ترامب: الإتفاق النووي منح إيران مليارات الدولارات بلا مقابل

● صالحي: تصنيف الحرس الثوري إرهابياً إعلان حرب
● بوتين يزور طهران الشهر المقبل

نشر في 12-10-2017
آخر تحديث 12-10-2017 | 21:55
ترامب والسيدة الأميركية الأولى يتوسطان رئيس حكومة كندا جاستين ترودو وزوجته أمام البيت الأبيض بواشنطن أمس الأول (أي بي أيه)
ترامب والسيدة الأميركية الأولى يتوسطان رئيس حكومة كندا جاستين ترودو وزوجته أمام البيت الأبيض بواشنطن أمس الأول (أي بي أيه)
قبل ساعات من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراره بشأن البرنامج النووي الإيراني، والذي يترافق مع إجراءات تشكل استراتيجية شاملة للتعامل مع طهران، هاجم ترامب مجدداً الاتفاق ووصفه بالناقص.
هاجم الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء أمس الأول، مجدداً الاتفاق المبرم بين الدول العظمى وإيران حول برنامجها النووي، واصفا إياه بأنه «اتفاق سيئ جداً»، وذلك قبل بضعة أيام من قراره المنتظر بشأن ما اذا كانت إدارته ستواصل احترام هذا الاتفاق أم لا.

وقال ترامب لشبكة «فوكس نيوز» الإخبارية الأميركية المحافظة: «هذا أسوأ اتفاق على الإطلاق. لم نجن منه شيئا». وأوضح: «أظن أنها من بين الاتفاقيات الأقل اكتمالا التي رأيتها في حياتي، لقد قدمنا 150 مليار دولار ولم نحصل على شيء في المقابل، بينما حصلوا هم على مسار يسمح لهم بالوصول إلى الأسلحة النووية بشكل سريع».

وأضاف: «سلمناهم 1.7 مليار دولار نقداً (في خطوة أقدمت عليها إدارة سلفه باراك أوباما نهاية العام الماضي كجزء من تسوية قانونية قديمة) هذه النقود أخذت من جيوب الأميركيين».

وتابع: «لقد أبرمنا الاتفاق من منطلق ضعف في حين اننا نتمتع بالكثير من القوة».

لكن الرئيس الجمهوري لم يكشف في المقابلة عن قراره المتوقع بحلول نهاية الأسبوع بشأن مصير الاتفاق الذي أبرمته الدول الكبرى مع إيران في 2015، بشأن برنامجها النووي، والذي أقر رفع العقوبات الدولية تدريجياً عن طهران مقابل التزامها بضمان الطابع المدني والسلمي لهذا البرنامج.

وقال ترامب «سنرى قريبا جداً ما سيحصل».

ومن المفترض أن يؤكد ترامب بحلول الأحد ما اذا كانت طهران تحترم التزاماتها الواردة في الاتفاق، وما إذا كان هذا الاتفاق يخدم المصلحة القومية للولايات المتحدة.

ويفرض القانون على الرئيس الأميركي أن يبلغ الكونغرس كل 90 يوما ما اذا كانت إيران ملتزمة بالاتفاق، وما إذا كان رفع العقوبات الذي جرى بموجب هذا الاتفاق يخدم المصلحة الوطنية للولايات المتحدة.

وينتقد ترامب الاتفاق لكونه لا يحتوي على أي ضمانات بشأن سلوك إيران الإقليمي، ويفصل المسار النووي عن المسارات الأخرى. ويرى ترامب انه لا يمكن الاستمرار بهذا الاتفاق في وقت تواصل إيران التجارب الصاروخية وتمضي في استهداف أو تهديد مصالح أميركا وحلفائها في المنطقة. لكن طهران رفضت أي ربط بين الاتفاق النووي وبرنامجها الصاروخي، كما رفضت ربط الملف النووي بأي مسارات أخرى.

