علي اليوحة: مقبلون على تطوير مدننا الخارجية

افتتحت دار الآثار الإسلامية معرض «مدينة ما بعد النفط.. لمحة تاريخية عن المستقبل الحضري» في المركز الأمريكاني الثقافي بالتعاون مع السفارة الألمانية.

وحضر الافتتاح الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب م. علي اليوحة، والمشرفة العامة لدار الآثار الإسلامية الشيخة حصة الصباح، والسفير الألماني كارلفريد بير غنر، والأمين العام المساعد لقطاع دار الآثار الإسلامية عبدالكريم الغضبان، ومدير معهد العلاقات الثقافية الدولية رونالد غراتز، وأمين المعرض آن لين نغو، وخبير شركة ترانزسولر رافائيل لافارغ، وجمع من المهتمين.

وقال اليوحة، في كلمته، إن «المعرض يتحدث عن كيفية تطوير المدن ما قبل النفط، وكيفية التفاعل الإنساني مع تطور هذه المدن، لأنه بعد اكتشاف النفط كان هناك إشكال كبير في كثير من القضايا الأساسية والمهمة، وكيفية الاستفادة من الطاقة الموجودة بالنفط، التي نستفيد منها بشكل خاص في دولة الكويت، وكذلك دول العالم».

وأوضح اليوحه أن «معرفة كيفية بناء المدن الجديدة مهمة جدا، وخاصة لأننا مقبلون على تطوير مدننا الخارجية مثل مدينة الصبية، ومدن جنوب الكويت».

وأعرب أن أمله أن تتم الاستفاة من هذا المعرض والورش التي ستقام في الأيام المقبلة في كيفية تطوير المخطط الهيكلي لمدينة الكويت، وأن تستفيد منه بلدية الكويت خصوصاً، لأن تلك التجربة تعد متميزة، وقد جال المعرض مختلف دول العالم.

ولفت إلى أن هناك تجربة على المستوى الخليجي تتشابه مع تجربة دولة الكويت وهي مدينة مصدر في أبوظبي، موضحا أنها «تجربة قيمة وتحتاج إلى دراسة حتى نضع تصورا حول كيفية تطوير المدن الحديثة في الكويت».

بيئة مريحة

بدوره، عبّر السفير الألماني كارلفريد بير غنر عن سعادته بوجود المعرض في الكويت، مبينا أن المعرض جال خلال السنوات الست الماضية في مدن مختلفة على مستوى العالم.

وأشار غنر إلى أن المعرض متميز بمحتواه، ويعد فرصة للمهتمين للاطلاع، لأنه يعطي نماذج متنوعة لمدن استخدمت الطاقة المتولدة من الطبيعية بصورة فعالة ومنها استخدام طاقة الرياح حتى تخلق بيئة مريحة، مبينا أن ذلك الشيء لا ينطبق على المباني فحسب، بل على الأماكن العامة المفتوحة للتغلب على الطقس الحار، مما يساعد الناس على ممارسة أنشطتهم اليومية الخارجية.

من جانبه، قال مدير معهد العلاقات الثقافية الدولية رونالد غراتز إن المعهد يعمل في جميع أنحاء العالم لتعزيز التبادل الفني، والحوار بين المجتمعات المدنية، وتوفير المعلومات حول السياسة الثقافية الخارجية، موضحا أنه يعتبر أقدم مؤسسة للتبادل الثقافي الدولي، ويهدف إلى تعزيز التفاهم والتفاعل السلمي من خلال التعاون الثقافي.

وأضاف غراتز أن المعهد لديه شبكة عالمية تعول على عملية التعاون على المدى الطويل، مشيرا إلى أنه «مدعوم من وزارة الخارجية في ألمانيا الاتحادية، وسنحتفل هذا العام بمرور 100 سنة على إنشائه، إذ تأسس خلال الحرب العالمية الأولى (كعمل في السلام)».

الاستدامة

من جانبه، قال أمين المعرض آن لين نغو إن الفنون والثقافة لها دور كبير في عملية التغيير، وكذلك تساهم الطريقة الفكرية وطريقة العيش اليومية في إحداث التغير المناسب، موضحا أنه خطط لموضوع الاستدامة منذ عشر سنوات.

وقدم لين نغو عرضا مرئيا للحضور ركز فيه على نقطتين أساسيتين ساهمتا في فهم معنى التغيير بصورة كبيرة، وفي فهم الفكرة التي بني عليها المعرض.

بدوره، ذكر خبير شركة ترانزسولر رافائيل لافارغ أن المعرض ليس تحفة معمارية، أو جولة في مستقبل بأحد معالم الخيال العلمي، لكنه يظهر حقيقة محتملة، حيث نموذج الاستهلاك المستدام هو المبدأ التوجيهي للتصميم الرئيسي.

وأضاف: «علينا أن نعترف بأن النموذج الاقتصادي المهيمن ليس حلا، إذ إنه المشكلة»، لافتا إلى أنه «من أجل توفير الطاقة علينا كخطوة أولى أن نصمم مدينة مستدامة».

وقال د. محمد الجسار إن «المعرض متنقل وبدأ في ألمانيا، ويهتم بمستقبل المدن بعد انتهاء الطاقة غير المتجددة، ويبين الصعوبات التي ستواجهننا كحضارة إنسانية، ويعطى حلولا متميزة في عملية التحول من الطاقة غير المتجددة إلى الطاقة المتجددة.

وأشار د. الجسار إلى أن المعرض يعطي ومضات تاريخية لزواره عن بداية استعمال الإنسان للطاقة غير المتجددة، وبداية استخدام الطاقة المتجددة.

نبذة عن المعرض

معرض «مدينة ما بعد النفط» يتناول المستقبل تماما كما يتناول الماضي. ومن العنوان الفرعي «لمحة تاريخية عن المستقبل الحضري» يتضح أن كل رؤية للمستقبل تستند إلى رؤية الماضي. ومن خلال عقد مقارنة بين 11 مشروعا مقدما حاليا في مجال التخطيط العمراني المستدام، و9 مشاريع أخرى من الماضي، يهدف المعرض إلى تبيان أن العديد من تطورات اليوم لها جذور في مشاريع المدن المثالية التي أنجرت مع ظهور الحداثة في منتصف القرن العشرين، واليوم يعود المخططون العمرانيون إلى تلك المفاهيم، ويحاولون تكييفها مع التحديات التي يفرضها التغير المناخي، ونقص إمدادات الوقود الأحفوري، والركود الاقتصادي، والأزمات العالمية التي باتت متكررة بشكل ممنهج.