مدريد تحتجز قادة كتالونيا وتطالب بروكسل بتسليم بوتشيمون

تظاهرات حاشدة في برشلونة وقطع طرق... وصدمة بين مؤيدي الاستقلال ومعارضيه

نشر في 03-11-2017
آخر تحديث 03-11-2017 | 18:45
جانب من التظاهرات الداعمة لقادة كتالونيا المحتجزين أمس (رويترز)
جانب من التظاهرات الداعمة لقادة كتالونيا المحتجزين أمس (رويترز)
بعد توقيفه ثمانية من أعضاء حكومة كتالونيا المقالة، أصدر القضاء الإسباني اليوم مذكرة توقيف أوروبية بحق رئيس الإقليم الانفصالي كارليس بوتشيمون وطلب من بلجيكا تسليمه.

وبعد إعلان كتالونيا الاستقلال في 27 أكتوبر، دُعي بوتشيمون مع 13 من أعضاء حكومته و6 من أعضاء مكتب برلمان اليم للمثول أمام القاضية المكلفة بقضيتهم بناء على طلب النيابة العامة.

ولكنه لم يمتثل للأمر وبقي في بلجيكا التي وصلها مطلع الأسبوع مع أربعة من "وزرائه"، رغبة منه في اطلاع أوروبا على "القمع" الذي تتعرض له كتالونيا. ولم يلق نداء بوتشيمون آذاناً صاغية في الخارج، في حين حصلت مدريد على دعم المجتمع الدولي.

ولكن رئيسة وزراء أسكتلندا نيكولا ستورغن، التي تؤيد الاستقلال عن بريطانيا، قالت اليوم ، إن "الأزمة يجب أن تحل بالسبل الديمقراطية وليس عبر سجن المعارضين السياسيين".

ومثل نائب بوتشيمون اوريول جونكيراس وسبعة من أعضاء الحكومة المقالة في مدريد، حيث وجهت إليهم تهم الانشقاق والعصيان، ووضعوا قيد الاحتجاز.

وينتظر أن يفرج عن الوزير سانتي فيلا، الذي استقال قبل إعلان "الجمهورية" والوحيد الذي رد على أسئلة القاضية بكفالة قدرها 50 ألف يورو، وهو خيار لم يتح للآخرين.

وبررت قاضية المحكمة الجنائية كارمن لاميلا قرارها بسجن المسؤولين الانفصاليين، بالإشارة إلى ما فعله بوتشيمون بقولها "يجب ألا يغيب عن ذهننا أن بعض من وجهت إليهم التهم غادروا إلى بلدان أخرى متهربين من مسؤولياتهم الجنائية".

وفي رسالة متلفزة من بروكسل، قال بوتشيمون إن قرار القضاء "لم يعد شأناً إسبانياً داخلياً"، وانه يجب أن تطلع الأسرة الدولية على "المخاطر" التي تنطوي عليه.

وفي مقابلة نشرتها اليوم صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية قال وزير الخارجية الإسباني الفونسو داستيس، إن بوتشيمون "يسعى إلى تدويل الأزمة". وأضاف ان "اختيار بلجيكا لم يكن مصادفة، فالانفصاليون الفلمنكيون يبدون تعاطفاً مع كتالونيا، ويبدو كذلك أن حكومة بلجيكا تميل الى إبداء بعض التفهم".

وفي كتالونيا، أعرب عدد كبير من مؤيدي الاستقلال ومعارضيه على السواء عن "صدمتهم" بعد سجن الوزراء المقالين وعن خشيته من عودة التوتر قبل أقل من شهرين من 21 ديسمبر، وهو الموعد الذي حدده رئيس الحكومة ماريانو راخوي لتنظيم انتخابات إقليمية بعد وضع المؤسسات الكتالونية تحت وصاية مدريد.

وقطعت مجموعات من المتظاهرين لفترة قصيرة السير وسكة للقطار اليوم ، احتجاجاً على احتجاز الوزراء في برشلونة ومناطق أخرى. وقالت هيئة الطرق على "تويتر" إن 4 طرق قطعت في الصباح لنصف ساعة.

واحتل متظاهرون بعض خطوط القطار في محطة سانت كوغات قرب برشلونة، ما أدى إلى تأخير بعد الرحلات، لكن التحرك انتهى بعد ساعتين.

ودعت "الجمعية الوطنية الكاتالونية" وجمعية "اومنيوم كولتورال" المدافعة عن هوية كتالونيا الثقافية إلى تظاهرات جديدة، في حين دعا مسؤول من حزب "كوب" اليساري المتطرف إلى الاضراب العام.

ومنذ مساء الخميس تجمع نحو عشرين ألف شخص أمام برلمان كتالونيا وفي مدن أخرى من الإقليم، مطالبين بالإفراج عن "السجناء السياسيين"، وردد المتظاهرون هتافات تنتقد الاتحاد الأوروبي، وتعتبر موقفه من استقلال كتالونيا "عار على أوروبا".

وعبر "بنك إسبانيا" المركزي عن خشيته من "الانكماش" في حال استمر التوتر السياسي واحتد في كتالونيا التي نقلت ألفا شركة مقارها خارجها.

back to top