حفلة «نجوم القرن»... هل تعيد مطربي التسعينيات إلى الساحة؟

• الملحن حلمي بكر يرى فيها «إحياءً للفشل»

نشر في 15-10-2017
آخر تحديث 15-10-2017 | 00:09
أثارت استعدادات مطربي التسعينيات لإقامة حفلة غنائية في ديسمبر المقبل بمصر، والتي عرفت إعلامياً بـ «حفل القرن»، تساؤلات الجمهور، حول إمكان عودة هؤلاء إلى الغناء، وإنتاج أغان جديدة، والأهم مدى تقبل المستمعين لهم بعد سنوات من الغياب عن الساحة وظهور ألوان وأشكال موسيقية مختلفة.
يصف الملحن حلمي بكر الحالة الغنائية الراهنة بـ «المتوفاة»، مؤكداً أن ما تحقق من نجاح غنائي في الماضي اختفى اليوم، ويشير إلى أن طرح ألبومات غنائية جديدة صار مسألة صعبة على الأطراف كافة، ويقول: «حتى إن تجاوز الألبوم العقبات كافة وصدر وأحدث صدى، لا يمكننا إرجاع ذلك إلى المضمون الفني، بل إلى حجم النجم»، مدللاً على قوله بالمشروع الأخير للفنان عمرو دياب.

ويتساءل بكر: «أين نجاح الأغاني العاطفية على أرض الواقع»، مشيراً إلى أن إعادة تصدير نجوم أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات في «حفل القرن» في ديسمبر المقبل بمنزلة إعادة للفشل»، موضحاً أن هؤلاء النجوم لو كانوا نجحوا في الاستمرار على الساحة الغنائية كعمرو دياب ومحمد منير لما اختفوا هذه المدة كلها.

بكر يؤكد توقّف النمط الموسيقي الذي ظهر هؤلاء من خلاله، وعدم قدرتهم على مواكبة العصر الجديد، وما طرأ عليه من تغيرات وتكنولوجيا حديثة.

من جهته، وعلى النقيض، يرحب المستشار الإعلامي لشركة «مزيكا» علي عبد الفتاح، بإقامة الحفلة الغنائية لنجوم التسعينيات، معتبراً عودتهم إلى الساحة خطوة جيدة، ذلك لافتقاد الجمهور لهم، لا سيما أنه تأثّر بهم في فترة زمنية مهمة من تاريخ الغناء والفيديو كليب، كانت بمنزلة التأسيس والانتشار لصناعة الأغنية المصورة.

ويضيف عبد الفتاح: «عودتهم مرحب بها، رغم أن الخطوة أتت متأخرة، وكنت أتمنى أن تكون العودة مبكرة عن 2017»، مطالباً إياهم تقديم شكل فني جديد في عودتهم إلى الحفلات والغناء، يمزج بين لونهم الذي اعتاده الجمهور وبين الألوان العصرية في الوقت نفسه».

كذلك يقول: «عودتهم الفعلية إلى الغناء بشكل جاد مرهونة بالتوازن بين لونهم الغنائي الذي تميزوا به، وبين أفكار جديدة تناسب جمهور الشباب»، مؤكداً أنهم سينجحون تجارياً في حال اتبعوا هذه الخطة.

عبد الفتاح لم يترّدد في أن يردّ على الملحن حلمي بكر في ما يخص عدم استمرارية نجوم الأمس، قائلاً: «لا أستطيع الحكم على نجوم التسعينيات كلهم بميزان واحد والتعميم بأن هؤلاء جميعهم فشلوا أو تغيبوا عن الساحة الفنية مثل حميد الشاعري، وأحمد جوهر»، متسائلاً: «من يستطيع القول إن إيهاب توفيق لم يستمر وهو يطرح ألبومات إلى وقتنا هذا؟ ومن أيضاً يعتبر أن محمد محيي فشل؟ صحيح أنه توقّف فترة، لكنه عاد وسيطرح ألبومه الجديد خلال الفترة القليلة المقبلة، كذلك مصطفى قمر يتغيَّب سنوات قليلة، لكنه يعود بين الحين والآخر».

