجزيرية والداء السكري من النمط الأول}.

تراجع خطر المناعة الذاتية الجزيرية

شملت الدراسة، التي تشكّل جزءاً من دراسة {محدِّدات الداء السكري البيئية بين الصغار}، 8676 ولداً واجهوا خطراً جينياً زاد من احتمال تعرضهم للداء السكري من النمط الأول.

خلال الدراسة، أخذ الباحثون عينات دم من كل ولد مرة كل ثلاثة إلى ستة أشهر منذ الطفولة وصولاً إلى سن الرابعة، ثم استخدموا هذه العينات لتحديد معدلات الفيتامين D والمناعة الذاتية الجزيرية.

أُصيب ما مجموعه 376 ولداً بالمناعة الذاتية الجزيرية، فقارن الباحثون معدلات الفيتامين D لدى هؤلاء الأولاد مع معدلات 1041 ولداً لم يعانوا هذه الحالة.

اكتشف الباحثون أن معدلات الفيتامين D الأعلى في الطفولة ارتبطت بتراجع خطر الإصابة بالمناعة الذاتية الجزيرية بين الأولاد الذين امتلكوا متغيراً من جينة مستقبل الفيتامين D.

لكن الفريق يؤكد أن دراستهم لم تتمكن من إثبات علاقة سببية بين معدلات الفيتامين D الأعلى وبين تراجع خطر المناعة الذاتية الجزيرية، وأن ثمة حاجة إلى مزيد من الدراسات.

رغم ذلك، تعتقد الدكتورة نوريس وزملاؤها أن اكتشافاتهم تشير إلى احتمال أن يسهم الفيتامين D في تفادي الداء السكري من النمط الأول في حالة الأولاد المعرضين جينياً لهذا المرض.

back to top