«الشارقة الدولي للراوي» يستعرض التجربة الكويتية في حفظ التراث البحري

الحجي والجريد والمسباح والرميضي والعبدالجليل يشاركون في جلستين للملتقى

نشر في 27-09-2017
آخر تحديث 27-09-2017 | 00:02
استعرض ملتقى الشارقة الدولي للراوي الـ17 «السير والملاحم»، أمس، التجربة الكويتية في مجال حفظ وتوثيق التراث البحري في ضوء الجهود التي قام بها الباحث الكويتي د. يعقوب الحجي.
جاء ذلك خلال ندوة علمية أقيمت على هامش الملتقى بعنوان «يعقوب يوسف الحجي... الباحث والمحقق» لاستعراض الجهود العلمية للباحث الكويتي.
شارك أمس 5 من الشخصيات الكويتية في الجلستين الأولى والثانية لملتقى الشارقة الدولي للراوي الـ17 «السير والملاحم»، ففي الجلسة الأولى التي شارك فيها الباحثان الكويتيان د. الحجي ود. عايد الجريد وصالح المسباح تم التطرق للجهود العلمية التي قام بها الحجي في جمع وتوثيق التراث الثقاقي والحضاري للكويت على مدى 40 عاما.

وقال الحجي إن منهجه في توثيق تراث الكويت الحضاري يعتمد على البحوث الميدانية من مقابلات ومعايشات ميدانية تفصيلية، ودراسة الثقافة الشفهية البحرية في المجتمع الكويتي والخليج العربي وسواحل جنوب الجزيرة العربية وشرق إفريقيا.

وأضاف أنه كان يقابل الرواة من نواخذة وبحارة وتجار، مستعينا بأدوات البحث والتصوير والتوثيق لمعرفة ما تبقى في ذاكرتهم من معلومات وحكايات ومهارات حرفية.

وأوضح أنه قابل المئات من رواة التاريخ الشفهي من رجال ونساء الكويت على مدى 3 عقود وأكثر من الذين عاشوا فترة ما قبل استكشاف النفط وبعده.

وبين أنه تمكن من توثيق الذاكرة الشفهية البحرية الكويتية، بعد سنوات من العمل المتواصل، مكونا أرشيفا علميا يعتد به على المستوى الوطني.

من جانبه، تطرق الجريد الى مؤلفات يوسف الحجي، مؤكدا أنه بذل جهدا كبيرا في توثيق الحركات الإصلاحية الثقافية في الكويت، من خلال توثيقه دور الشيخ عبدالعزيز الرشيد (مؤرخ الكويت الكبير) وما قام به من دورات تثقيفية في البحرين وإندونيسيا والهند.

وبين أنه نتيجة لجهود د. الحجي استفاد كثير من الباحثين في التراث الخليجي من مؤلفاته الغزيرة بالمواد العلمية والشواهد المادية.

وتطرق الى أهم النتائج التي توصلت إليها بحوث د. الحجي ومنهجه في الكتابة التاريخية، مع بيان دوره في توثيق سير الشخصيات الإصلاحية.

من ناحيته، استعرض المسباح خلال الجلسة الجهد الذي بذله د. الحجي في توثيق الروزنامات (التقاويم) البحرية الكويتية، وهي سجل يومي يقوم به ربان السفينة (النوخذة) لتدوين سير الرحلات البحرية منذ مغادرة السفينة ميناءها الى عودتها اليه بعد أشهر طويلة.

وأضاف أن تلك الروزنامات التي وثقها د. الحجي تحوي جوانب تاريخية وجغرافية وملاحية ذات أهمية كبيرة للباحثين في التراث الملاحي الخليجي.

وذكر أن مركز البحوث والدراسات الكويتية أصدر 17 زوزنامة بحرية لنواخذة كويتيين، في ضوء ما توصل اليه د. الحجي.

وبين المسباح أن الروزنامات البحرية الكويتية "كاد وجودها يمحى، لكن الجهد المتميز للدكتور الحجي حفظها من الضياع".

