كيف ينتقل من الحليب إلى الأكل المتنوّع؟

نشر في 09-11-2017
آخر تحديث 09-11-2017 | 00:00
No Image Caption
يصبح الطفل جاهزاً لاكتشاف مأكولات مختلفة عن الحليب في مرحلة معيّنة من نموه. تتوقين طبعاً إلى تعريفه إلى نكهات جديدة لكن لا مفر من أن تراودك تساؤلات كثيرة: بأي غذاء تبدئين، وما هي الكمية المناسبة، وهل من مأكولات ممنوعة بسبب مخاطر الحساسية؟


ما العمر المناسب لتنويع الأغذية؟

تبدأ مرحلة تنويع الأغذية قبل انتهاء الشهر السادس (أي في الأسبوع السادس والعشرين) لأن حليب الأم أو حليب الأطفال الجاهز لا يبقى كافياً بعد هذا العمر لتغطية حاجات الطفل (بروتينات، حديد، زنك، الفيتامينان A وD). أثبتت دراسات حديثة أن تأخير التنويع الغذائي ينعكس سلباً على الوقاية من مخاطر الحساسية. من خلال تعريض جسم الطفل لأصناف المأكولات كافة، بما في ذلك مسبّبات الحساسية، سيتعلم أن يتحمّلها. تبلغ عتبة تحمّله الأغذية الجديدة أعلى المستويات في هذه المرحلة لأنه يكون أكثر قدرة على اكتشاف مأكولات مختلفة عن الحليب. في البداية، عرّفي طفلك إلى الفاكهة والخضراوات خلال الشهر الأول من بدء خطة التنويع الغذائي وبالترتيب الذي تختارينه. ثم أعطيه اللحوم والأسماك والبيض بعد انقضاء الشهر الخامس أو السادس (بين الأسبوعين الثاني والعشرين والسادس والعشرين).

ماذا عن الفاكهة الاستوائية؟

حتى لو كان طفلك معرّضاً للحساسية، تثبت أحدث الدراسات أن إعطاءه مأكولات قد تسبّب له الحساسية في مرحلة متأخرة يزيد الاضطرابات المحتملة. يستطيع الطفل أن يتذوق أنواع الفاكهة كافة (فراولة، موز، خوخ...)، لكن يجب أن تحصل هذه العملية بوتيرة تدريجية ويجب أن يتلقى الطفل غذاءً جديداً واحداً في كل مرة كي يعتاد على مذاقه وتتمكني من تحديد النوع الذي يسبّب له الحساسية. في ما يخص كمية الطعام، يكفي أن تعطيه في البداية بضع ملاعق من الهريسة قبل الرضاعة وبعدها. ثم يجب أن تزيدي الكميات تدريجاً. اتبعي إيقاع طفلك: ينهي البعض الإجاص المطبوخ مثلاً بعد أول أسبوع من بدء خطة التنويع الغذائي بينما يحتاج البعض الآخر إلى وقت إضافي. في مطلق الأحوال، لا تجبريه على أكل ما لا يريده، فهو يستطيع التحكّم بجوعه. لكن إذا لاحظتِ أن الكميات المقترحة صغيرة، تحدّثي إلى طبيب الأطفال كي يزيد حصة الخضراوات أو الفاكهة.

هل يُغْنِي الحليب عن السوائل؟

يمكن أن نقول إن الطفل يأكل الحليب ويشرب الماء! اقترحي عليه أن يشرب دوماً حتى لو لم يكن الطقس حاراً. لن يمنعه الماء من الرضاعة أو من تناول زجاجة الحليب. لكن حتى لو كان ماء الصنبور نظيفاً، من الأفضل أن تعطي الطفل ماءً معدنياً حتى الشهر السادس على الأقل. اختاري ماءً تقلّ فيه المعادن ولا تعطيه ماء معطّراً أو غنياً بالسكر لأنه، مثل عصائر الفاكهة، قد يجعله ينفر من مذاق الماء الطبيعي.

ما كمية البروتينات المناسبة؟

يتعلّم الطفل تدريجاً أن يأكل أصناف الأغذية كافة، لكن يجب أن تبقى الكميات صغيرة في البداية كي تُكَمِّل الحليب. حليب الأم أو حليب الأطفال الجاهز غني بالبروتينات أصلاً، لذا يجب أن تتنبّهي من كمية اللحوم والأسماك والبيض التي يستهلكها الطفل: يؤدي فائض البروتينات قبل عمر الثالثة إلى زيادة مخاطر البدانة.

يجب ألا تعطي زجاجة الحليب لطفلك كلما بكى لأنه لا يشعر بالجوع بالضرورة. قبل أن تفترضي أنه جائع، تساءلي إذا كان عطشاناً أو يحتاج إلى الحنان. لا تجبريه على أكل أي غذاء جديد لأنه قد يشعر بنفور حقيقي من الطعام. لكن لا شيء يمنعك من اقتراح الغذاء نفسه عليه في مناسبات لاحقة بشرط أن يتخذ أشكالاً مختلفة (هريسة، حساء...). سرعان ما يوافق على تذوّق الطعام.

أخيراً، اسمحي للأب بأن يؤدي دوره في هذا المجال: إذا رفض الطفل الأكل كي يعارض والدته بكل بساطة، يمكن أن يكسر الأب رابط التماهي بين الأم وطفلها.

back to top