سمبوزيوم حول صور وصيدون وبيبلوس في بيروت يلقي الضوء على أهمية المدن الثلاث الأقدم في التاريخ

نشر في 17-10-2017
آخر تحديث 17-10-2017 | 00:00
No Image Caption
بين 25 و29 أكتوبر الجاري يُعقد في فندق «البريستول» في بيروت سمبوزيوم حول المدن المتوسطية الثلاث صور وصيدون وبيبلوس، من تنظيم وزارة الثقافة اللبنانية- مديرية الآثار، وجمعية أصدقاء المتحف الوطني اللبنانية -البريطانية وعالمة الآثار كلود ضومط سرحال.
بعد تنظيم سمبوزيومي: «التفاعلات بين الثقافات في البحر الأبيض المتوسط في العصر البرونزي والعصر الحديدي» (2008)، و«العبادة والطقوس في العصور القديمة» (2012)، كان من المهم التطرّق إلى موانئ لبنان، التي تعتبر الأقدم في التاريخ، إذ منها انطلق الحرف إلى العالم وانطلقت التجارة، وشكلت هذه الموانئ وسيلة الاتصال الأولى بين شعوب العالم القديم، فكتبت بحق ماضياً بحرياً مشرّفاً للبنان، فضلاً عن إلقاء الضوء على أعمال التنقيب عن الآثار الجارية تحت الماء والمشاريع المتعلقة بالمنشآت المرفئية، والحفريات والتنقيبات الأثرية البحرية، كذلك تقديم نتائج بحوث علم الآثار البحرية ونشرها، ليس للعلماء فحسب، ولكن لعامة الناس أيضاً.

وكما هي الحال في مدن حوض البحر البيض المتوسط الأخرى، تعتبر مدن صور وصيدا وجبيل ذات أهمية استراتيجية سياسية واقتصادية، فهي تعود إلى العصور ما قبل التاريخ، كما يتضح من المصادر المكتوبة التي تذكرها، واللافت أن موانئها كانت مأهولة بالسكان منذ تلك العصور ولا تزال من دون انقطاع لغاية اليوم، رغم أنه على مر الحقبات التاريخية كانت إحدى تلك المدن الثلاث تتخذ أهمية أكثر من الأخريين، فجبيل مأهولة بالسكان منذ الألف السادس قبل الميلاد، وكان لصيدا دور مهم في العصور الفارسية، وأدت صور دوراً مميزاً في العصور الرومانية.

لا شك في أن المشاريع البحثية الراهنة ستساعد على فهم أفضل لمرافق الموانئ القديمة في هذه المدن، فمنها بدأ إنشاء مراكز تجارية على الشواطئ الغربية لحوض البحر الأبيض المتوسط ​​في الألفية الأولى قبل الميلاد، باعتبار أن هذه الموانئ الثلاثة تشكل منافذ ذات حماية طبيعية، نادرة على الساحل المشرقي، مكّن سكانها من إقامة علاقات تجارية وحضارية، منذ فجر التاريخ، مع شعوب ومدن البحر الأبيض المتوسط.

عناوين رئيسة

يتضمّن السمبوزيوم عناوين رئيسة ثلاثة: يتعلّق الأول بالمشاريع الأثرية في الموانئ اللبنانية، لا سيما تلك التي تموّلها مؤسسة «أونور فروست»، التي سميت تيمناً بعالم الآثار تحت الماء الإنكليزي الذي خصّص جزءاً من ثروته لتطوير هذا العلم. تندرج ضمن هذا العنوان المشاريع المنجزة في قاع البحر، أو التنقيب، أو حتى الجيوفيزياء وتطبيقها على الآثار تحت الماء. وقد خصصت جلسات عدة لهذا الموضوع، بالنظر إلى الدراسات الكثيرة المنجزة على مر العصور.

يتعلّق العنوان الثاني بتنوّع الديانات والعبادات وتطورها في المدن البحرية، وتشهد المعابد التي بنيت فيها على ذلك. وينطبق الأمر نفسه على الطقوس التي يتم تحديدها أحياناً في ضوء الاكتشافات الأثرية.

أما العنوان الثالث فيتعلق بالطرق البحرية، من هذه الموانئ الثلاثة انطلق البحارة بحثاً عن فرص جديدة، وتعتبر التجارة جزءاً مهماً من أهداف الملاحين، فضلاً عن استكشاف غرب البحر الأبيض المتوسط ​​بحثاً عن منتجات لاستيرادها وتصدير منتجات الساحل المشرقي.

موسيقى تعود إلى 1400 سنة

على مدى أربعة أيام يشارك أكثر من ستين باحثاً لبنانياً وأجنبياً في مناقشة دور الموانئ الرئيسة في العالم القديم حول البحر الأبيض المتوسط، ترافقها فعاليات متنوعة تشمل محاضرات، وحفلات في المتحف الوطني في بيروت تعزف فيها موسيقى قديمة، ورحلات يومية إلى الأماكن الأثرية...

في 26 أكتوبر، يلقي عالم الآثار التركي سيمال بولاك محاضرة حول اكتشافه الكبير لحطام سفينة في مدينة أولوبورون التركية الأثرية، هي الأقدم في العالم، وفي اليوم التالي يلقي جيرار بجاني محاضرة حول أسطورة اختطاف الأميرة أوروبا من صور أو صيدا.

أما الحدث الثالث فهو أمسية موسيقية يوقعها الموسيقار الأثري ريتشارد دومبري، يقدِّم خلالها مقطوعات استوحاها من نص محفور بالأحرف البابلية على قرص مسماري اكتشف في أوغاريت، موفراً فرصة الاستماع إلى موسيقى تعود إلى 1400 سنة قبل الميلاد.

نحو 60 باحثاً يناقشون دور الموانئ الرئيسة في العالم القديم
back to top