خاص

تايل لـ الجريدة.: نبحث دائماً عن المبدعين

• مقابلة خاصة مع المستثمر الأميركي الجريء في مجال التكنولوجيا
• «المواهب موجودة عالمياً لكن الفرص ليست كذلك»

نشر في 07-10-2017
آخر تحديث 07-10-2017 | 00:05




أثناء وجوده في الكويت، استطاعت "الجريدة" الحصول على لقاء خاص مع المستثمر الجريء الأميركي شيل تايل. وقد يغيب عن الكثير من الشباب الطموحين هذا المصطلح، باختصار إنه يطلق على شخص مستثمر ولكنّ هناك فرقا كبيرا بين المستثمر التقليدي، والمستثمر المغامر Venture Capitalist. تايل من المستثمرين الذين لا يبالون بالمخاطرة، حيث يكون مستعداً دائماً للاستثمار في الأفكار الجديدة، خصوصا في مجال التكنولوجيا من أجل مساعدة الشباب الطموحين، وتقديم الأدوات التي تساهم في تحسين المجتمع، بالإضافة إلى تحقيق الأرباح.

لقاؤنا اليوم مع شخصية بارزة لها بصمات واضحة على المجتمع، حيث كان هدفه الأساسي منذ البدء تمويل ومساعدة نشوء الشركات التي تساعد على تحسين المجتمع، وخلق فرص عمل جديدة للشباب المبدعين في مجال التكنولوجيا.

شيل تايل مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة Amplo، وهي شركة استثمارات مغامرة تساعد في تأسيس الشركات التي تشكل فارقا في المجتمع، وهو عضو في مجلس إدارة شركة Andela المسماة حديثاً بالأكثر ابتكاراً في إفريقيا من قبل Fast Company.

واستثمر شيل تايل أيضاً في شركات كثيرة مثل شركة Casper، Fiscalnote، HelloGiggles، Mark43 وRobinhood، وأنهى دراسته الجامعية في جامعة ستانفورد في عمر الـ19، وحصل على دكتوراه في المحاماة من جامعة هارفورد. وفي عام 2016، تلقى دعوة من البيت الأبيض ليكون جزءاً من الوفد الأميركي مع الرئيس باراك أوباما أثناء زيارته التاريخية لكوبا. وفي دردشته مع "الجريدة" تطرق تايل الى عدة أمور فيما يخص تطلعاته وتوقعاته في عالم التكنولوجيا واهتماماته بالشباب الطموحين والشركات الصغيرة كمستثمر مغامر... وإلى تفاصيل اللقاء:

● ما سبب زيارتك للكويت؟

- نحن دائماً نبحث عن الأفكار الجديدة وعن المبدعين الذين يحاولون بناء الشركات المؤثرة على المجتمع بشكل ايجابي في جميع انحاء العالم.

● ما القطاع الذي ترغب في الاستثمار فيه دائماً؟ وما المشاريع المفضلة لديك ضمن هذا القطاع؟

- عادة ما نركز على رجال الأعمال الشباب، الذين لديهم أفكار من الممكن أن تترك بصمة ايجابية في المجتمع في مجال التكنولوجيا، عادة ما تكون تطبيقات وبرمجيات ومواقع الكترونية، واحدة من المشاريع التي دخلنا بها هي «أنديلا»، وهي شركة لديها مكاتب في لاغوس ونيروبي وكامبالا ونيويورك حيث تقوم ببناء الجيل القادم من قادة التكنولوجيا العالمية بتعليم المطورين في إفريقيا، ونصرف نحن رواتب للطلاب للتعلم، لأن لدينا قناعة بأن الموهبة عالمية أما الفرص فلا، لذا نحن نقوم من خلال هذه الشركة بتحويل الطلبة إلى قادة تقنيين، ونضعهم كأعضاء منتسبين بدوام كامل مع الشركات الكبيرة، مثل مايكروسوفت، وشركة آي بي إم، وعشرات الشركات الناشئة ذات النمو المرتفع.

ومن بين شركائنا رئيسة الوزراء السابقة في أستراليا جوليا غيلارد التي ساهمة كثيراً في إنجاح هذا المشروع، وهكذا استطعنا توفير مئات فرص العمل.

