أينما كنت فتنت بما حولي

نشر في 28-10-2017
آخر تحديث 28-10-2017 | 00:04
 خالد فلاح الصواغ تقدم في العلم، والطب، والأدب... هكذا كانت حال العرب فيما مضى، كانوا بمعنى أوضح فرساناً وصقوراً وحيتاناً في كل شيء يخص العلوم وتطور البشرية، لكن كل هذا أصبح من الماضي العتيق الذي لن يعود أبداً بسبب الصورة التي نحن عليها الآن.

كسر للعادات الطيبة، وقضاء معظم الوقت بين المولات وأحدث الموضات، وأجمل العطور، والنظارات والسيارات الأودي والفراري، كل هذا ما هو إلا ضياع للمال، تطبيقاً لمقولة "أينما كنت فتنت بما حولي" على أرض الواقع.

حالنا ما هي إلا مهزلة كبيرة صنعناها بأنفسنا، فالأشياء التي تحدثنا عنها من سيارات ونظارات وماركات ما هي إلا كماليات لا أساسيات للعيش كالماء والغذاء والمسكن، فإذا توافر المال لاقتنائها فليس هناك مشكلة، إنما المشكلة الحقيقية أن الإنسان يستدين من البنك ويقضي طوال عمره يسدد ثمن سيارة فارهة!! فأين العقل والحكمة والتفكير المنطقي إذاً؟!

علمنا أبي ألا نشتري شيئاً لا نملك ثمنه كاملاً، فلا تضيع منا متعة العمر في قضاء الديون، وهذا هو عين العقل والحكمة، أن ترضى بما في يدك، ولا تنظر لما تحمله يد غيرك.

لا أقول هنا إن الإنسان لا يسعى لتصبح حاله أفضل مما هي عليه، ولكن ما أعنيه هو القليل من الحكمة فيما نفعله بأنفسنا، فعلى سبيل المثال عندما يتخرج شاب من الجامعة، ويصبح موظفا في درجاته الأولى، وبالتالي سيكون راتبه قليلا لا يتحمل ديناً أو قسط سيارة عالمية غالية الثمن، ولكن هذا الشاب يمكن أن يشتري هذه السيارة بعد عامين مثلاً من تجميع ثمنها كاملاً من راتبه، فهذا يُعتبر من وجهة نظري عين العقل.

وبالنسبة إلى النساء أقوال: تريثن قليلاً في شراء الأحذية والحقائب، فإن مصير الحذاء للأرض والتراب ولن ينحني أحد على الأرض كي يرى ماركة حذائك سيدتي!! وإن من يُفتن بما تقتنيه فقط من ماركات لا يستحق أبداً الاحترام، فالشعوب تقدمت بالعلم وتطور التكنولوجيا لا بشراء ما هو غالي الثمن، حتى لو لم يكن ذا أهمية في حياتنا.

back to top