«داعش» يخسر الرقة عاصمة خلافته أمام الأكراد

• مقتل 3250 بينهم 1130 مدنياً
• الأسد لطرد التنظيم من دير الزور
• روسيا لن تقلّص وجودها في سورية

نشر في 17-10-2017
آخر تحديث 17-10-2017 | 21:30
مقاتلو «قسد» يحتفلون بالنصر في الرقة أمس (رويترز)
مقاتلو «قسد» يحتفلون بالنصر في الرقة أمس (رويترز)
بعد معارك دامية استمرت أربعة أشهر وأسفرت عن مقتل 3250 بينهم 1130 مدنياً، حسمت القوات الأميركية المعركة الكبرى مع تنظيم «داعش» في معقله وعاصمة خلافته المزعومة مدينة الرقة لمصلحة حلفائها في قوات سورية الديمقراطية «قسد»، في وقت حقق نظام الرئيس بشار الأسد بدعم روسي تقدماً في مدينة دير الزور.
في أكبر ضربة لتنظيم "داعش" منذ أكثر من ثلاث سنوات، أعلنت قوات سورية الديمقراطية "قسد" سيطرتها، أمس، كلياً على مدينة الرقة، معقله الأبرز في سورية وعاصمة خلافته، التي أعلنها منتصف عام 2014.

وسط احتفالات وهتافات، في الملعب الوطني ودوار النعيم، الشاهد على وحشية "داعش"، قال الناطق الرسمي باسم "قسد" طلال سلو: "تم الانتهاء من العمليات العسكرية في الرقة، وقواتنا سيطرت عليها كلياً، وانتهى كل شيء" مشيراً إلى "عمليات تمشيط تجري الآن للقضاء على الخلايا النائمة إن وجدت، وتطهير المدينة من الألغام"، التي زرعها مقاتلو "داعش" في وسط الرقة.

ويأتي هذا الإعلان، المقرر أن يتم تأكيده في بيان رسمي، بعد سيطرة "قسد" صباح أمس، على الملعب البلدي، بعد ساعات من طردها مقاتلي التنظيم من دوار النعيم الواقع شرق الملعب البلدي.

وشكلت هذه النقاط الواقعة وسط الرقة، آخر الجيوب التي انكفأ إليها العشرات من المقاتلين الأجانب في صفوف التنظيم المتطرف بعد أكثر من أربعة أشهر من المعارك العنيفة داخل المدينة بدعم من التحالف.

وشكل دوار النعيم مسرحاً لاعتداءات وحشية وعمليات إعدام جماعية وصلب نفذها التنظيم منذ سيطرته على الرقة عام 2014، ما دفع سكان المدينة إلى تغيير اسمه لدوار "الجحيم".

خسائر كبيرة

وبحسب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، فإن مقاتلي التنظيم انسحبوا من محيط الدوار منذ أسبوعين، لكن "قسد" لم تتمكن من السيطرة عليه بسبب الألغام الكثيفة التي تركها التنظيم خلفه، مبيناً أنه مع سيطرة "قسد" على المدينة "يكون وجود داعش في كامل محافظة الرقة قد انتهى".

وتسببت المعارك منذ اندلاعها داخل مدينة الرقة في الخامس من يونيو بمقتل نحو 3250 شخصاً بينهم 1130 مدنياً، وفق ما أحصى عبدالرحمن، الذي نبه إلى وجود "270 طفلاً على الأقل" ضمن القتلى، إضافة إلى "مئات المفقودين من المدنيين الذين يرجح أنهم تحت الأنقاض" إذ تسببت المعارك وغارات التحالف بدمار كبير في الأبنية والبنى التحتية.

ويتصدى التنظيم في محافظة دير الزور المجاورة منذ أسابيع لهجومين منفصلين الأول تقوده "قسد" في الريف الشرقي بدعم من التحالف الدولي، والثاني تمكنت خلاله قوات النظام بدعم روسي من السيطرة على الميادين، آخر أبرز معاقل التنظيم في المحافظة، إضافة إلى مساحة واسعة تمتد من هذه المدينة حتى مركز المحافظة.

