ابنتي تريد العيش مع أسرةٍ أخرى!

نشر في 18-11-2017
آخر تحديث 18-11-2017 | 00:00
No Image Caption
أفسدت «ليلى» الجوّ حين أعربت عن رغبتها بالحصول على أمٍّ أخرى... لم يعد هذا الإعلان مسألة حكمٍ تطلقه تجاه أمّها، بل سؤالٍ يجب اكتشاف خباياه.
تُفاجأ الأمّ بابنتها عند عودتها من منزل إحدى الصديقات تقول لها: «أريد أن أكون شقيقة «جوليا»، وأن أعيش معها في منزلها وستكون «سميرة» أمّي». شكّل هذا الكلام صدمة للأمّ لكنّها سرعان ما تداركت الوضع وراحت تحاول فهم المغزى. فكلام كهذا يحمل معاني عدّة.

في بعض الأحيان، يعبّر الطفل عن استيائه من والديه وغضبه تجاههما لأنّهما لم يسمحا له بتناول السكاكر أو مشاهدة التلفاز، فيقول لهما إنّه يريد الانتقال إلى عائلةٍ أخرى. في هذه الحالة، تتخيّل أنّ «سميرة»، هذه السيّدة اللطيفة التي تبتسم لها طوال الوقت، ستوافق على متطلّباتها كافّة، فتعبّر عن هذا الموضوع فوراً وبهذه الطريقة.

يقول أطبّاء علم النفس إنّ الطفل في هذا العمر لا يتمتّع بالتعاطف الكافي ليدرك الأثر العاطفي الذي تتركه كلمات كهذه لدى والديه.

في خضمّ الاستجواب

يتساءل الطفل أحياناً عن مكانته في العائلة من خلال كلام كهذا. في حال كان الوالدان منفصلين، يريد الطفل معرفة ما إذا كان تغيير الوالد أو الوالدين ممكناً كما في حال تغيير الشريك. أمّا إذا أصبح أخاً كبيراً أخيراً، فيحتاج من دون شكّ إلى أن يسمع من والديه أنّه فريدٌ من نوعه بالنسبة إليهما ولن يستبدلا به أيّ أحد. كذلك يتساءل عن استمرار العلاقة بينه وبين أمّه لأنّه يحتاج إلى تنقية الصورة التي يرسمها عن روابطه العائليّة.

في النهاية، قد يرغب الطفل في تغيير عائلته لأنّ والديه لا يلبّيان حاجاته العلائقيّة. من ثم، يعبّر عن شعورٍ بالنقص والانزعاج وربّما انعدام الأمان، من دون معرفة كيف يتكلّم عن هذا الموضوع. يتوقّع من أمّه مساعدته في ترجمة أسئلته وإسناد كلماتٍ إلى مشاعره. يكفي أن تهتمّ لسؤاله وتبحث عن الإجابات كي يشعر بأنّها فعلاً أمّه وتهتمّ به.

تعبير عن انزعاج

يعتبر أطبّاء علم النفس أنّ الخروج من الفقاعة العاطفيّة مهمّاً للردّ على الطفل حسب أربعة محاور: عن نفسه وذاته في الحياة والوقت. يعطي هذا النتيجة التالية: «أنا لا أريد تغيير طفلي! أنت لست على ما يرام وتشعر بعدم الارتياح الآن. هل تعرف أنّ كثيراً من الأطفال والأمّهات يمرّون بالحالة ذاتها مثلنا؟ أخبرني، ما الذي تريد تغييره بالتحديد؟». تسمح هذه الطريقة باكتشاف المسألة وتكوين فكرةٍ عمّا يجري: هل كلامه صدى لمرحلة إحباطٍ عابرة أو غضب، أم أنّه مؤشّر لانزعاجٍ أعمق من هذا؟ على الأمّ مساعدة طفلها في ترجمة الوضع الأوّلي وإسناد كلماتٍ إلى مشاعره وإيجاد حلول غير جذريّةٍ إلى حدّ تغيير العائلة! وفي حالات الضرورة، يمكن الحصول على مساعدة من طبيب نفسي.

back to top