هفوات النجوم... بين الحرّيّة الشخصية وتقييم الجمهور

نشر في 17-10-2017
آخر تحديث 17-10-2017 | 00:00
يبقى النجوم محط أنظار الجميع، فلا يمرّ أي حدث في حياتهم الشخصية مرور الكرام، خصوصاً مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي التي منحت الجمهور حق إبداء الرأي في تصرفات هؤلاء.
والسؤال الذي يفرض نفسه: هل حياة النجوم وتصرفاتهم تندرج تحت الخصوصية، فلا يحق لأحد التدخل فيها من الجمهور، أم أن عليهم توخي الحذر في أفعالهم، لأنهم قدوة ولا يمثِّلون أنفسهم فقط؟
بين الحين والآخر تشتعل الساحة وتفيض بالنقاشات بسبب أفعال «ارتكبها» النجوم فأغضبت الجمهور. أحمد الفيشاوي كان حديث الجميع أخيراً، بعدما تفوّه بلفظ غير لائق منتقداً، خلال مهرجان الجونة الذي انتهت فعالياته قبل أيام، شاشة عرضت أحدث أفلامه «الشيخ جاكسون»، ما أثار غضب عدد من الحضور، وأطلق حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي دفعت نجوماً ومتابعين داخل مصر إلى شنّ هجوم حاد عليه.

الفيشاوي لم يكن وحده الذي عانى أخيراً غضب الجماهير، فالمُطرب اللبناني حامد سنو، مؤسس فريق «مشروع ليلى»، تصدّر أيضاً كل حديث داخل مصر في الأسابيع الماضية، ذلك بسبب رفع بعض الشباب علم المثليين في مصر ولأول مرة، أو «علم الرينبو» كما يُسمى إعلامياً، أثناء تقديم الفريق اللبناني فقرته الموسيقية في حفلة بإحدى ضواحي القاهرة الراقية.

وكان مؤسس الفرقة أعلن هويته الجنسية المثلية في أحد البرامج الفضائية، فضلاً عن أنه قدّم أغنية في الحفلة لحبيب رجل، ما فتح الباب حول التصرفات التي تثير دوماً الجدل في ما يتعلّق بالفرق بين الحريات الشخصية وبين حق الجمهور في محاسبة نجومه حول التصرفات التي يراها البعض مسيئة.

آراء

هل يحقّ للجمهور أن يُقيِّم الفن أخلاقياً؟ الناقد الفني محمود قاسم يؤكد في البداية أن التصرفات التي تصدر من النجوم تنعكس على الجمهور، خصوصاً بعد تعدد مصادر الأخبار التي تتهافت على أي خطأ، والجمهور يبحث عن المثالية تجاه نجومه المفضلين، فعندما تصدر منهم أفعال سواء بالإيجاب أو السلب تصبح محل نقاشات عدة، وهذه هي ضريبة الفن، مضيفاً أن ثمة أفعالاً يتقبلها الجمهور وأفعالاً أخرى لا يتوقف عندها لأنها لا تناسب معتقداته وأفكاره، مشدداً على ضرورة أن يتحفظ النجوم على تصرفاتهم بما يليق بشعبيتهم.

ويرى الناقد الفني وليد سيف أن النجم يلفت انتباه الجمهور في حياته الخاصة وتصرفاته، من ثم يجب أن يراعي أن ثمة من يتابعه ويتأثر بأفعاله سواء عن طريق العمل الفني أو الحياة عموماً، إذ من الصعب الفصل بين التصرف الشخصي وبين غير الشخصي والاكتفاء بإبداء الرأي في الأعمال الفنية، موضحاً أن الرأي العام بات شريكاً في التقييم وينعكس ذلك على العمل الفني في النهاية. كذلك يضيف أن تصاعد حدة الهجوم على الفنان سببه أن الجمهور يدرك أنه جزء من نجاح النجم، ما يحتِّم عليه التدخل وإدلاء الرأي سواء إيجاباً أو سلباً، لا سيما أنه يتعلّق بالفنان ويرغب في معرفة أموره كافة.

أما الناقد طارق الشناوي فيقول إن تناول أخبار النجوم وتصرفاتهم سواء الخاصة أو الأحداث الفنية المتنوعة اختلف اليوم مقارنة بالماضي، نظراً إلى تعدّد المواقع المعلومة وغير المعلومة، فكل تصرف صغير يؤثر في النجوم عموماً، ونسبة التأثير تكون متفاوتة بين فعل وآخر، مُنوهاً بأن ثمة خلطاً لدى الجمهور عموماً بين تصرف الفنان وبين أعماله الفنية، وببساطة إن لم يلق الفعل استحسان المتابعين سيؤثر ذلك في أسهم الفنان الشعبية.

لذا يؤكد الشناوي أنه لا بد من أن يتوخى الفنان الحذر قبل أن يتفوه بأية كلمة إزء الجمهور أو يقوم بأي تصرف باعتباره شخصية عامة، لأن العقاب يكون عنيفاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وليد سيف: النجم يجب أن يراعي أن ثمة جمهوراً يتابعه ويراقب تصرفاته
back to top