زيت جوز الهند... هل يسدّ مسام بشرتكِ؟

نشر في 11-11-2017
آخر تحديث 11-11-2017 | 00:02
No Image Caption
يُروَّج زيت جوز الهند كعلاج جمالي طبيعي للأعمار كافة، خصوصاً في مجال الاعتناء بالبشرة. ويؤكّد كثيرون من أنصار وسائل التجميل الطبيعية الصديقة للبيئة أنه يشكّل المنقذ: يُعتبر هذا الزيت علاجاً للشعر، ومنظفاً ومرطباً للوجه، ومرطباً للجسم في آن. ولكن البعض يتّهمة بأنه يسدّ مسام البشرة!
يشكّل زيت جوز الهند أساس كثير من منتجات التجميل التي تعدينها بنفسك. ويمكنك أيضاً استخدامه لتنظيف الأسنان وتبييضها. فماذا تريدين أكثر من ذلك؟

لكن زيت جوز الهند تحوّل أخيراً إلى محور جدل حامٍ. عندما أعلنت جمعية القلب الأميركية أن استهلاكه غير صحي، احتشد المدافعون عنه وسارع خبراء الطب الوظيفي إلى أداء دور محامي الدفاع.

ومع كثرة مَن يستعملون زيت جوز الهند لغايات جمالية، لا يسعنا إلا أن نتساءل عما إذا كنا نغفل عن بعض التفاصيل. لذلك تحدثنا إلى طبيبتين: الدكتورة سارا فيلافرانكو، وهي طبيبة تعدّ مساحيقها الخاصة للعناية بالبشرة، والدكتورة سيبيل فيشمان، التي تُعتبر من أبرز خبراء طب الجلد التكاملي في مدينة نيويورك، للحصول على الأجوبة.

الزيوت لا ترطب:

تملك الدكتورة فيلافرانكو خبرة واسعة في كيمياء الرعاية بالبشرة (كيفية تفاعل المكونات أحدها مع الآخر وكيفية تأثيرها في البشرة)، وذلك بفضل السنوات التي أمضتها في تطوير سلسلتها الخاصة من مساحيق العناية بالبشرة Osmia Organics. حرصت أولاً على توضيح أن الزيوت لا ترطب البشرة. تذكر: «يجب أن يحتوي كل ما يرطب على مركب مائي، ومن هنا يأتي الترطيب. لذلك يرطب الغسول (70% من الماء) البشرة، بخلاف الزيوت». إذاً، كي تتمكني من تقييم بدقة ما إذا كان زيت جوز الهند يسبب لك مشاكل جلدية، عليك أولاً أن تستخدميه بالطريقة الصحيحة». وتنصح د. فيلافرانكو بترطيب البشرة مباشرةً بعد غسل الوجه أو الاستحمام، فيما لا تزال مبللة كي تتمكن من احتجاز الماء داخلها.

يفيد زيت جوز الهند من يعانون الأكزيما أو البثور أو التهاب الجلد التأتيبي:

لما كان زيت جوز الهند مضاداً للميكروبات، فإنه يحمي البشرة من البكتيريا المكورة العنقودية التي ترتبط بالأكزيما، وفق الطبيبتين فلافرانكو وفيشمان. كذلك تسهم الخصائص ذاتها المضادة للبكتيريا في الحماية من فرط نمو البروبيونية العدية، التي تؤدي دوراً كبيراً في بعض حالات البثور. ويساعد زيت جوز الهند أيضاً في الحد من خسارة الماء عبر البشرة لدى المرضى الذين يعانون التهاب الجلد التأتيبي، وهي حالة مزمنة تتصف بعجز البشرة عن امتصاص الرطوبة بالشكل السليم. بالنظر إلى هذه المزايا كافة، من المذهل أن تتحلى مادة واحدة طبيعية بالكامل بهذا القدر الكبير من الخصائص الشافية المثبتة علمياً.

يحتلّ مرتبة عالية

في لائحة المواد المسببة للرؤوس السوداء (زؤان):

عندما تُصنَّف مادة على أنها زؤانية، يعني ذلك أنها تسدّ المسام بطبيعتها. لذلك، نبحث عادةً في مجال الرعاية بالبشرة عن مكونات غير زؤانية لا تُسبب الرؤوس السوداء. لكن د. فيشمان تذكر أنها هي وأطباء جلد آخرين تعرفهم يشككون دوماً في تصنيف المواد الزؤانية لأنها تُختبر على آذان الأرانب في حالات كثيرة لا على بشرة الإنسان. تضيف: «صحيح أن قدرة زيت جوز الهند البكر الكبيرة على حماية البشرة وخصائصه المضادة للبكتيريا تجعلانه خياراً جيداً، على ما يبدو، لتنظيف بشرة مَن يعانون البثور وترطيبها، إلا أنني أعرف من خبرتي اليومية مع كثير من مرضى البثور أن هذا الزيت يفاقم هذه المشكلة في بعض الحالات لا كلها». وتعتقد أن ذلك يعود إلى حمض اللوريك.

إذا عانيت نوبة بثور فجرّبي زيت جوز الهند المجزأ أو زيت الهوهوبا:

عندما يخضع زيت جوز الهند المجزأ (حين يشكّل مصدراً بديلاً) لمعالجة محدودة، يُعَدّ على البخار وتُزال منه الأحماض الدهنية الطويلة السلسلة، من بينها حمض اللوريك الذي يؤدي إلى تهيّج بعض أنواع البشرة. إلا أن جوز الهند المجزأ يحتفظ بالدهون المتوسطة السلسلة. نتيجة لذلك، يبقى سائلاً خارج البراد. تشير الدكتورة فيلافرانكو: «مقارنةً بزيت جوز الهند الخام الذي يبدو دهنياً بإفراط وجافاً على البشرة، يتغلغل زيت جوز الهند المجزأ بسرعة في الجلد ولا يجعل سطحه دهني الملمس». امنحيه أسبوعين، فهذا الوقت كافٍ لتعتاد البشرة مادة جديدة. وإذا لم يعُد عليك بالفائدة، تنصح الدكتورة فيشمان بزيت الهوهوبا. فلم يسبق أن عاينت مريضاً عانى نوبة بثور بسببه.

رطبي بشرتك مباشرةً بعد غسل الوجه أو الاستحمام
back to top