رياح وأوتاد: «يالله استمروا وأكملوا حتى ندعم الطوفة»

نشر في 02-10-2017
آخر تحديث 02-10-2017 | 00:15
 أحمد يعقوب باقر في عزاء الدوسري أغاظنا نحن، الواقفين، في الطابور أمام المنزل أولئك الذين تخطوا رقاب الواقفين، وذهبوا بدون احترام مباشرة إلى باب المنزل الخشبي في تجمهر فوضوي وغير حضاري حتى انسد الباب تماما، ولم يتمكن الواقفون في الدور من الدخول، ولا من دخل من المعزين، من الخروج إلا بصعوبة.

وفي خضم الحوار المشتعل حول المعاشات الاستثنائية للنواب لجأ بعض المغردين إلى صرف الانتباه عن هذا الموضوع بنشر رواتب بعض القياديين مثل الأمين العام لمجلس الأمة، مع حشوها ببعض البهارات من الزيادات والأكاذيب وصوروهم كأنهم سطوا على المال العام، ونسوا أن الذي أقر الكوادر ليس أولئك القياديون لكنها الحكومة والمجلس، فمثلا كادر موظفي المجلس الذي أقره هو رئيس المجلس المبطل الثاني لا الأمين العام.

ومن أراد النيل من هيئة الفساد فعل أيضا أمرا مشابهاً، فكلما هرب مجرم أو فاسد من إحدى الجهات الحكومية يصيح هذا الجاهل أو ذلك الفوضوي: «وين أعضاء هيئة الفساد الذين رواتبهم كذا وكذا؟»، علما أن الهيئة لا تبدأ بالتحقق في هذه الجرائم إلا بعد أن يتقدم أحد إليها بالبلاغات المؤدية للتحقيق، أما رواتبهم فوضعها مجلس الوزراء ولم يضعوها هُم لأنفسهم.

وفي خضم مشكلة البدون تحول الحوار فيها من إثبات بالمستندات وإقناع بالأدلة إلى شخص صالح الفضالة بالإساءة والاتهام بالظلم والعنصرية في وسائل الاتصال ومن بعض النواب.

وفي الاقتصاد انصرف للأسف بعض النواب والمغردين والجهلة عن الاستجابة لنداءات الاقتصاديين المحذرة من استمرار العجز وإهمال الإصلاح الاقتصادي والاندفاع الى الزيادات المالية والصرف الجنوني للميزانية، وجندوا أنفسهم للهجوم على المحذرين، فجاسم السعدون في نظرهم متشائم، والبنك الدولي استعماري، والنائب الذي لا يوافق على الكوادر هو ضد الشعب، أما لجنة إصلاح المسار الاقتصادي ومجموعة 26 فهم مجموعة نخبة لا تهتم بعموم الناس.

وهكذا يتم صرف عموم الناس في بلادنا الحبيبة من النظر والنقاش والحوار العلمي في القضايا الخطيرة العالقة إلى التعامل الفوضوي الرخيص وغير الأخلاقي، والذي لا يخلو من التحريض والقفز على طوابير الحقائق والأرقام، كالقفز الذي يحصل أحيانا على طوابير العزاء.

لذلك ونتيجة لهذا الطرح غير الأمين وغير العلمي في معظم مجالات حياتنا من الطبيعي أن تأتي نتائج المؤشرات التي أُعلن عنها قبل أيام واضعة الكويت في المركز الأخير في 29 مؤشرا، ومتأخرة عما كانت عليه في 14 مؤشرا آخر، ولا أحد يعلم متى يقف هذا الانهيار.

وأتوقع أيضا أن يستمر أصحاب الطرح الفوضوي في توجيه سهامهم إلى العلماء والمنظمات الدولية التي تضع هذه المؤشرات أيضا، ويصفونهم أيضا بأنهم حاقدون وجهلة ونخبويون واستعماريون وعنصريون وحساد وفاسدون وضد الشعب، ويكملون كل قائمة الألفاظ هذه أيضا حتى ندعم الطوفة.

back to top