ضربة إسرائيلية قرب دمشق... وترقب لتحرير الرقة

• تركيا تحصن خط إدلب - عفرين
• الحكومة المؤقتة تتدخل لوقف اقتتال في «درع الفرات»

نشر في 16-10-2017
آخر تحديث 16-10-2017 | 20:30
انتشار لمقاتلي «قسد» وسط الرقة أمس (رويترز)
انتشار لمقاتلي «قسد» وسط الرقة أمس (رويترز)
وسط ترقب لإعلان وشيك عن تحرير الرقة من تنظيم «داعش»، هاجم سلاح الجو الإسرائيلي، أمس، قاعدة للدفاع الجوي السوري شرق العاصمة دمشق، موجهاً تحذير علنياً شديد اللهجة إلى الرئيس بشار الأسد بعدم اللعب بالنار ومحاولة التصدي لطائرات الاستطلاع التابعة له.
للمرة الأولى، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، استهداف طائراته الحربية مواقع عسكرية تابعة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، موضحاً أنها شنّت غارة جوية على بطارية للدفاعات الجوية شرق دمشق وتم تدميرها.

وقال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي، في سلسلة تغريدات على موقع "تويتر"، "أغارت مقاتلاتنا على بطارية للدفاعات الجوية السورية في موقع رمضان شرق دمشق بعد إطلاقها صاروخ أرض-جو من طراز sa-5 على طائرة لسلاح الجو كانت في مهمة اعتيادية في الأجواء اللبنانية"، مضيفاً: "نحمل النظام السوري مسؤولية أي إطلاق نار باتجاه قواتنا ونعتبره استفزازاً وخطاً أحمر لن نسمح بتجاوزه".

وأكد أدرعي على أن إسرائيل ليست لديها أي نية للتصعيد والحدث انتهى من جانبها، محذراً من أن الجيش مستعد لأي تطور، قائلاً: "نصح بعدم امتحان عزمنا وتصميمنا ولا تلعبوا بالنار".

بدوره، أكد المتحدث الآخر باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس، أن الهجوم السوري على سلاح الجو فوق لبنان غير مسبوق، وأن أياً من الطائرات الإسرائيلية لم تصب فيه، مبيناً أن الضربة المضادة وقعت بعد ذلك بساعتين و"أعطبت" البطارية السورية المضادة للطائرات على بعد 50 كيلومتراً شرقي دمشق.

تنسيق روسي

وكشفت مصادر "الجريدة" أن إسرائيل أخبرت القوات الروسية العاملة في سورية بالعملية سابقاً، مشيرة إلى القاعدة المستهدفة سبق وخرجت منها صواريخ سورية على طائرات حربية إسرائيلية في مارس ورصد أحدها نظام الدفاع "أرو" وأسقطته بصاروخ "باتريوت" فوق مرتفعات الجولان المحتل.

ومنذ بدء الحرب في 2011، قصفت إسرائيل مرات عديدة أهدافاً سورية وأخرى لميليشيا "حزب الله"، وهذه أول مرة تعلن فيها "رسمياً" عن استهداف مواقع عسكرية تابعة لنظام الأسد، ومن غير المعتاد أن تنشر أخبار مثل هذه الحوادث ونادراً ما تعطي تفاصيل عن أنشطة سلاحها الجوي فوق لبنان وسورية.

ولاحقا، أعلنت القيادة العامة للجيش السوري أن "الطيران الإسرائيلي أقدم عند الساعة 51:8 صباح اليوم (أمس) على اختراق مجالنا الجوي عند الحدود اللبنانية في منطقة بعلبك، وتصدت له وسائط دفاعنا الجوي، وأصابت إحدى طائراته إصابة مباشرة، وأرغمته على الفرار".

وأكدت القيادة أن الضربة الإسرائيلية على الموقع العسكري في ريف دمشق أدت إلى خسائر مادية فقط، محذرة من التداعيات الخطيرة للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.

حملة الرقة

وعلى جبهة أخرى، أعلنت قوات سورية الديمقراطية (قسد) أنها تنفذ بدعم أميركي عمليات تطهير لمواقع تنظيم "داعش" في مدينة الرقة، متوقعة أن تسيطر على المدينة خلال ساعات.

