أصحاب المعالي… انشروا توقعاتكم

نشر في 17-10-2017
آخر تحديث 17-10-2017 | 00:20
 محمد الوشيحي ما بين ليلة وأخرى، تُدخل الصحف والفضائيات ووكالات الأنباء أيديها في جيوبها وتُخرج لنا ما فيها من أخبار، وأبرز الأخبار هذه الأيام، التصنيفات وترتيب الدول في المؤشرات. فهذا مؤشر مدركات الفساد، وذاك مؤشر سهولة الاستثمار، وهناك يبرز مؤشر الحريات، وخذ وهات من هذه المؤشرات.

وبدعم من الشيطان الرجيم، ومساندة حكومتنا الرشيقة الأنيقة، حافظت الكويت على مركزها الأخير أو ما قبل الأخير، على مستوى دول الخليج، في التصنيفات التي تقيس مستوى التطور والإصلاح والنجاح. وحافظت على المركز الأول أو الثاني، على مستوى دول الخليج أيضاً، في التصنيفات التي تقيس مستوى التخلف والفساد والفشل. وحافظت على المراكز المتخلفة (لم أقل المتأخرة) على مستوى العالم.

ويعتقد بعض سيئي النوايا أن أصحاب المعالي الوزراء، وأصحاب السعادة الوكلاء، ومستشاريهم الفضلاء لا يقرؤون هذه الأخبار، ولا يهتمون بها، إذ لا يفكرون إلا بمصالحهم الخاصة. وهذا اعتقادٌ خبيث وتفكيرٌ غثيث، فأصحاب المعالي يتابعون هذه التصنيفات أكثر منا، لا شك في ذلك ولا عك، وأجزم أن بعضهم، أثناء اجتماعات مجلس الوزراء، يتوقع أن تفوز قطر في هذا المؤشر، ويتوقع الآخرون أن تفوز الإمارات، فتظهر النتائج فيفرح صاحب التوقع الصحيح، ويصرخ في قاعة الاجتماع، ويرفع يديه عالياً، كمن سجل هدفاً: "قلت لكم قطر بتفوز في مؤشر الابتكار والإمارات بتفوز في مؤشر تسهيل الأعمال، لكن ما صدقتوني، وقلت لكم إن الكويت في المركز الأخير، وطلع توقعي كله صحيح"! ثم يُرجع يديه إلى الخلف، ويتمغط بشموخ، ويتمتم بزهو: "عشان تعرفون بس".

وفي هذه الأيام المباركة من شهر أكتوبر، ومع اعتدال حرارة الجو، نتمنى على وزرائنا الأفاضل أن يشركونا معهم في النقاش، ويخبرونا بتوقع كل منهم، كي نقيّمهم ونصفق لصاحب التوقع الفائز. على أن من يتوقع منهم حصول الكويت على المركز الأسوأ لا يعتبر فائزاً، باعتبار هذا الأمر من المسلمات.

back to top