وأشار مدير المرصد، إلى أن قوات النظام سيطرت "على بلدات وقرى كانت تعد مراكز ثقل للتنظيم على ضفاف نهر الفرات".

وأكدت وحدة الإعلام الحربي التابعة لحزب الله اللبناني، أمس، أن القوات الحكومية وحلفاءها تقدمت في الأحياء المتبقية في مدينة دير الزور، والتي حصرها المرصد في خمسة، موضحة أنها بدأت في اقتحامها لتطهيرها من داعش".

ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن مصدر ميداني، أن النظام تمكن من توسيع نطاق سيطرتها في ريف حماة الشرقي المرتبط بريف حمص، وأمنت كامل ريفي السلمية وحماة الشرقيين بسيطرتها على جبال التناهج، وخربة التناهج، ووادي العَزيب، والبحوث العلمية، وسدّ السيب، وقریة السیب، والروضة، وحرمالا، وعبدالأمير، وجب عيد، والجروح حسو الرميل، وأم غزال، وأودية الزاروب الشرقي، ليصبح أيضاً طريق السلمية — أثريا الاستراتيجي آمناً كلياً.

وجود الروس

إلى ذلك، أعلن النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن بمجلس الاتحاد الروسي فرانز كلينتسيفيتش أمس، أن العملية العسكرية في سورية قد تكتمل قبل نهاية العام الحالي وفقاً لأكثر التوقعات تشاؤماً، مشدداً على أن روسيا لن تقلّص مجموعتها العسكرية بعد إنجاز المرحلة الأساسية من عملياتها هناك وستحتفظ بقاعدتها ولن تسحب أي من قاذفتها أو طائراتها المقاتلة أو المروحيات البالغ مجملها 34 جهازاً طائراً.

وبينما رفع الجيش التركي وتيرة تحركاته في المنطقة بالتزامن مع انتشار وحداته في محافظة إدلب ضمن اتفاق خفض التصعيد، فإن حجم التعزيزات في هذه المهمة يثير تساؤلات عن الطموحات المحتملة لأنقرة خصوصاً في منطقة عفرين المجاورة، التي يسيطر عليها الأكراد.

ونشرت وكالة أنباء "الأناضول" مجموعة من الأسئلة والردود عليها حول طبيعة عمل الجيش التركي في إدلب، مشيرة إلى تحركات لن تكون على شاكلة عملية عسكرية بل عملية "انتشار" تأخذ بالاعتبار جميع المخاطر الأمنية المحتملة.

وبشأن عفرين، أوضحت الوكالة أنها مدينة تابعة لحلب ومجاورة لإدلب وتخضع لسيطرة تنظيم حزب العمال الكردستاني منذ عام 2011، الذي يرمي إلى الاستيلاء على جزء من إدلب للوصول إلى ممر يبدأ من الحدود العراقية ويصل إلى البحر المتوسط" لذا فإن انتشار الجيش التركي في إدلب سيكون بمنزلة حاجز أمني ضد مخطط التنظيم للسيطرة على المدينة.

«جنيف 8»

سياسياً، أعلن المبعوث الأممي ستيفان ديميستورا أمس، أنه سيلتقي اليوم في موسكو وزيري الخارجية والدفاع الروسيين سيرغي لافروف وسيرغي شويغو.

وقال: "أستطيع تأكيد ذلك، واللقاءات ستتناول تنفيذ اتفاق خفض التصعيد في سورية واستئناف العملية التفاوضية في جنيف وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 2254".

وأعلن مصدر في الخارجية الروسية، أن الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف قد تبدأ في نوفمبر المقبل، مشيراً إلى أن "كل شيء يعتمد على من سيمثل المعارضة في هذا الاجتماع، بيد أن الوفد لم يحدد بعد".

أنقرة تعتبر ان انتشارها في إدلب هدفه منع وصول «العمال الكردستاني» إلى المتوسط
back to top