في سياق متصل، تقول أميرة محروس، مدير شركة «فري ميوزك» للإنتاج الفني: «لا أستطيع الجزم بأن عودة نجوم التسعينيات إلى الساحة الفنية ستحقق النجاح من عدمه، لكن أعتقد أن أغانيهم ستلقى النجاح إن تضمّنت طرحاً فكرياً جديداً وستلقى ردود فعل إيجابية، خصوصاً أن لديهم قاعدة كبيرة من الجمهور وهم معروفون لدى الناس، ولن يبدأوا من جديد في تعريف الناس بهم».

وتحذر محروس مما وصفته «صعوبة النجاح» في الوقت الراهن، موضحة أن أذواق الجماهير أصبحت مختلفة، في ظل التطور التكنولوجي من هاتف جوال ووسائل التواصل الاجتماعي، والإيقاع السريع، إذ أصبحت الأمور كافة خاطفة، ولا تؤثر في الجمهور، لذلك لا بد من أن يكون العمل الفني ممتازاً كي يعلق في الأذهان، فضلاً عن ضرورة مراعاة الأذواق والأعمار المختلفة.

وتدلل محروس على قولها بالفرق الغنائية الشبابية المعروفة بـ «الأندر غراوند»، التي رغم ظهورها في وقت متقارب وتشابه ألوانها الغنائية، فإن الشباب لم يجتمعوا عليها.

رأي النقد

ترجع الناقدة الموسيقية ياسمين صبري مشروع عودة نجوم التسعينيات إلى طبيعة الشعب المصري الذي يعشق الماضي بتفاصيله، و«لما كان معظم الشعب المصري ذا سقف ثقافي محدود، فإنه لا يتمتع بتجديد، حتى في الدين يفضل العودة إلى السلف، وفي الفن العودة إلى زمن الفن القديم مطلقاً عليه زمن الفن الجميل».

لذلك تفسر الناقدة الاهتمام بعودة نجوم الماضي بأنه جزء من طبيعة تفكير الجمهور المصري، وليس بسبب خلو الساحة الغنائية، كما يرى البعض.

كذلك تدلل الناقدة على قولها باستضافة نجوم التسعينيات في الآونة الأخيرة في برامج المنوعات مثل «صالون أنوشكا» و«صاحبة السعادة»، مؤكدة أن إعادة تصدّر هؤلاء النجوم المشهد الغنائي والإعلامي يرجع إلى التمسك بالماضي.

وتنفي الناقدة أن نجوم التسعينيات اختفوا من الساحة الغنائية، مستشهدة بألبوم عمرو دياب الأخير، ونجاح حفلات محمد منير، وحكيم، مستطردة: «فنانون مثل إيهاب توفيق ومحمد محيي ومصطفى قمر موجودون، ولكن بنجومية أقل. أما حميد الشاعري مثلاً الذي اختفى تقريباً فيعتبر ملحناً أكثر من كونه مغنياً، وقدم لوناً مختلفاً من التلحين في وقته».

وتضيف الناقدة: «عمرو دياب على سبيل المثال استطاع أن يبقى حاضراً بقوة، ويتصدر الساحة الغنائية، لأنه دفع من وقته واختياراته وحافظ على مظهره وواكب العصر بألحان ومضمون جديدين».

وحول توقع نجاح نجوم التسعينيات في حالة إنتاج ألبومات لهم أو إقامة حفلات خلال الفترة المقبلة، ترى الناقدة أن إمكاناتهم لا تؤهلهم للاستمرار على الساحة، مضيفة: «كانوا ضمن مرحلة معينة، ومتناسقين مع مرحلتهم ومع الموسيقى التي قدموها سابقاً، لكن من سيستمر سيكون بمجهوده مثل الفنانين السابق ذكرهم».

من جانبها، تقول الناقدة الفنية ماجدة خيرالله إن المؤتمرات «لا تحيي النجوم، والساحة الغنائية ليست «قهوة معاشات» يريد الجمهور فيها سماع القديم فحسب»، مدللة على قولها بأن مصطفى قمر أخفق عندما ظهر في إعلانات أخيراً، ولم يتقبله الجمهور كما في السابق.

حلمي بكر أكّد عجز نجوم التسعينيات عن مواكبة الموسيقى الجديدة
back to top