زبدة الهرج: من يبِع الوهم يجنِ الرماد

نشر في 11-11-2017
آخر تحديث 11-11-2017 | 00:08
 حمد الهزاع تخيل أنك تحلم، وأنت نائم، بأن مارد مصباح علاء الدين جاء إليك ليحملك على ظهره، ويحلق بك إلى حدود دولتنا مع دول الجوار، ويهبط بك إلى أرض خضراء "تزقزق بها الطيور"، ويقول لك لقد وصلنا يا مولاي إلى مزرعتك فادخلها بسلام آمناً مطمئناً، فترد عليه: أحقا هذه مزرعتي؟! فيرد عليك المارد: نعم إنها لك "حلال زلال"، فتكاد تطير من الفرح والدنيا "مش سيعاك" فتجد في المزرعة فيلا صغيرة وديوانية، وبيت "شعر" وحظيرة أغنام "ذبايح" لزوم الفشخرة والهياط، "وكل ما سيروا عليك الربع" أو الجماعة ذبحت لهم.

وبعد أن تعيش لحظات السعادة مع حلمك الوردي تستيقظ وأنت "تتثاءب وتتمغط" وتقول "خير اللهم اجعله خيرا"، وبعد ذلك تقوم لتفتح الموبايل لتتصفح الأخبار، فتفاجأ بخبر مكتوب بالمانشيت العريض أن المدير العام لشؤون الزراعة يكشف عن استكمال خطة لمنح مزرعة على الحدود لكل رب أسرة كويتية خلال الـ 5 أشهر المقبلة كالتي نشاهدها في الدول الأوروبية حيث الماء والخضرة والوجه الحسن، وبشرط بسيط و "سغنن " ألا تكون تلك الأسرة تملك مزرعة غيرها... فتصرخ من الفرحة "ياما أنت كريم يارب، لقد تحقق حلمي"، وتغني "طاير من الفرحة طاير قلبي على نار، ناطر احصل على مزرعة حدودية" .

المدهش فيما ذكرت ليس المارد ولا المزرعة ولا الذبايح كله يهون، لأنه حلم ومرّ، ولا شرط الهيئة يا "عمري" لأن 90 في المئة من الكويتيين لا يملكون مزارع، بل بعد أن انتشر الخبر بدأ المواطنون يتوافدون، نساء ورجالاً إلى الهيئة لاستخراج شهادة "لمن يهمه الأمر" بعدم حيازة مزرعة مقابل دفع رسوم 10 دنانير، والأغرب أن مدة صلاحية الشهادة ثلاثة أشهر، والأسوأ أن الهيئة لم تمنع المواطنين من استخراج تلك الشهادة، يعني حصلت مبالغ مالية مقابل بيع الوهم من تصريح مجرد حبر على ورق، ولا نعلم إلى الآن: هل المجلس البلدي خصص أراضي زراعية على الحدود، وتم إدراجها ضمن تنظيم هيئة الزراعة أم أن البلدية ليس لديها علم؟

وللعلم منذ عام 2009 والهيئة تصرح بمنح المواطنين مزارع حدودية، لذا يجب على الهيئة إعادة الـ 10 دنانير لمن دفعها، وكفاية... حرام الاستخفاف بعقولنا.

ثم أما بعد...

الوضع الإقليمي على صفيح ساخن ولا يبشر بخير، وعلى الجميع أن يكون عند قدر المسؤولية في ظل قيادة حضرة صاحب السمو أمير البلاد، حفظه الله ورعاه.

back to top