البارزاني يعيد التموضع... وبغداد تواصل تمددها شمالاً

• العبادي يحوز دعم الملك سلمان
• ترامب: لا ننحاز لأي طرف
• إيران تنفي قيادة العمليات

نشر في 17-10-2017
آخر تحديث 17-10-2017 | 21:45
مقاتلون في الحشد الشعبي يرفعون شعارات دينية احتفالاً بالسيطرة على كركوك أمس (رويترز)
مقاتلون في الحشد الشعبي يرفعون شعارات دينية احتفالاً بالسيطرة على كركوك أمس (رويترز)
في أول تصريح له بعد الانتكاسة التي مني بها الأكراد في كركوك والمناطق المتنازع عليها مع بغداد، أعلن رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني إعادة تموضع قوات البيشمركة، بينما واصلت القوات العراقية المشتركة تقدمها وسيطرتها الكاملة على حقول النفط في كركوك، وكذلك على المناطق المتنازع عليها، ورفع العلم العراقي فوق مبانيها.
أصدر رئيس إقليم كردستان، مسعود البارزاني، أمس، بياناً بشأن الاحداث التي شهدتها المناطق المتنازع عليها بين الاكراد وبغداد. وقال البارزاني في بيان، إن «شعب كردستان طوال التاريخ كان تحت التهديد والظلم وتم انتهاك حقوقه، وخلال التاريخ دافع هذا الشعب عن هويته، بينما تعرض لحملات الإبادة الجماعية، وآخرها كان الهجوم البربري لإرهابيي داعش على كردستان وحملة إبادة الأكراد الأيزيديين».

وأوضح البارزاني أن «ما حدث في كركوك، كان نتيجة لقرار انفرادي اتخذه بعض الأفراد التابعين لجهة سياسية داخلية في كردستان، وانتهت نتيجة هذا القرار بانسحاب قوات البيشمركة بهذا الشكل والطريقة التي رآها الجميع»، مشيراً إلى أنه «نتيجة لهذا الانسحاب تحول خط التماس الذي تم الاتفاق عليه قبل عملية تحرير الموصل في 2016/10/17 بين بغداد وأربيل إلى أساس للتفاهم حول كيفية نشر القوات العراقية والقوات في إقليم كردستان».

وأضاف رئيس الإقليم: «إننا نطمئن شعب كردستان ونؤكد له، أننا سبذل كل جهدنا وسنفعل كل ما هو ضروري من أجل الحفاظ على مكتسباتنا وحماية امنه واستقراره».

وبعد البيان افادت وزارة البيشمركة، بانه سيتم اعادة تنظيم خط التماس بين القوات العراقية والبيشمركة، ليكون بحسب ما كان عليه قبل بدء عمليات تحرير الموصل في 17-10-2016.

جاء ذلك، فيما واصلت القوات العراقية أمس، سيطرتها على باقي حقول النفط في كركوك وكذلك المناطق المتنازع عليها في عدد من المحافظات في شمال العراق.

وأعلنت السلطات العراقية رسميا فرض سيطرتها الكاملة على حقلي باي حسن وأفانا النفطية، أكبر الحقول في محافظة كركوك، والتي كانت تحت سيطرة قوات البيشمركة التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة البارزاني.

ودعا محافظ كركوك بالوكالة راكان الجبوري الى دعوة العوائل التي نزحت من المحافظة الى العودة اليها للحفاظ على ممتلكاتها، مشيرا الى أن «الملف الأمني بيد شرطة محافظة كركوك حصرا»، وذلك ردا على تقارير عن انتهاكات لميليشيات الحشد الشعبي.

المناطق المتنازع عليها

الى ذلك، أكد مسؤول الاتحاد الوطني الكردستاني في قضاء مخمور رشاد كلالي أمس، أن قوات البيشمركة بدأت بانسحابها من قضاء مخمور في نينوى.

