جراحة الساد... تراجع خطر الموت بين المسنّات

نشر في 04-11-2017
آخر تحديث 04-11-2017 | 00:00
No Image Caption
كشف تحليل شمل نساء مسنات شاركن في دراسة صحية كبيرة أن مَن عانين الساد وخضعن لجراحة الساد كن أقل عرضة لخطر الموت جراء أسباب محددة أو شتى الأسباب.
نشر الباحثون اكتشافاتهم، التي استندت إلى بيانات من «مبادرة صحة المرأة»، في مجلة JAMA Ophthalmology.
الساد حالة في العين تشيع بين المسنين، تظهر عندما تعلو الغشاوة عدسة العين، ما يؤدي إلى تراجع حدة البصر وتشوشه. ولاستعادة الرؤية الواضحة، يخضع المريض لزراعة عدسة تركّز الضوء على الشبكية.

يؤكد الباحثون أن ما من أحد، على حد علمهم، تناول سابقاً الرابط بين جراحة الساد وبين معدلات الموت جراء أسباب محددة. ولتحقيق هدفهم، قرروا دراسة مشاركات مسنات في مبادرة صحة المرأة لأنها تضم بيانات صحية “لا تتوافر في قواعد البيانات الأخرى المخصصة لجراحة الساد في الولايات المتحدة”.

تشكّل هذه المبادرة دراسة على صعيد الأمة تناولت النساء بعد سن اليأس اللواتي تراوحت أعمارهن بين 50 و79 سنة في الولايات المتحدة.

توضح آن ل. كولمان، معدة تقرير الدراسة الأولى وبروفسورة متخصصة في طب العيون في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلس، وفريقها أن دراسات سابقة أظهرت أن مَن يعانون الساد ويخضعون لجراحة لمعالجته يتمتعون، إلى جانب تحسّن بصرهم، بتراجع في خطر الموت المبكر.

تراجع خطر الموت

يعاني أكثر من نصف البالغين الأميركيين الذين تخطوا الثمانين من العمر الساد أو خضعوا لجراحة الساد، التي تشكّل عملية بسيطة غالباً يستبدل فيها طبيب العيون عدسة اصطناعية بالعدسة المتضررة.

ترتبط قاعدة بيانات مبادرة صحة المرأة، التي تضمّ معلومات عن مجموع الوفيات والوفيات الناتجة عن أسباب محددة، بقاعدة بيانات برنامج الرعاية الصحية أيضاً، ما سمح للباحثين باختيار بيانات عن مشاركات في مبادرة صحة المرأة بلغن الخامسة والستين من العمر أو تخطينها وشخّص الأطباء إصابتهن بالساد. تغطي بيانات مبادرة صحة المرأة الفترة الممتدة من مطلع عام 1993 ونهاية عام 2015.

اكتشف الباحثون أن مبادرة صحة المرأة ضمت 74044 امرأة بلغن الخامسة والستين من العمر أو تخطينها (بلغ متوسط عمرهن 71 سنة) وشخّص الأطباء إصابتهن بالساد. وشمل هذا الرقم 41735 امرأة خضعن لجراحة الساد.

عندما حلّل الباحثون هذه البيانات، اكتشفوا أن الخضوع لجراحة الساد ارتبط بتراجع خطر الموت جراء شتى الأسباب بنسبة 60%.

علاوة على ذلك، لاحظ الفريق أن جراحة الساد ترتبط بانخفاضٍ في خطر الموت جراء أسباب محددة تراوح بين 37% و69%. وشملت هذه الأسباب المحددة السرطان، فضلاً عن الأمراض الرئوية، والطارئة، والعصبية، والمعدية، والوعائية.

لكنّ الباحثين يستدركون مؤكدين أن الدراسة اقتصرت على النساء، لذلك قد لا تنطبق اكتشافاتها على الرجال.

تفسيرات محتملة

صحيح أن الباحثين توصلوا إلى معدلات موت أدنى بين مَن خضعن لجراحة الساد، إلا أنهم يشددون على أن هذا لا يثبت أن جراحة الساد تطيل الحياة.

يعود الباحثون اليوم إلى البحوث اللاحقة للتحقق «من التفاعل بين جراحة الساد، وأمراض الجسم، والموت جراء مرض ما»، مشيرين إلى أن دراسات مماثلة «ستقدّم معلومات مفيدة تسهم في تحسين الرعاية بالمريض».

لكن الفريق أشار إلى بعض الدراسات التي تقدّم تفسيرات للرابط بين جراحة الساد وتراجع خطر الموت.

على سبيل المثال، يكشف بعض البحوث أن مَن يخضعون لجراحة الساد “يكونون أقل عرضة للسقوط والإصابة بكسور”. وتظهر دراسات أخرى أن المرضى “يسجلون علامات أعلى في عمليات التقييم المعرفي المعتمدة بعد الخضوع لجراحة الساد”.

واستناداً إلى النتائج التي توصل إليها هؤلاء الباحثون، أشاروا إلى أن المشاركات اللواتي خضعن لجراحة الساد تمتعن غالباً بمكانة اجتماعية واقتصادية أعلى. ويعني هذا أنهن تلقين على الأرجح رعاية صحية أفضل، ما يؤثر بدوره في خطر الموت المبكر.

أخيراً، أثار هذا الفريق احتمال أن تكون المشاركات في مجموعة جراحة الساد حظين بنمط حياة أفضل للصحة. لذلك نصحوا: “من المهم والمثير للاهتمام في الدراسات اللاحقة أن يأخذ الباحثون في الاعتبار عوامل إضافية في نمط الحياة تشمل متغيرات مثل علامات النظام الغذائي الصحي في مبادرة صحة المرأة”.

back to top