وقال إن الحجي وثق تلك الروزنامات بشكل علمي دقيق وضبط مادتها ومصطلحاتها الفنية، ووضعها التاريخي، ثم أعد دليلا شاملا يساعد على فهم تلك الروزنامات، ويقدم للباحثين مفاتيح تعينهم في بحثهم بالتراث البحري الكويتي الزاخر.

تجربة مهمة

وفي الجلسة الثانية التي شارك فيها الأمين العام لرابطة الأدباء الكويتيين، طلال الرميضي، والباحث الكويتي، فهد العبدالجليل، والباحث الإماراتي عادل الكسادي، تم استعراض الجهود العلمية للدكتور الحجي في توثيق كل ما يتعلق بالمهن البحرية.

وقال الرميضي إن تجربة المؤرخ الحجي مهمة جدا في مجال حفظ التراث البحري الذي تم التوصل اليه شفهيا، وأثمرت عن باقة كبيرة ومتنوعة من المؤلفات التاريخية.

وذكر أن طريقة د. الحجي في إدارة الحوار مع كبار السن ساعدته على استخراج كمية ضخمة من المعلومات "إذ يتكلم مع الراوي كصديق يواسيه على التعب والمعاناة التي تحملها في سنوات الشقاء، مما يدفع به للحديث عن أدق التفاصيل".

وأكد الرميضي أن د. الحجي لديه سعة اطلاع حول مهن الكويت القديمة من طريقة اتفاق النوخذة مع بحارته الى تفاصيل صناعة السفن الشراعية، وخلاف ذلك من أمور دقيقة، معتبرا جهود الحجي "تجربة يحتذيها الباحثون في التراث الشعبي".

من جهته، قال فهد العبدالجليل إن كتابي د. الحجي "نواخذة السفر الشراعي" و"صناعة السفن الشراعية في الكويت" استطاعا الإجابة عن تساؤلات تاريخية مهمة لبعض تفاصيل التراث البحري الخليجي.

وأضاف أن د. الحجي وثق كل ما يتعلق بالسفن الكويتية، بعدما قابل أهم مرجع في هذا المجال وهو صانع السفن الكبير (الأستاذ) الكويتي علي عبدالرسول، إضافة الى مقابلاته لكثيرين من نواخذة السفر الذين كانوا مصدرا أساسيا للمعلومات القيمة التي وردت في تلك الكتب.

أثر إيجابي

وأوضح أنه في عام 2007 أصدر الدكتور كتاب "النشاطات البحرية القديمة في الكويت"، وهو كتاب ضخم شامل لكل النشاطات البحرية التي مارسها سكان الكويت قديما، وأعطى فكرة عن الجانب الاقتصادي المصاحب لكل نشاط.

من جهته، قال الكسادي إن الباحثين الكويتيين في مجال التراث قاموا بجهود كبيرة لحفظ تاريخ السفر البحري والغوص على اللؤلؤ في الخليج العربي، وكان لهم أثر ايجابي في صون هذا التراث.

وأضاف أن كتاباتهم أظهرت أهمية جهود النواخذة الكويتيين في تأليف المرشدات والروزنامات البحرية، ورسم الخطوط البحرية التي استطاعوا من خلالها السفر إلى بلدان بعيدة كالهند وزنجبار.

يذكر أن ملتقى الشارقة الدولي للراوي الـ17 كرم في حفل الافتتاح أمس الأول د. الحجي تقديرا لما قدمه من بحوث علمية ومؤلفات حفظت التاريخ البحري للكويت والخليج.

وتشارك دولة الكويت، كضيف شرف فخري، في النسخة الحالية للملتقى الذي يحضره باحثون وروائيون ومؤرخون كويتيون من أكثر من 25 دولة.

وحضر الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي العهد نائب حاكم الشارقة، حفل افتتاح الملتقى، في قاعة المدينة الجامعية بالشارقة.

وتخلل حفل الافتتاح فقرة فنية بعنوان "سرد حكاية" من التراث الجزائري، وعرض فيلم وثائقي يسلط الضوء على إنجازات ملتقى الشارقة الدولي للراوي، وأبرز الشخصيات المحتفى بها في الدورات السابقة.

طلال الرميضي: تجربة المؤرخ الحجي مهمة جداً في مجال حفظ التراث البحري الذي تم التوصل إليه شفهياً
back to top