خاص

الكندري لـ الجريدة•: نظام تملك المحال التجارية يقضي على ظاهرة الخلوات

توقع انتعاش القطاع العقاري خلال الفترة المقبلة مع استقرار الأسعار

نشر في 23-10-2017
آخر تحديث 23-10-2017 | 00:05
نائب الرئيس التنفيذي لشركة عذراء العقارية فيصل الكندري
نائب الرئيس التنفيذي لشركة عذراء العقارية فيصل الكندري
أكد نائب الرئيس التنفيذي لشركة عذراء العقارية فيصل الكندري، أن «نظام تملك المحال التجارية سيقضي تماما على ظاهرة الخلوات، غير القانونية، التي تكبِّد المستثمرين المزيد من التكاليف، كما يساهم في إنهاء معاناة المستثمرين من ارتفاع القيم الإيجارية، التي تعتبر من المعوقات». حديث الكندري جاء في لقاء مع «الجريدة»، والذي توقع خلاله ازدهار قطاع تملك المحال التجارية خلال الفترة المقبلة، وخاصة مع وجود عدد كبير من مبادرات الشباب لإنشاء مشاريعهم الخاصة، في ظل وجود صندوق يدعم تلك المشاريع، حيث يرى أن ثقافة المجتمع تغيَّرت خلال الفترة القليلة الماضية، وأصبحت الوظيفة الحكومية غير مرغوب فيها كالسابق. وتوقع الكندري انتعاش القطاع العقاري خلال الفترة المقبلة، مع استقرار الأسعار، مرجعاً ذلك إلى عدة عوامل، منها تحسُّن أسعار النفط، والاستقرار السياسي والاقتصادي، إضافة إلى المشاريع التي تقوم بها الحكومة خلال الفترة الحالية، والتوجه نحو استقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية للبلد، وفيما يلي نص اللقاء:

* بداية، ما قراءتك للسوق العقاري خلال الفترة الماضية؟

- القطاع العقاري كغيره من القطاعات الاقتصادية الأخرى، يشهد بين الحين والآخر تقلبات، فتارة نشهد ركودا وجمودا في التداول، وتارة أخرى نشهد ارتفاعا في التداول. الانطباع العام للقطاع خلال الفترة الماضية اتسم بالركود، وشهد موجات تصحيح في أسعار عقارات ببعض المناطق.

كما تعرَّض القطاع إلى شائعات كثيرة، بأن الأسعار في حالة انهيار، وهذا غير صحيح، وأثَّر في نفسيات العديد من المستثمرين والراغبين في شراء العقارات، ما أدى إلى حالة من الركود.

لكن القطاع شهد حالة من الانتعاش خلال النصف الثاني من العام الحالي، وارتفعت التداولات العقارية إلى أرقام كبيرة جدا، مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2016، ما يؤكد أن القطاع لا يزال قويا، ويُدر عوائد جيدة، في ظل انعدام الفرص الاستثمارية الأخرى.

توقعات بالانتعاش

* ما توقعاتك المستقبلية لأسعار العقارات؟

- مع تحسُّن أسعار النفط والاستقرار السياسي والاقتصادي الذي يمرُّ به البلد، إضافة إلى المشاريع التي تقوم بها الحكومة خلال الفترة الحالية، والتوجه نحو استقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، يتوقع للقطاع العقاري أن يشهد حالة من الانتعاش الملحوظ والنشاط خلال الفترة المقبلة، مع استقرار نسبي في أسعار العقارات.

فالقطاع السكني يشهد حاليا انفراجة، نتيجة للتوزيعات الحكومية التي قامت بها أخيرا، وخاصة في المناطق الحدودية، ما من شأنه أن يتيح خيارات أكثر بالنسبة للراغبين في شراء العقار السكني.

أما فيما يخص القطاع الاستثماري، فسيتأثر نتيجة وجود عمالة كثيرة في المشاريع الحكومية التي تعمل على تنفيذها خلال الفترة المقبلة، وستشغل تلك العمالة جزءا كبيرا من الشقق.