كما أن هناك استثمارا ثانيا يركز على مساعدة الناس اثناء الكوارث، التي عادة ما تكون الأعاصير والفيضانات والزلازل بمساعدة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن القيام بالكثير لتقليل الخسائر في الأرواح. الذكاء الاصطناعي هو أحد الخيارات القابلة للحياة التي يمكن أن يقلل وقوع خسائر كبيرة في الأرواح، وفي الوقت نفسه جعل جهود الإنقاذ سهلة وفعالة.

● أين تجد المواهب والشركات الصغيرة للاستثمار فيها؟

- من جميع الأماكن، ولديّ معارف كثيرة، ونحن شبكة كبيرة من المستثمرين والخبراء دائماً على تواصل.

● ما التكنولوجيا التي تتوقع انها ستسيطر على هذا المجال في الأعوام المقبلة؟

- الشيء الذي أتحمس اليه في السنين القادمة هو السيارات الذاتية القيادة، منذ مئة عام كنا نمتطي الخيول، أما الآن فنحن نقود السيارات، وبعد عدة سنوات سيكون هناك سيارات ذاتية القيادة لا محال. رغم أن هناك أمورا كثيرة لاتزال غير واضحة ضمن هذا المجال مثل التأمين بحالة الحوادث، أو مشكلة البطالة التي ستخلقها حيث ان اعظم تحد لهذا المشروع هو أن مهنة السائق هي من اكبر المهن عالمياً، وبحال تطوير هذه التكنولوجيا وتفعيلها ستنشأ فجوة كبيرة اقتصادية.

ومن الأمور الأخرى، التي يجب ان تسيطر في هذا المجال العملة الإلكترونية مثل بيتكوين. هذه العملة لافتة للنظر، حيث اصبحت تنال رواجاً كبيراً في الوقت الحالي وبدأت أسعارهم بالارتفاع.

● ما طريقة عملك كمستثمر؟ وما الأهم لك في أي مشروع؟

- ما أحاول فعله هو التركيز اكثر على الفريق قبل الفكرة ذاتها، وإذا أردت تحديد الأوليات فستكون على الشكل التالي: الفريق يأتي أولاً ومن ثم السوق وبعدها يأتي المنتج. نعم، المنتج هو آخر هذه الأولويات لسبب هو إذا كان لديك فريق مميز وسوق جيد فلابد أن ينجح أي منتج ما.

● هل تتقرب من الشركات الصغيرة أم تنتظر قدومها اليك؟

- أنا الذي اتقرب منها، فعملي البحث عن المشاريع الصغيرة، ويجب توضيح نقطة معينة، صاحب المشروع لديه الاختيارات، وأنا كمستثمر يجب ان افعل المستحيل لإقناعه أن يعمل معي، هم لديهم الفكرة والقوة ولست أنا.

● ماذا تقرأ عادة؟

- أقرأ كل شيء، مثل مجلة ايكونوميست، واتصفح العديد من المواقع الاقتصادية والتكنولوجية، وأكون على تواصل دائم مع رجال الأعمال والمبدعين ومع زملائي المستثمرين، ومع أشخاص من جميع المجالات، لأنه لا يمكن التيقن من أين ستأتي الفكرة الجيدة الثانية.

● كيف ترى المشاريع التكنولوجية في الكويت وخاصة التجارة الإلكترونية؟

- يجب أن يكون هناك قناعة بأن البلد سيصبح أكبر وأغنى، لذا فإن التجارة الإلكترونية ستصبح شيئاً ما هنا في وقت قصير. مثلاً، اشترت شركة أمازون «سوق دوت كوم» بعد خسارتها سوق الصين وبعد دخولها الى الهند، وهذا يؤكد تركيزهم على الشرق الأوسط.

وختم تايل حديثه قائلاً «لكن هذا لا يعني انه لا يمكن ان يكون هناك لاعبون جدد في هذا المجال، فهناك الكثير من الأشياء التي يمكن ان تنشأ بالكويت، وأنصح الشباب الطموحين الذين لديهم فكرة رائدة الا يقفوا خائفين، والعمل على المشروع، لأنه من الممكن أن يغير العالم».

أنصح الشباب الذين لديهم فكرة رائدة بألا يقفوا خائفين لأنها من الممكن أن تغير العالم
back to top