كيف يتفاعل دماغكِ مع بكاء طفلكِ؟

نشر في 18-11-2017
آخر تحديث 18-11-2017 | 00:00
No Image Caption
تختبر دراسة جديدة ما يحدث في دماغ الأمهات حين يسمعن بكاء أطفالهن، وتساعد النتائج في تحديد سلوك الرعاية غير الملائم.
قاد دراسة جديدة حول الطفل والأم باحثون من المعهد الأميركي «يونس كينيدي شرايفر» لصحة الطفل والتنمية البشرية، بهدف اكتشاف أنماط الدماغ المشاركة في ردود الأمهات على صوت بكاء طفلهن.

د. مارك بورنستاين، رئيس قسم البحوث حول الطفل والعائلة في المعهد الوطني لصحة الطفل والتنمية البشرية في الولايات المتحدة، قاد الدراسة فيما نُشرت نتائجها في مجلة Proceedings of National Academy of Sciences (إجراءات الأكاديمية الوطنية للعلوم).

تظهر الدراسة أن بكاء الرضيع يفعِّل مناطق في الدماغ مرتبطة بالحركة والكلام، ويُعتبر بعض أنماط السلوك في هذا الشأن عالمياً في ثقافات كثيرة.

سلوك يتّفق مع نشاط الدماغ

بهدف اختبار رد الأم على بكاء طفلها، حلّل الباحثون سلوك 684 والدة من: الأرجنتين وبلجيكا والبرازيل والكاميرون وفرنسا وإيطاليا واليابان وكينيا وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأميركية، ممثلةً تنوعاً ثقافياً واسعاً.

في الجزء الأول من الدراسة، سجلوا كيفية تفاعل الأم ورضيعها خلال ساعة من الوقت ثم حللوا النتائج. خلال هذه الساعة، بحث الفريق عن علامات مودة وتشتيت ورعاية وتحدث.

وتشمل الأمثلة عن الرعاية: إطعام الرضيع وتغيير حفاضته. بالإضافة إلى ذلك، نظر الفريق في عدد المرات التي فيها الأمهات أطفالهن. يقول د. بورنستاين: «من بين الردود الإيجابية الخمسة الأكثر شيوعاً، استخدم ثلاثة منها بصورة سريعة وتفضيلية: حمل الطفل، وحضنه، والتكلم معه».

ويتابع أن الأمهات يحضنّ أطفالهن عموماً ويتحدثن إليهم في غضون خمس ثوان بعد بكائهم. كذلك شاركت الأمهات «أحياناً» بسلوكيات أخرى، بحسب الباحث.

بالإضافة إلى هذا، يمكن تعميم النتائج على الثقافات كافةً. يقول د. بورنستاين: «نفترض وجود بعض الآليات العصبية التي تؤدي دوراً في هذه الحالة». لهذا، يتابع: «في الجزء الثاني من الدراسة، طلبنا من 43 أماً من ثلاث ثقافات مختلفة أن يستلقين في جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي ويستمعن إلى بكاء رضع (بكاء طفلهن أو بكاء عادي) في مقابل أصوات أخرى وضجيج».

أظهرت الدراسة «تزايد النشاط في مناطق الدماغ المرتبطة بنية التحرك والتحدث، وبعملية التحفيز السمعي وبتقديم الرعاية»، بحسب ما أفاد

د. بورنستاين.

يُشار إلى أن مناطق الدماغ المذكورة أعلاه هي «منطقة المحرك التكميلية، والمناطق الأمامية السفلية، والمناطق الزمنية العليا، والدماغ الأوسط، والنواة المخططية».

نقاط قوة الدراسة

في حديث للدكتور بورنستاين إلى موقع Medical News Today (أخبار الطب اليوم) قال: {فوجئنا بالتناسق النسبي في أنماط الردود السلوكية لدى الأمهات من أنحاء العالم كافة}.

وأشار إلى مزيد من نقاط القوة التي يتميز بها البحث: {درسنا أيضاً دماغ نحو 100 أم (وغير أمهات) من ثلاث دول في جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي فوجدنا أنماطاً متسقةً لردود الدماغ}.

مع هذا، يسلط د. بورنستان الضوء على بعض القيود التي واجهها وفريقه خلال الدراسة، فيخبر: {أجرينا الدراسة على مشاركات من ثقافات مختلفة في الشق المتعلق بالسلوك. ولكن بالتأكيد، لا تمثل المشاركات أوطانهن بالكامل. بالإضافة إلى أننا أجرينا الشق المتعلق بالدماغ على مشاركات من ثلاث ثقافات فحسب، والأمر ذاته ينطبق هنا. كذلك لم نقس أدمغة الأمهات ذاتهن اللواتي سجلنا سلوكهن (والعكس صحيح)، لذا نفترض أن ارتباطات الدماغ بالسلوك هذه مقيدة}.

وفي النهاية، يستنتج الباحث: {لم تكن الدراسة بمنزلة تجربة، بل هي تنسيق بين مجموعتين من الملاحظات: عن السلوك والدماغ}.

في المستقبل، يرغب العلماء بالاستمرار بتحليل {وفرة بيانات جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفية والعابرة للثقافات}، يقول د. بورنستاين.

الأم تحضن طفلها وتتحدث إليه في غضون خمس ثوان بعد بكائه
back to top