لا تستطيع واشنطن إعادة صياغة الصفقة الإيرانية وحدها

نشر في 17-10-2017
آخر تحديث 17-10-2017 | 00:05
من الضروري مواصلة الضغط على إيران للتأكد من أنها لا تعود إلى الأبعاد العسكرية لبرنامجها النووي، كذلك يجب أن تكون عملية التأكد خالية من الثغرات، وينبغي التعاطي مع الانتهاكات بسرعة وحزم.
 ريل كلير لن ينجح عدم تصديق صفقة برنامج إيران النووي، والعودة إلى العقوبات، وأي اقتراح جديد، إذا أقدمت عليها الولايات المتحدة وحدها.

لا شك أن طموحات إيران تتخطى، على ما يبدو، حصولها على قنبلة ذرية، إذ يسعى هذا البلد إلى امتلاك القوة الهيدروجينية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل، والصواريخ البالستية، والقدرة على نقل التكنولوجيا العسكرية، والنفوذ السياسي حول العالم.

في تعليقات غير رسمية في الجمعية العامة للأمم المتحدة عبّر المسؤولون الإيرانيون عن استعدادهم للتفكير في صفقة منفصلة بشأن برنامج إيران للصواريخ البالستية، مع أن وزير خارجيتها رفض علانية أي تسوية.

من الضروري مواصلة الضغط على إيران للتأكد من أنها لا تعود إلى الأبعاد العسكرية لبرنامجها النووي، كذلك يجب أن تكون عملية التأكد خالية من الثغرات، وينبغي التعاطي مع الانتهاكات بسرعة وحزم، والأهم من ذلك اعتماد آليات تضمن عدم رجوع طهران إلى برامجها لأسلحة الدمار الشامل عندما تنتهي مدة صلاحية خطة العمل الشاملة المشتركة بحلول عام 2030. بالإضافة إلى ذلك من الضروري أن تواصل الوكالة الدولية للطاقة الذرية مشاركتها الأساسية في مراقبة التزام إيران، وعلى مجموعة 5+1 وغيرها من القوى الاقتصادية أن تشارك بالكامل كي تكون عقوبات الانتهاكات فاعلة.

المراقبة المتواصلة

في الوقت عينه من الضروري إقناع إيران بحد كل عمليات تطوير الصواريخ البالستية، بغض النظر عما قد تحمله هذه الصواريخ، فمن دون إنهاء برنامجها الصاروخي سيظل بمقدورها أن تجمع بسرعة بين قدرتها على التفلت النووي وعملية الإيصال المميتة الفاعلة التي يتيحها ما تحمله أسلحة الدمار الشامل العابرة للقارات، عندما تنتهي خطة العمل الشاملة المشتركة أو أي اتفاق معدّل أو جديد آخر. علاوة على ذلك يتطلب وقف نقل التكنولوجيا والمواد غير المشروع، الذي يسهّل برنامج إيران النووي، وتشاطر المعلومات الاستخباراتية بين كل القوى العالمية وعملها معاً على اعتراض الشحنات.

على نحو مماثل من الضروري أن نراقب روابط إيران وتعاونها مع أمم أخرى تطور أو تسعى إلى الحصول على أسلحة دمار شامل وقدرات صاروخية، نقطعهما، ونعاقبهما بغية الحفاظ على الاستقرار العالمي. تسمح عمليات التعاون هذه، وخصوصاً مع كوريا الشمالية، لإيران بأن تبدو اليوم كما لو أنها تلتزم بخطة العمل الشاملة المشتركة، معززةً في الوقت عينه مهاراتها التكنولوجية ومقدرتها العسكرية. ومن دون تعاون روسيا والصين، من غير الممكن وقف تورط إيران في برنامج كوريا الشمالية النووي.

الحاجة إلى جهد عالمي

ففي حين يسعى البيت الأبيض بقيادة ترامب إلى إعادة هندسة الاتفاق الدولي القائم، من الأهمية بمكان ألا نصر على المضي في هذا المسار وحدنا. على العكس من الضروري العمل مع شركائنا في الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومن خلالهما بغية ضمان أن تواجه حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية جبهة موحدة. سترضخ طهران على الأرجح للمشيئة العالمية، تماماً كما فعلت مع خطة العمل المشتركة الشاملة، إلا أنها ستأبى ذلك مع التهديدات الأميركية المنفردة، وفي هذه الحالة وحدها ستقبل الحكومة الإيرانية إزالة بند انتهاء القيود المفروضة على النشاطات النووية، وتفتيش المواقع العسكرية المرتبطة بأسلحة الدمار الشامل، وبرامج الصواريخ البالستية، ووقف رعاية الإرهاب والتمرد، واحترام حقوق الإنسان.

* جامشيد تشوكسي وكارول تشوكسي

* «ريل كلير وورلد»

back to top