جراحة خسارة الوزن تحارب السرطان المرتبط بالسمنة

• بنسبة 33% لدى النساء

نشر في 17-10-2017
آخر تحديث 17-10-2017 | 00:02
No Image Caption
اكتشفت دراسة استعادية كبيرة ركّزت على النساء عموماً أن خطر السرطان يتراجع بنسبة الثلث تقريباً بعد جراحة خفض الوزن.
يشير المركز الوطني للسرطان في الولايات المتحدة إلى أن نحو 72 ألف حالة جديدة من السرطان بين النساء و28 ألف حالة بين الرجال نجمت عن الوزن المفرط عام 2012.

كذلك تكشف التقديرات أن أكثر من ثلث البالغين في الولايات المتحدة يعيشون مع السمنة، مع أن هذه المشكلة تطاول النساء أكثر من الرجال.

حللت اليوم دراسة استعادية جديدة من كلية الطب في جامعة سنسيناتي في أوهايو بيانات أكثر من 22 ألف شخص خضعوا لجراحة خفض الوزن بغية التحقق من خطر الإصابة بالسرطان.

جُمعت البيانات من خمسة مراكز Kaiser دائمة مختلفة في كولورادو، في شمال كاليفورنيا، في أوريغون، وفي جنوب كاليفورنيا، وفي واشنطن.

يذكر الباحث المشرف على الدراسة الدكتور دانيال شوير: «اكتشفنا أن الخضوع لجراحة خفض الوزن يرتبط بتراجع خطر السرطان، خصوصاً أنواع السرطان المرتبطة بالسمنة، بما فيها سرطان الثدي بعد سن اليأس، وسرطان بطانة الرحم، وسرطان البنكرياس، وسرطان القولون. لكن المفاجئ حقاً مدى تراجع هذا الخطر».

أدنى خطر

نُشرت نتائج الدراسة في Annals of Surgery. قارن الدكتور شوير وفريقه البيانات الطبية لنحو 22198 شخصاً خضعوا لجراحة حفض الوزن بين عامَي 2005 و2012 ببيانات 66427 شخصاً لم يخضعوا لجراحة مماثلة. وشكّلت النساء نحو 80 % من المجموعة بأكملها.

استخدم الباحثون نماذج إحصائية للتحقّق من حالات السرطان بين مَن خضعوا لجراحة خفض الوزن وصولاً إلى 10 سنوات بعد الجراحة. كذلك أخذوا في الاعتبار المجموعة التي لم تختر الجراحة.

طابق الباحثون العوامل المؤثرة المناسبة بين المجموعتين، بما فيها الجنس، والسن، ومؤشر كتلة الجسم.

تتبع الباحثون الوضع الطبي لكل مَن حللوا بياناتهم حتى عام 2014. فحدد الدكتور سوير وفريقه ما مجموعه 2543 حالة سرطان «بعد فترة متابعة بلغت 3.5 سنوات كمعدل».

اكتشف الباحثون أن جراحة خفض الوزن أدت إلى تراجع معدل الإصابة بأي نوع من السرطان بنسبة 33 %، إلا أنهم لاحظوا الفائدة الكبرى بين أنواع السرطان المرتبطة بالسمنة.

على نحو أكثر دقة، لاحظ الباحثون بين من خضعن لجراحة خفض الوزن تراجعاً بنسبة 42 % في خطر سرطان الثدي بعد سن اليأس و50 % في خطر سرطان بطانة الرحم. كذلك انخفض خطر سرطان القولون بنسبة 41 % وخطر سرطان البنكرياس بنسبة 54 %.

جزء من الصورة الكاملة

عاد أحد التفسيرات، التي قدمها العلماء لتراجع خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان المرتبطة بالسمنة، إلى تبدّل معدلات الإستروجين، وهو هرمون يتعلق أساساً بنمو الجهاز التناسلي لدى المرأة.

يوضح الدكتور شوير: «يرتبط خطر الإصابة بسرطان الثدي بعد سن اليأس وسرطان بطانة الرحم ارتباطاً وثيقاً بمعدلات الإستروجين، والأخيرة تتراجع عند الخضوع لجراحة خفض الوزن».

يشير تفسير آخر إلى أن جراحة خفض الوزن تحدّ أيضاً من مقاومة الإنسولين وتخفض خطر الداء السكري، الذي يشكّل عامل خطر في سرطان البنكرياس.

ولكن رغم أن خطر الإصابة بالسرطان كان أدنى بكثير بين النساء عقب الجراحة، لم يتوصل الباحثون إلى رابط مماثل بين الرجال.

لكن الدكتور شوير يشير إلى أن هذا الأمر قد يعود إلى نسبة النساء العالية في الدراسة. ومن التفسيرات المحتملة الأخرى أن الفائدة الكبرى ارتبطت بسرطان الثدي بعد سن اليأس وسرطان بطانة الرحم، اللذين يقتصران على النساء.

في الختام، يذكر الباحثون أن تراجع خطر الإصابة بالسرطان قد يشكّل عاملاً محفزاً كبيراً للخضوع لجراحة خفض الوزن بين مَن يعيشون مع السمنة. رغم ذلك، ما هذا إلا أحد أسباب كثيرة يجب أن تدفع مَن يعانون السمنة إلى التفكير في هذا الحل بجدية.

يضيف الدكتور شوير: «أعتقد أن خطر الإصابة بالسرطان جزء صغير من الصورة الكاملة عند التفكير في جراحة خفض الوزن. فثمة عوامل كثيرة من الضروري أخذها في الاعتبار».

ويتابع موضحاً: «يشكّل تراجع خطر الداء السكري وارتفاع ضغط الدم وتحسّن نوعية الحياة وإطالتها أسباباً كافيةبالتأكيد. لكن دراستنا تقدّم سبباً إضافياً للتفكير في جراحة خفض الوزن».

الباحثون لم يتوصلوا إلى رابط مماثل بين الرجال

جراحة خفض الوزن تحدّ أيضاً من خطر الداء السكري
back to top