الجنرال والد

من ناحيته، قال الجنرال الأميركي المتقاعد شارلز والد، الرئيس المساعد لبرنامج إيران في مركز «جومندر» للأبحاث الأمنية التابعة لمؤسسة شؤون الأمن القومي اليهودية، في شهادته أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، التي عقدت حلقة للحديث عن الملف الإيراني، إن «الفترة التي أعقبت الاتفاق النووي مع إيران شهدت تحول حزب الله والحرس الثوري إلى قوى قادرة على تغيير مسار الصراعات في المنطقة»، داعياً إلى تعزيز التحالفات للتصدي لطهران والحزب.

وأوضح والد: «الاتفاق وضع مبالغ طائلة تصل إلى 115 مليار دولار تحت تصرف طهران منذ اليوم الأول للتوقيع عليه بعد الإفراج عن أصول عائدة لها. الأموال التي باتت بحوزة إيران والتكنولوجيا التي امتلكتها من جراء عودة الاستثمارات الأجنبية إليها ساعدتها على زيادة الإنفاق على برامجها الصاروخية وتعزيز نشاطات الحرس الثوري في دول مثل سورية والعراق واليمن».

وأضاف: «في ظل الاتفاق، لأول مرة منذ عقود، تجرأت إيران على استفزاز البحرية الأميركية في الخليج، وهاجمت مليشيا الحوثي التابعة لها في اليمن السفن الأميركية وسفن الدول الحليفة لها، ومارست القصف على المدن والقواعد السعودية».

حاتمي

في المقابل، قال وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية العميد أمير حاتمي، إن «حرس الثورة الإسلامية يشكل المؤسسة الأكثر قوة، ويقف في الخطوط الأمامية لمواجهة الإرهاب»، مضيفا أن «أي مساس بأحد أركان الجمهورية الإسلامية، بما فيه الحرس الثوري، سيعتبر مساسا بالبلاد اجمع».

واعتبر حاتمي أن القرار المرتقب للإدارة الأميركية في إدراج الحرس الثوري على قائمة المنظمات الإرهابية «سيؤدي الى دعم الإرهاب، وتفاقم الفوضى في المنطقة والعالم».

وقال الوزير الإيراني، إن «المسار الذي يسلكه ترامب يجرّ من خلاله العالم إلى الحرب وسفك الدماء، وليس لائقا بالدولة التي تعتبر نفسها رائدة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان».

صالحي

من ناحيته، اعتبر علي أكبر صالحي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، عقب لقائه وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون في لندن، أن اللجنة الإيرانية للإشراف على تطبيق الاتفاق النووي درست جميع الخيارات للرد على قرار ترامب المحتمل، وستتخذ الخيار الأنسب، بما یتناسب مع الظروف والتطورات».

وأضاف صالحي: «قلنا إن هناك خيارين لا ثالث لهما، إما أن ينسحب الجميع من الاتفاق، وإما أن يبقى الجميع ملتزمين به... نرغب بالبقاء في الاتفاق النووي لكن ليس بأي ثمن».

وأضاف صالحي أن إدراج الحرس الثوري على لائحة الإرهاب بمنزلة إعلان حرب على إيران.

وأكد المسؤول الإيراني أن نقض الاتفاق النووي من قبل واشنطن سيؤدي إلى تداعيات دولية، إلا أنه رجح أن تدعم أوروبا الاتفاق النووي.

بوتين

إلى ذلك، أعلنت الرئاسة الروسية أمس أن الرئيس فلاديمير بوتين سيزو إيران مطلع نوفمبر المقبل، لإجراء محادثات ثلاثية مع نظيريه الإيراني حسن روحاني والأذري إلهام علييف.

على صعيد متصل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انه يتعذر من الناحية القانونية كيف يمكن لواشنطن ان تنسحب من الاتفاق النووي الذي أبرمته مجموعة (5+1) مع ايران في عام 2015.

وأضاف أن جميع الدول التي وقعت على هذا الاتفاق اكدت التزامها به باستثناء واشنطن.

أي مساس بأحد أركان الجمهورية الإسلامية، بما فيه الحرس الثوري، سيعتبر مساسا بالبلاد اجمع أمير حاتمي
back to top