Lady Bird... فيلم مذهل يحلّق عالياً

نشر في 08-11-2017
آخر تحديث 08-11-2017 | 00:00
سيرشا رونان
سيرشا رونان
يستمد Lady Bird، الذي يرتكز على صوت واضح وأداء تمثيلي بارع، سرده العالمي من نقاطه المحددة المعروضة بغنى. من السهل جداً تصنيفه سيرة ذاتية، إلا أنه أكثر من ذلك. ترعرعت غريتا غيرويغ في ساكرامنتو في كاليفورنيا، وارتادت مدرسة كاثوليكية، وتابعت دراستها الجامعية في نيويورك.

على نحو مماثل، تحلم بطلتها كريستين الملقبة بـ«لايدي بيرد» (سيرشا رونان) بالتحليق مبتعدة عن ساكرامنتو في وسط كاليفورنيا الغربي والتوجه شرقاً إلى جامعة للفنون الحرة على الساحل الشرقي.

يدور الفيلم بين عامَي 2002 و2003. وتشكّل الأحداث الخاصة بتلك الحقبة جزءاً من نسيج الزمان والمكان الذي تحوكه غيرويغ، من غزو العراق في الأخبار وموسيقى سكا إلى عقود قواقع بوكا وفرقة Bone Thugs-N-Harmony وسراويل الجينز الفضفاضة الأطراف.

قصة مراهقة

يروي Lady Bird قصة مراهقة تصبّ اهتمامها على نفسها وتمرّ بمرحلة من إثبات الذات: تحاول المشاركة في مسرحية غنائية، وترفض أصدقاءها الغريبي الأطوار، وتصادق فتى سيئاً (تيموثي شالاميه) يعزف في فرقة موسيقية، يدخن سجائر ملفوفة يدوياً، ويقرأ كتاب The People’s History of US (تاريخ الولايات المتحدة الشعبي).

لكنها سرعان ما تدرك أن التصرّف على طبيعتها أكثر متعة. وتبدو بيني فيلدشتاين مذهلة في دور صديقة «لايدي بيرد» المقربة جولز، التي تتعرض للرفض، ما يولّد فيك كرهاً عميقاً لهذا الرفض إلى أن تعود «لايدي بيرد» أخيراً إلى رشدها.

الأم والابنة

صحيح أن Lady Bird يضمّ علاقتَين رومانسيتين بارزتين، إلا أن المشاهد سرعان ما يدرك أن القصة الحقيقية تدور حول النساء في حياة «لايدي بيرد»: جولز خصوصاً والدتها ماريون (لوري ميتكالف). فيبدو ما يتخلل العلاقة بين هذه الفتاة ووالدتها من جدال، والتزام الصمت، والعدائية السلبية واقعياً ومؤثراً جداً، ما يكشف الحقائق المزعجة عن العلاقة بين الأم وابنتها، تلك العلاقة التي تقوم على توازن دقيق بين التوقعات وخيبات الأمل. تقدّم ميتكالف أداء مذهلاً، معبّرةً عن ردود فعل معقدة حتى في أدق تفاصيل وجهها. أما والدها ترايسي ليتس، فيشكّل إضافة رقيقة مميزة.

رسالة حب

يشكّل Lady Bird رسالة حب عميقة مصاغة بإتقان توجهها غيرويغ إلى موطنها ساكرامنتو وفيلماً نادراً عن حياة المراهق يسلط المقدار ذاته من الضوء على الأجزاء الداكنة، والحزينة، والمعقدة من جهة واللحظات المرحة، والحماسية، والممتعة من جهة أخرى.

إنه فيلم عن المكان وعن الطريقة التي يولّد بها الزمن الإحساس بالمكان ويبدّل بها علاقتنا بهذا المكان. تتحول فكرة «البيت» خلال اللحظة التي تصفها، إلى تلك المساحة الفاصلة قبل بداية الحياة كإنسان بالغ، ومرحلة الانتقال من ولد إلى بالغ، ومن البيت إلى مكان بعيد عنه.

back to top