الأفلام الاستعراضية والغنائية... لماذا اختفت من السينما المصرية؟

نشر في 09-10-2017
آخر تحديث 09-10-2017 | 00:00
فريد الأطرش وتحية كاريوكا في أحد الأفلام الاستعراضية
فريد الأطرش وتحية كاريوكا في أحد الأفلام الاستعراضية
أين اختفت الأفلام الاستعراضية والغنائية التي تميزت بها السينما المصرية، خصوصا مع وجود نجوم ونجمات بإمكانهم تقديم هذا اللون؟
«الجريدة» تبحث في أسباب الاختفاء، ومدى نجاح تلك النوعية في حالة إعادة تقديمها من جديد.
يرى المنتج شريف مندور أن السينما صناعة، ولا بد من أن يتوافر فيها أهم شرط وهو ضمان المنتج سترداد أمواله بعد نجاح العمل الفني، فيما يصعب في نوعية الأفلام الاستعراضية والغنائية عودة الربح إلى المنتج، لا سيما أن تكلفتها ضخمة.

يواصل مندور: «يفضل المنتجون اللعب في المضمون، واستثمار نقودهم في أفلام الكوميديا أو الأكشن المضمونة، لذلك نعتبر أن استثمار النقود في الأفلام الاستعراضية والغنائية أمر صعب، ولا نضمن أن يتقبلها الجمهور العربي، من ثم لا أحد من المنتجين سيغامر، ويضع نفسه تحت أسئلة هل سيتقبله الجمهور أم لا، وهل سيغطي تكاليفه أم لا، وهل سينجح فنياً أم لا؟».

ورغم أن الفيلم الأجنبي الاستعراضي «لالا لاند» حقق أرباحاً طائلة على مستوى العالم بلغت 69 مليون دولار حول العالم، وأربعة ملايين دولار في مصر، فإن مندور يعتبر أن المتفرج العربي يتقبل تلك النوعية من الأفلام من صانعين أجانب، ويرفضها إذا كانت صناعة مصرية أو عربية عموماً.

يدلل المنتج على قوله، موضحاً: «أفلام مثل «لالا لاند» و«ماماميا» حققت نجاحا كبيراً، وغيرها من أفلام الخيال العلمي مثلا تحصد نسبة مشاهدة عالية من الجمهور العربي، ويتقبلها ويحتفي بها، في حين عندما يجد منتجاً مشابهاً لها عربياً لا يصل إلى درجة الاقتناع نفسها».

وحول خلو الساحة الفنية من نجوم الاستعراض، يعلق مندور أن فيلماً مثل «غرام في الكرنك» عندما أنتج كان البطل هو الاستعراض وليس الممثلين، إذ لم يكن كل من فريدة فهمي ومحمود رضا معروفين آنذاك، لكن نجاح الفيلم والاستعراض صنع منهما نجمين.

غياب الأبطال

تتفق معه في الرأي كبيرة المدربين في فرقة رضا، نسرين بهاء، مشيرة إلى أن الأفلام الغنائية أو الاستعراضية اختفت بسبب المغامرة الإنتاجية، رغم وجود أبطال في الاستعراض والغناء.

وتستطرد: «عند إنتاج «غرام في الكرنك»، و«حرامي الورقة» كان المنتجون يتسابقون إلى إطلاق هذه النوعية من الأفلام بسبب استعراضات فرقة رضا، وتقديمها الفلكلور والتراث المصري، ثم ظهرت نيللي وشيريهان وأنتجت لهما الفوازير والمسرحيات الغنائية الاستعراضية، أما الآن فلا نجوم على هذا المستوى».

وترى بهاء أن الفنانين الذي يتجهون إلى البرامج الترفيهية لا يستطيعون القيام بأفلام استعراضية، لذلك يتجه المنتجون إلى «الربح المضمون» من خلال برنامج ترفيهي يحقق نسبة مشاهدة دورية، تجذب الإعلانات.

وتحذر من اندثار الفرق الاستعراضية والفنية بسبب غياب دعم وزارة الثقافة، فضلاً عن عزوف المنتجين وعدم الاستعانة بهم في الأفلام أو المسرحيات أو المسلسلات، قائلة: «للسنة الثالثة لا ينضم إلى الفرقة أعضاء جدد، بسبب عدم وجود تمويل، رغم أننا نمثل مصر في أنحاء العالم».

في السياق ذاته، يصف الملحن حلمي بكر اتجاه بعض المطربين والممثلين إلى البرامج الترفيهية بـ «فقدان الهوية» من خلال التخلي عن الموهبة أو مهنة الفنان الأساسية، محذراً من فقدان النجم قطاعاً كبيراً من جمهوره عندما لا يجده في النمط الذي اعتاده.

ويتساءل بكر: «أين نانسي عجرم وألبوماتها بعد اتجاهها إلى برامج التحكيم الغنائية»، معتبراً أن الحالة المادية سيطرت على خيارات غالبية الفنانين فعزفوا عن نشاطهم الأصلي، فضلاً عن أن محاولة المنتجين إنتاج أفلام استعراضية في ظل صناعة السينما الراهنة تعتبر مغامرة».

back to top