النجاة... أم الهلاك؟

نشر في 18-11-2017
آخر تحديث 18-11-2017 | 00:04
هذه المعركة أو الحرب التي قد تندلع في منطقة الخليج لها نتيجة واحدة لا مفر منها، وهي أننا جميعاً سنكون الخاسرين، أما الرابح فيها فسيكون من أشعلها ويديرها دون أن يتحدث عنها أو يشارك فيها، فهو بعيد عن الأنظار ولكن يديه في وسط النار.
 يوسف سليمان شعيب أصبح من الواضح والجلي للقاصي والداني، للعالم وللجاهل، أن هناك حرباً ستندلع في منطقة الخليج، نسأل الله أن يرحمنا ويبعد عنا شرها ودمارها، فهذه طبول الحرب تدق في كل مكان، وفي كل ساعة، وتلك جيوش تتجهز وتستعد بكل طاقتها وقوتها، ومن يتابع الأمر عن كثب، يرَ النتائج حسب قراءة الواقع وحيثياته، مخيفة ومؤلمة.

فهذه المعركة أو الحرب لها نتيجة واحدة لا مفر منها، وهي أننا جميعا سنكون الخاسرين، أما الرابح والمنتصر فيها، فسيكون من أشعلها ويديرها دون أن يتحدث عنها أو يشارك فيها، فهو بعيد عن الأنظار ولكن يديه في وسط النار.

ونحن كدولة صغيرة في مساحتها وعدد سكانها وقوتها العسكرية الدفاعية، قد نرغم على الدخول في الحرب لحفظ أمننا وكيان دولتنا وحدودها واستقلالها .

القيادة في البلد قد اتخذت احترازها منذ التحرير بعقد اتفاقيات ومعاهدات دفاع مشترك مع أكثر من دولة، لذا آن أوان تفعيل هذه الاتفاقيات ليرى العالم أن الكويت ليست لقمة سائغة يفترسها أي طامع أو حاقد، وأننا في الكويت قد اتعظنا من دروس الغزو الصدامي، فالقلب الطيب العطوف المتسامح الصابر، لن يكون حاله هكذا على مر الأزمان، فلابد من انتفاضة وتكشير عن الأنياب والمخالب والضرب بيد من حديد، ولن تغفل أعيننا أو تتراخى عزائمنا كما كان قبل 1990/8/2، بل نحن متيقظون، وقارئون لجميع السيناريوهات، فلا يظن ظانٌّ أننا لسنا في وعينا، وأن ما يجرى على الغير سيجري علينا، فهذه الأرض يحميها رب السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام، ثم بحكمة ورؤية سياسية خارقة من حضرة صاحب السمو أمير البلاد، وقد قال سموه في رسالته لمجلس الأمة وللشعب إنه سيستخدم كل صلاحياته الدستورية لما فيه مصلحة البلاد والعباد، وهذا إجراء سليم مئة في المئة، وعلى الحكومة ومجلس الأمة أن يسيرا في إجراءاتهما بمحاذاة تلك التوجهات السامية.

فالمجلس عليه أن يدعو إلى توحيد الصفوف وإبعاد البلاد عن المشاحنات والشد والجذب باستثناء ما فيه ضرر للبلد ومقدراته .

وعلى الحكومة توعية الشعب بجميع الإجراءات الاحترازية من خلال برامج تلفزيونية تعرض على جميع محطات البلد العامة والخاصة، ونشر بوسترات وكتيبات فيها كل التعليمات والإجراءات التي تبين كيفية التعامل مع أي أزمة قد تحدث بين عشية وضحاها، وعليها أيضا تحديد وتجهيز مراكز الإيواء بجميع الخدمات الأساسية كالمؤن الغذائية والدعم اللوجستي، وتخصيص مركز إيواء لكل منطقة، ونشر أرقام هواتف للطوارئ والأزمات، وتجهيز مركز عمليات وفرق تطوعية، تكون على استعداد تام وعلى مدار الـ 24 ساعة .

ونصيحة للجميع، الوضع لا يحتمل ما نقوم به من أمور كثيرة لا أريد الخوض فيها، فنحن جميعا في خندق واحد ومركب واحد، فإما النجاة لنا جميعا، أو، لا قدر الله، الهلاك لنا جميعا.

وما أنا لكم إلا ناصح أمين.

back to top