لا بد من قيود رسمية على الأسبرين

نشر في 17-11-2017
آخر تحديث 17-11-2017 | 00:05
الغذاء يبني مناعة وقائية لكثير من الأمراض، فإذا أضفنا الزنجبيل والقرفة والثوم والفلفل الأحمر الحار، بالتبادل إلى وجبات الطعام، أو إلى المشروبات اليومية بدلا من الشاي أو القهوة عند مرضى الضغط مثلا، فإن هذه الأعشاب أو الأغذية تتعارض جدا مع الأسبرين لكنها تقوم بالمفعول نفسه كمسيل للدم ومسكن للألم!
 د. روضة كريز يعتبر الأسبرين (الساليسلات) من الأدوية القديمة الواسعة الانتشار والمستخلصة طبيعيا من شجر الصفصاف، وهو من أوائل الأدوية المسكنة للألم غير الستيرويدية وخافض للحرارة، فهو يستعمل مسكنا لآلام المفاصل والتهاباتها، وآلام الصداع النصفي، وأعراض البرد مع فيتامين (ج)، وبالجرعات العالية قد يستعمل لآلام الروماتويد (التهاب المفاصل المناعي).

لقد انتشر استعمال دواء الأسبرين مؤخرا بجرعات صغيرة (75-100 mg) عند مرضى الكوليسترول العالي في الدم وللمدخنين، ومرضى القلب، خصوصا بعد العمليات الجراحية، وعند مرضى الدوالي والسمنة، كمسيل للدم ولخاصيته الإضافية في منع تجلط الدم وسرطان القولون.

في حين لا يسمح بصرف الأسبرين للمرضى أقل من 16 عاما، وفي حالات ضرورية يصرف للأطفال تحت المراقبة الشديدة وعناية الطبيب المعالج بعد عمليات القلب لمنع تخثر الدم، وفي حال مريض كاواساكي! ولكن لا يعطى في حال تقرحات الاثني عشر أو مشاكل كبدية وكلوية، ولا في حال السكتة الدماغية، وذلك لتعدد أسبابها، وأحيانا يوصف للحامل لتسهيل وصول الدم إلى الجنين تحت مراقبة الطبيب المسؤول.

وبالرغم من كثرة تداول الأسبرين وزيادة ثقة الناس به فإن استعماله مع أدوية ومسكنات أخرى له من الخطورة ما لا يحتمل التجاهل، ويجب أن يقيد استعماله رسميا، لما في تكراره ما يصيب نزيفا بالمعدة والأمعاء، ويسبب انقطاعا في التنفس لمن يشتكي الربو في التاريخ الصحي، كما أنه يؤخر اندمال الجروح وشفاءها خصوصا عند مرضى السكري، ويزيد فترة السيولة وقد يؤدي إلى النزيف عند المرضى الذين يستعملون الأدوية المسيلة الأخرى كالوارفارين والبلافيكس، وغيرها.

إن استعمال الأسبرين يتعارض مع الأدوية النفسية، وعلاجات الاكتئاب، كما يعرقل الجسم في التخلص من دواء الميثوتريكسيت (Methotrexate) الذي يستعمل في بعض حالات السرطان وأمراض المناعة، فيرفع تركيزه بالدم! ويعتبر الغذاء والنظام اليومي الصحي هو المعين للمريض على الشفاء سريعا، وبدون علاجات كيميائية، فالغذاء يبني مناعة وقائية لكثير من الأمراض، فإذا أضفنا الزنجبيل والقرفة والثوم والفلفل الأحمر الحار، بالتبادل إلى وجبات الطعام، أو إلى المشروبات اليومية بدلا من الشاي أو القهوة عند مرضى الضغط مثلا، فإن هذه الأعشاب أو الأغذية تتعارض جدا مع الأسبرين لكنها تقوم بالمفعول نفسه كمسيل للدم ومسكن للألم! وإذا أخذت باعتدال بين الوجبات فإنها تقوم مقام الأدوية الخافضة للكوليسترول والمنشطة للأوعية الدموية وحارقة للشحوم، ويجب الانتباه لذلك.

لذلك ننصح بالوقوف على برامج غذائية وأنظمة صحية يوميا قبل البدء بترك أي علاج من هذه العلاجات لضمان الشفاء وعدم الوقوع بأي مضاعفات صحية.

* باحثة سموم ومعالجة بالتغذية

back to top