رسالة إلى سمو الرئيس

نشر في 14-11-2017
آخر تحديث 14-11-2017 | 00:08
 يوسف عبدالله العنيزي تحية تقدير واحترام وتهنئة من القلب بمناسبة تجديد الثقة الغالية بكم من سمو أمير البلاد، حفظه الله ورعاه، لتشكيل الوزارة التي نرجو ألا تكون جديدة بثوب قديم، بل ندعو الله أن تكون جديدة بالطرح والإنجاز.

سمو الرئيس: إن كان للكفاءة والمؤهلات العلمية أهمية في اختيار الوزراء فباعتقادي أن الأهم من ذلك قناعة سموكم بتكوين فريق قادر على إنجاز رؤية الحكومة التي تم منح الثقة الغالية لكم من خلالها في مواجهة مرحلة غاية في الخطورة وتلاطم الأمواج وصراعات تعد في الخفاء، فريق قادر على تحمل مسؤولية إبحار سفينة الوطن إلى بر الأمان بمقدرة غير عادية من أجل هذا الوطن وسلامة أهله وأبنائه، بعيدا عن الانتماءات بكل أشكالها.

فليس هناك المزيد من الوقت لإضاعته في جدال عقيم في الوقت الذي نرى العالم قد شق طريقه بسرعة قصوى؛ مما يفرض علينا مضاعفة السرعة، ونحن قادرون على ذلك، فلدينا الكثير من الإمكانات التي متى أطلقناها من عقالها فبالتأكيد ستختفي الكثير من السلبيات.

أنا على يقين أنه لا يخفى على سموكم أن عجلة التنمية في البلاد قد توقفت أو كادت تتوقف، ما عدا مشروع هنا أو مشروع هناك، وانهالت على الحكومة سهام النقد من كل جانب، وبدأ البعض بالبحث والتقصي في مكامن الفساد الذي استشرى نتيجة غياب قانون الثواب والعقاب.

نتمنى أن يكون لدى الإخوة الوزراء القادمين قوة الحجة ليصدوا بها أي هجوم أو أصوات عالية من الإخوة أعضاء مجلس الأمة؛ على أن يكون السند القوي للحكومة صوت الشعب والمواطن، وليس هناك شك في أن أعضاء مجلس الأمة هم ممثلو الشعب وهم السلطة التشريعية، وأيضا من المؤكد أن الحكومة تمثل السلطة التنفيذية وتمثل الشعب الذي سيقف بكل حزم مع كل مخلص يسعى إلى خدمة الوطن وأهله.

فالشعب الذي أتى بالإخوة الكرام إلى قبة البرلمان قادر أيضا على إسقاطهم متى ما شعر أن هناك تقاعساً في أداء الدور الوطني المطلوب منهم بسن قوانين جديدة، وتعديل قوانين قديمة بالية، ودعم أو إلغاء لجان وهيئات لا يدري أعضاؤها ما العمل الموكل لهم القيام به.

سمو الرئيس لا يخفى على سموكم الكثير من المعاناة التي يواجهها المواطن في حياته اليومية، لكن صرخته لم تجد من يهتم بها، وضاعت في فضاء لا قرار له، فإلى متى نعاني بسبب هذه الشوارع التي غدت وكأنها ثوب "متسول" من كثرة الحفر والترقيع، وما يكاد الليل يسدل ستاره حتى يلف الظلام هذه الشوارع، فتبدو وكأنها مسكونة بالجان، فلا يستطيع أحد تمييز الأرصفة أو الخطوط الأرضية، فما الذي يمنع من التعاقد مع عدد من الشركات العالمية لإعادة الحياة لها؟

وكذلك صرخة المواطن من تراجع وتدهور الخدمات الصحية، فما الذي يمنع إنشاء عدد من العيادات التي تغطي مناطق الكويت، وتتوافر فيها بعض الأسرّة الطبية لمواجهة الحالات الطارئة، ليشعر المواطن بأن هناك من يشعر بآلامه وليس فقط من يستغل تلك الآلام والمعاناة، ما الذي يمنع الوقوف بحزم أمام تجار الإقامات، فليس الوطن تجارة تباع وتشترى؟

سمو الرئيس: أرجو قبول عذري على توجيه هذه الرسالة والحديث عن قضايا أنا على يقين أنها لا تخفى على سموكم، وأصدقكم القول بأني وأنا أخط هذه الرسالة تبادرت إلى الذهن تلك الأيام الرائعة التي سعدت فيها باستقبال سموكم بزيارتكم الكريمة للأردن الشقيق، عندما كنت أترأس البعثة الدبلوماسية هناك، وقد صدرت أوامر ملكية كريمة باستقبالكم في المطار والقاعة الملكية مع استعراض لحرس الشرف في تجاوز كريم للمراسم المتبعة، وكنتم في ذلك الوقت تتولون منصب وزير الدفاع، وتوجت تلك الزيارة بمقابلة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني.

دعاء من القلب لسموكم ولأعضاء الوزارة الكرام لمزيد من النجاح والتوفيق، وحفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top