وفيما يتعلق بالقطاع التجاري، فإنه يعد من القطاعات الواعدة، وفي حالة جيدة، سواء على مستوى المكاتب أو المحال التجارية، فالتوجه العام، وخاصة لدى الشباب لإنشاء مشاريعهم الخاصة الصغيرة، جعل الطلب على المحال التجارية في ارتفاع مستمر.

* التداولات العقارية ارتفعت خلال الفترة الماضية، ما أسباب ذلك؟

- يرجع ذلك إلى عوامل عديدة، منها وجود فرص حقيقية في القطاع العقاري، نتيجة للتصحيح الذي شهده أخيرا، ما جعل المستثمرين يسعون إلى اقتناصها، إضافة إلى انتهاء فترة الصيف ورمضان، التي يزيد خلالها الركود والجمود في التداول.

كما أن المستثمرين يتأثرون كثيرا بالشائعات، سواء الإيجابية أو السلبية، فحين تناقلت الأخبار بانهيار أسعار العقارات رأينا عزوفا من المستثمرين، وحين أقبل البعض وتحرَّك السوق نسبيا رأينا توجها عاما للقطاع العقاري.

تحديات

* ما أبرز التحديات التي تواجه الشركات العاملة في القطاع العقاري؟

- عدم تجاوب الجهات التمويلية مع المستثمرين الراغبين في التملك بالمشاريع قيد الإنشاء. ورغم توفير جميع الضمانات للبنوك، فإن هناك تشددا واضحا في منح التمويل اللازم للمستثمرين، وهذا يُعد تحديا بالنسبة للشركات المطورة للعقارات.

ومن المستغرب أن البنوك تتساهل في تمويل المستثمرين الراغبين في شراء العقارات الخارجية، رغم وجود مخاطر، وقد يتعرَّض المستثمر للنصب أو الاحتيال، عكس الكويت، التي تتمتع بشفافية عالية في قوانين التملك والرقابة الشديدة من الجهات المعنية على الشركات المنفذة للمشاريع.

وضمن التحديات التي تواجه الشركات؛ التأخير في إنجاز المعاملات العقارية، لكن هناك تطورا ملحوظا خلال الفترة الحالية، إلا أننا نأمل تطورا أكثر مما هو حاصل في وقتنا الحالي.

* ما المطلوب لتنظيم السوق العقاري أكثر؟

- القطاع العقاري مرتبط بأكثر من جهة حكومية، وهذا يتسبب في تأخير إنجاز المعاملات. مطلوب دمج الإدارات المرتبطة بالقطاع في إدارة واحدة، لتنظيم وتسهيل الإجراءات. وبالتالي تكون هناك جهة واحدة مسؤولة عن القطاع العقاري، وتستطيع تطوير عملها خلال الفترة المقبلة، ومن خلالها يتم التخلص من الإجراءات المعقدة، إضافة إلى إنجاز المعاملات في أسرع وقت ممكن.

على الدولة مواكبة التطور الحاصل في العالم، وإنجاز المعاملات بسرعة، لاستقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.

* برأيك، إلى أين وصلت الأزمة الإسكانية؟

- هناك تحرُّك جاد وواضح من المؤسسة العامة للرعاية السكنية في موضوع السكن، حيث وفَّرت العديد من الأراضي في أطراف الدولة "الحدودية"، وتعمل على إنجازها وتسليمها خلال الفترة المقررة، وهذا يعني أن هناك حلحلة للأزمة الإسكانية. لكن موضوع السكن لا يرتبط فقط بالمؤسسة، بل بجميع الجهات الحكومية الأخرى، أي يجب على الوزارات الأخرى توفير الخدمات المساندة في المناطق التي يتم إنجازاها من قبل المؤسسة في أسرع وقت ممكن.

«عذراء العقارية»

* ماذا عن شركة عذراء العقارية؟

- "عذراء العقارية"، هي شركة تطوير عقاري متخصصة في منطقة الخيران- مدينة صباح الأحمد البحرية، في الوقت الحالي. ويُعد باكورة أعمالها مجمع بلو واتر مول، وهو مشروع استثماري تجاري يعتبر الأول من نوعه في المنطقة.

ويختلف المشروع تماما عما هو موجود من المشاريع في المنطقة، حيث تعتمد فكرته على تمليك المحال التجاري بوثيقة حُرة، وهذا ما يميِّزه عن غيره من المشاريع التي تعتمد في مجملها على تأجير المحال لا بيعها.