كذلك أعلن مسؤول إعلام الاتحاد الوطني الكردستاني في الموصل غياس سورجي أمس، سيطرة الحشد الشعبي على مركز مدينة سنجار ذي الغالبية الأيزيدية قرب الحدود العراقية السورية.

وقالت السلطات العراقية إن قوات البيشمركة الكردية انسحبت من منطقة خانقين على الحدود بين العراق وإيران والتي يقيم فيها عدد كبير من الأكراد وبها حقل خانة النفطي الصغير.

تجاوزات

واتهم النائب مسعود حيدر أمس، عناصر عسكرية بـ»حرق» محلات الكرد في قضاء طوزخرماتو. وقال حيدر إن «جميع القيادات العراقية أصدرت بيانات بشأن سلامة المواطنين والتأكيد على القوات المسلحة بالحفاظ على سلامة المواطنين وأمنهم وممتلكاتهم».

العبادي والسعودية

في غضون ذلك، أكد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، أن بلاده تدعم وحدة العراق وترفض نتائج استفتاء كردستان.

وقال المكتب اﻹعلامي لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في بيان صحافي أمس، إن العبادي تلقى مكالمة هاتفية من الملك سلمان مساء أمس الأول.

وأكد العاهل السعودي، حسب البيان، «دعم المملكة وحدة العراق ورفضها نتائج الاستفتاء الذي حصل في إقليم كردستان»، مشيرا الى أن «السعودية تتابع عن كثب تطورات الأوضاع في كركوك، خصوصا أن العراق قد حقق انتصارات ملحوظة ضد الإرهاب».

وبين الملك سلمان «حرص المملكة على إقامة افضل العلاقات مع العراق وتعزيز التعاون بين البلدين».

من جهته، ثمن العبادي «موقف المملكة الداعم للعراق»، مشيرا الى أن «ما قامت به الحكومة العراقية هو إعادة لنشر القوات العراقية في محافظة كركوك بعملية سريعة وسلسة ونظيفة».

وأكد العبادي، «حرص العراق أيضا على إقامة أفضل العلاقات مع السعودية، التي سأزورها في الأسبوع المقبل مع وفد وزاري عراقي لتوقيع اتفاقيات تعاون تصب في مصلحة البلدين».

إلى ذلك، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أمس، أن وزير الخارجية العراقي سيزور موسكو الأسبوع المقبل.

ترامب

في السياق، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس، أن بلاده «لا تنحاز لأي طرف» في الازمة بين الاكراد وحكومة بغداد للسيطرة على محافظة كركوك العراقية.

وقال في مؤتمر صحافي في حديقة الورود بالبيت الأبيض: «لا ننحاز لأي طرف، لكننا لا نحبذ أن يدخلوا في مواجهات»، مضيفا: «لقد أقمنا علاقات جيدة جدا مع الأكراد منذ سنوات عديدة كما تعلمون وكذلك مع الجانب العراقي رغم أنه ما كان يجب أن نذهب الى هناك».

وفي الوقت نفسه، قال المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل روب مانينغ خلال مؤتمر صحافي، إن استعادة السيطرة على كركوك من قبل القوات العراقية كانت ضمن «حركات منسقة وليس هجمات»، مضيفا: «نواصل دعمنا لعراق موحد».

من ناحيته، قال الجيش الأميركي انه لم يلحظ اي وجود للحرس الثوري في محيط كركوك.

وأكد رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدرم، أمس، أن «كركوك تركمانية وستبقى تركمانية»، داعيا في كلمة خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم الى «إعادة تأسيس البنية الديمغرافية التي عُمِل على تخريبها « في المدينة «وفقاً لعمقها التاريخي».

إيران

من جهتها، نفت إيران أمس، قيامها بأي دور في التطورات الأخيرة التي شهدتها مدينة كركوك.

وقال مستشار المرشد الأعلى للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، إن «ايران لم يكن لها أي دور في عمليات كركوك»، مشيرا الى سيطرة حكومة بغداد على تلك المدينة دون اشتباكات.

back to top