The King’s Choice... صراع النرويج غير المعروف خلال الحرب العالمية الثانية

نشر في 22-10-2017
آخر تحديث 22-10-2017 | 00:00
مشهد من الفيلم
مشهد من الفيلم
لا نعرف يقيناً ما إذا كان المنتصر فعلاً يكتب التاريخ، إلا أننا نتذكره بالتأكيد من وجهة نظر مَن تأثروا به حقاً. يدرك النرويجيون على الأرجح أحداث هذا الفيلم المؤثر The King’s Choice، إلا أنها تشكّل رواية جديدة بالنسبة إلى سائر المشاهدين، وهذا أمر جيد بالتأكيد.
يشكّل فيلم The King’s Choice، الذي يؤديه بقوة ممثلون مغمورون ويخرجه بحيوية النرويجي إريك بوب، قصةً مؤثرة عن لحظة حاسمة في الحرب العالمية الثانية، قصةً مليئة بالتوتر والصراع النفسي.

الملك هو هاكون السابع ملك النرويج، والخيار الذي اتخذه خلال ثلاثة أيام جهنمية في شهر أبريل عام 1940 لم يُحدد فحسب مصير بلده وحده خلال الحرب، بل سلّط الضوء أيضاً على أسئلة أشمل حول دور القادة الأخلاقي، سواء كانوا ملوكاً دستوريين أو لا.

لا يقتصر الصراع في الفيلم على الصراع الواضح بين الغزاة الألمان وبين النرويجيين المدافعين. يتناول أكبر جزء منه الخلافات الداخلية الخطيرة لدى طرفَي النزاع. كذلك يركّز على مسؤول ألماني بارز لا يُصوَّر بشكل سلبي، بل يبدو مناهضاً للغزو وداعماً قوياً لحل النزاعات بالتفاوض بدل اللجوء إلى القوة العسكرية.

خلفية القصة

قبل أن تبدأ أحداث الفيلم الفعلية، يُطلع نص يظهر على الشاشة غير النرويجيين على خلفية القصة. انفصلت النرويج عن السويد عام 1905 لتصبح دولة مستقلة واختارت ملكاً لها أحد أفراد العائلة المالكة الدنماركية. اتخذ الملك الجديد الاسم هاكون السابع، وأصبح ابنه الصغير ولي العهد أولاف.

لا يبدو أولاف (أندريس باسمو كريستيانسن) بمزاج جيد. صحيح أن النرويج تصرّ على حيادها في الحرب، إلا أن السفن الحربية الألمانية تتوجه إلى هذا البلد، زاعمةً أنها تريد مساعدة البلد في وجه غزو بريطاني مفترض.

يقرر أولاف الأكثر تهوراً والأسرع غضباً من والده أن يقوم بأمر ما بأسرع ما يمكن. لكن هاكون، الذي يظهر كمن يحمل ثقل العالم على كتفيه ويدرك طبيعة هذه الملكية الدستورية، يريد أن يكون للحكومة دور وأن تكون المفاوضات التي قد تنقذ الأرواح الخيار الأول.

قصص أخرى

يمزج The King’s Choice هذه القصة مع عدد من القصص الأخرى، من بينها الوضع المتوتر في حصن أوسكاربورغ حيث كان على الجيش النرويجي أن يقرر ما إذا كان سيطلق النار على الألمان، ومقر البعثة الألمانية في النرويج حيث عقد المبعوث الألماني كورت بروير (كارل ماركوفيتش) العزم على بذل قصارى جهده لإبقاء تدخل بلده العسكري محدوداً قدر الإمكان.

تدور أحداث الفيلم على مدى يومين فحسب، إلا أنه يحفل بتطورات وصراعات. يُستهلك التاسع من أبريل بضرورة هرب هاكون، وأولاف، وعائلتيهما من وجه الغزاة. ويبدو مشهد الفوضى التي تنجم عندما تستهدف الطائرات الألمانية قطارهم حيوياً ومؤثراً.

يسعى بروير من جهته إلى إقناع الحكومة النرويجية بوصف الغزو الحاصل {تعاوناً طوعياً}، مقاوماً في الوقت عينه جيش بلاده المتقدّم، الذي عقد العزم على إطلاق النار على كل ما ومن يتحرك. وتظهر في هذا الإطار أيضاً زوجته الشابة، التي تملك أفكارها السياسية الخاصة.

محور الدراما

في الجانب النرويجي، لا نرى الخلافات السياسية الخطيرة بين هاكون وأولاف فحسب، بل أيضاً خلافات ولي العهد مع زوجته الأميرة مارثا (توفا نوفتني) بشأن المسار الشخصي الذي يجب أن يتبعه.

في هذه الأثناء، ينتقل الملك وابنه شمالاً، محاولَين البقاء أمام الألمان. وتدافع عنهما مجموعة صغيرة من الجنود النرويجيين، من بينهم الشاب فريدريك سيبرغ (أرثر هاكالاتي)، الذي يتعهد تلقائياً ببذل كل ما لديه في سبيل الملك. مع أن الأخير يتأثر بصدق هذا الشاب الساذج، إلا أنه يصحح تفكيره برقة. يقول له: {نبذل كل ما لدينا في سبيل النرويج لا الملك}. وهكذا يتحوّل تصميم الملك على القيام بما يعتقد أنه الأفضل لبلده محور الدراما في هذا الفيلم المميز.

الفيلم يسلّط الضوء على أسئلة حول دور القادة الأخلاقي
back to top