والهدف من وراء طرح مشروع تجاري وبيع المحال لا تأجيرها، يتمثل في تخليص المستثمر الصغير من تكاليف الإيجارات وارتفاعها، وتحكم المستثمر الكبير فيه. كما يأتي تركيز الشركة على منطقة صباح الأحمد البحرية، للاهتمام الكبير الذي أولته الحكومة لهذا المنطقة وأيضا القطاع الخاص، كما أن المنطقة توجد بها كثافة سكانية عالية، وهي بحاجة إلى مجمع يخدمها خلال الفترة المقبلة.

* حدثنا عن نظام تملك المحال التجارية؟

- تملك المحال التجارية، هو نظام موجود منذ زمن بعيد، ولا يُعد جديدا، وله قانون ينظمه، لكن معظم المطورين العقاريين لا يرغبون في التعامل مع هذا النظام، لأن ربحية قطاع التأجير أكبر من قطاع تمليك المحال.

وسبب رغبة الكثير من المواطنين أو صغار المستثمرين في تملك العقارات الخارجية نتيجة رخصها، مقارنة بأسعار العقارات في السوق المحلي، لهذا توجهت الشركة إلى نظام تمليك المحال، لاستقطاب فئة صغار المستثمرين أو متوسطي الدخل.

وتشير التوقعات إلى ازدهار هذا القطاع خلال الفترة المقبلة، وخاصة مع وجود عدد كبير من مبادرات الشباب لإنشاء مشاريعهم الخاصة، في ظل وجود صندوق يدعم تلك المشاريع، حيث إن ثقافة المجتمع تغيَّرت خلال الفترة الماضية، وأصبحت الوظيفة الحكومية غير مرغوب بها كالسابق.

نظام تملك المحل سيقضي تماما على ظاهرة الخلوات، التي تعد غير قانونية، وتكبِّد المستثمرين المزيد من التكاليف، كما سيساهم في إنهاء معاناة المستثمرين في موضوع ارتفاع القيم الإيجارية، التي تعد من المعوقات، فضلا عن أن أسعار المحال تعتبر في متناول الجميع، فهي تتراوح بين 35 و100 ألف دينار، وفق الموقع والمساحة.

* كم بلغت نسبة البيع في مشروع مول بلو واتر؟

- تتراوح نسبة البيع في المشروع ما بين 70 و75 في المئة، وهناك إقبال كبير، فأسعار المحال مناسبة لجميع شرائح المستثمرين.

وتختلف سياسة الشركة عن غيرها من الشركات المطورة للعقارات، حيث تسعى بعد بيع المحال إلى رفع قيمتها، حيث قامت بالتعاقد مع علامات تجارية كبرى من مطاعم وكافيات وغيرها، إضافة إلى مجموعة من الشركات والبنوك، وهذا من شأنه رفع قيمة المحل الذي تم بيعه للمستثمر، سواء بالتأجير أو البيع.

* ما استراتيجية الشركة المستقبلية؟

- تسعى الشركة خلال الفترة المقبلة إلى إنشاء فندق خمس نجوم في منطقة صباح الأحمد البحرية، وقامت بتجهيز جميع المخططات والتصاميم وميزانيته وموقعه، لكن المنطقة حاليا ليست مهيأة بالكامل، فهي بحاجة في الوقت الحالي إلى مشاريع خدمية وتجارية وترفيهية، وبعدها سنبدأ في مشاريع مثل الفندق لدعم المنطقة أكثر، وسيكون الفندق علامة بريطانيا عالمية، وعلى مستوى عالٍ.

الفرص الحقيقية في القطاع العقاري أدت إلى ارتفاع التداولات

القطاع السكني يشهد انفراجة نتيجة للتوزيعات الحكومية الأخيرة وخاصة في المناطق الحدودية

عدم تجاوب الجهات التمويلية مع المستثمرين الراغبين في التملك بالمشاريع قيد الإنشاء يعتبر تحدياً

يجب دمج الإدارات المرتبطة بالقطاع العقاري في إدارة واحدة لتنظيم وتسهيل الإجراءات
back to top