وأكدت الزعيمة السياسية في "قسد" إلهام أحمد أيضاً الإعلان عن انتهاء الحملة ضد التنظيم المتشدد في الرقة في غضون ساعات أو أيام، إلا أن المتحدث باسم التحالف الدولي الكولونيل رايان ديلون، أكد أنه لا يمكنه تحديد توقيت لانتهاء العملية، مشيراً إلى استمرار الضربات الجوية وزيادتها مع التقدم نحو ما تبقى من مناطق لا تزال في قبضة "داعش" بالمدينة.

أقوى معارك

وبعد خروج نحو ثلاثة آلاف مدني فضلاً عن عشرات المقاتلين السوريين في صفوف "داعش" بموجب اتفاق بوساطة وجهاء العشائر، تخوض "قسد" معارك هي "الأقوى" مع نحو 300 مقاتل أجنبي رفضوا الاستسلام وتحصنوا وزرعوا الألغام في الجيوب المتبقية لهم شمال المدينة مثل حي الأندلس وفي المستشفى الوطني والملعب البلدي في وسطها.

وقالت المتحدثة باسم حملة "غضب الفرات" جيهان شيخ أحمد: "من خلال هذه المعركة سيكون إنهاء الوجود الداعشي وهذا بحد ذاته يعني إما موت أو استسلام، أي القضاء عليه"، موضحة أن "عناصر داعش المتبقين يقاومون خصوصاً أنه جرى التحضير منذ زمن طويل للمعركة".

إدلب - عفرين

إلى ذلك، واصلت القوات التركية تحصين مواقع نقاط المراقبة على خط إدلب- عفرين، بهدف مراقبة اتفاق آستانة لخفض التصعيد في المحافظة الواقعة تحت سيطرة متشددي هيئة "تحرير الشام" بقيادة "جبهة النصرة" سابقاً، على حد قولها.

وأفادت وكالة "الأناضول" بأن القوات التركية واصلت العمل ليل الأحد- الاثنين لتحصين قدراتها الدفاعية ومواقع نقاط المراقبة على بعد 3 - 4 كيلومترات، عن مواقع مسلحي "وحدات حماية الشعب الكردية" في منطقة عفرين التابعة لمحافظة حلب وعززتها بجدار إسمنتي يضم أبراج.

وقف اقتتال

في هذه الأثناء، أوقف فصيلا "الجبهة الشامية" و"السلطان مراد" أمس اقتتالاً اندلع بينهما شمال حلب استجابةً لطلب وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة والمجالس المحلية في المنطقة، ودعا قادة الكتلتين، المنضمتين لغرفة عمليات "درع الفرات" المدعومة تركياً، جميع الأطراف إلى الابتعاد عن لغة السلاح واللجوء للحوار في حل الخلافات.

مروحيات عسكرية

وتداولت مواقع إعلامية وناشطون أن "تحرير الشام" سلمت الجيش التركي السبت مطار تفتناز العسكري، ثاني أكبر قواعد المروحيات العسكرية في سورية، الواقع بريف إدلب الشمالي الشرقي دون أي اشتباكات، وأفادت وكالة "هاوار" الكردية بأن الجيش التركي أعلن مساء أمس الأول أن المطار "عسكري تركي".

تنافس كبير

وفي تقرير عسكري، كشف موقع "المونيتور" الأميركي أمس، عن وجود تنافس كبير بين قوات النظام السوري​ وحلفائه خصوصاً "حزب الله" من جهة والقوات الأميركية وحلفائها الأكراد من جهة أخرى، مشيراً أن هناك غرفة مشتركة تدير العمليات في دير الزور بالتنسيق مع ​روسيا​ لتثبيت السيطرة في المناطق المحررة من تنظيم "داعش".

ووفق الموقع، فإن "حزب الله" يلعب دوراً بارزاً لا سيما في منطقة البادية الاستراتيجية التي تؤمن الطريق بين سورية بالعراق، بينما تقوم بتأمين الحدود من الجهة العراقية حركة "النجباء" في خطوة تشكل ترابطاَ استراتيجياً مهماً بين البلدين وإيران​.

ونقل الموقع عن مصادر عسكرية أن نحو 8000 عنصر من "حزب الله" يشاركون في القتال في شرق سورية، وتمكنوا من استعادة أكثر من 70 في المئة من الأراضي بمساندة جوية روسية، مؤكدة أنه لن يدخل في مواجهات مباشرة مع "قسد"، التي تعمل على ثبيت سيطرتها على بعض المناطق الاستراتيجية في المنطقة بدعم أميركي.

«حزب الله» لن يدخل في مواجهات مباشرة مع «قسد»
back to top