البارزاني: انتظرنا الشراكة 100 عام وحان وقت الاستقلال

العبادي يصعّد ضد أربيل ويحذر من فتح «باب الدماء»... والمالكي يرفض مبادرتي الأمم المتحدة ومعصوم

نشر في 20-09-2017
آخر تحديث 20-09-2017 | 21:45
البارزاني يخطب في ملعب السليمانية أمس        (رويترز)
البارزاني يخطب في ملعب السليمانية أمس (رويترز)
يبدو أن أكراد العراق يتجهون إلى اجراء الاستفتاء حول الانفصال، على الرغم من الرفض الدولي والإقليمي، في ظل خطابات سياسية لا تخلو من المزايدة مع اقتراب موعد الانتخابات المقررة العام المقبل.
أكد مسعود البارزاني رئيس إقليم كردستان العراق، أمس، أن المقترحات الدولية، التي طرحت عليه لتأجيل الاستفتاء بشأن الاستقلال عن العراق المقرر إجراؤه في 25 سبتمبر الجاري، ليست كافية، مشيراً إلى أن ما تغير في بغداد بعد سقوط نظام صدام حسين هو «فقط الوجوه أما العقلية الحاكمة فلم تتغير»، مؤكداً استعداد الإقليم لبدء مباحثات جادة مع بغداد والأطراف الدولية بعد إجراء الاستفتاء.

وأمام عشرات الآلاف من المواطنين في ملعب مدينة السليمانية، المدينة المحسوية تاريخياً على الزعامة الطالبانية المنافسة للبارزاني، قال رئيس إقليم كردستان، الذي يتزعم الحزب الديمقراطي الكردستاني:

«ما أوصلنا الى هذا اليوم عدم التزام بغداد بالدستور والشراكة والتوافق»، مشيراً إلى أن «العقلية الحاكمة في بغداد لم تتغير عن قبل وما تغير فقط الوجوه».

وقال إنه «منذ 100 عام ونحن نطالب بالشراكة مع العراق، واليوم دعونا نكون جيراناً جيدين»، معرباً عن استعداد الإقليم الدخول في مفاوضات ومباحثات جادة بعد الاستفتاء مع بغداد والجهات الدولية ذات العلاقة لـ»الوصول سلمياً إلى اليوم الذي نودع بعضنا البعض ونبقى دولتين جارتين تربطنا أمتن العلاقات ونصبح عمقاً استراتيجياً لبعضنا بعضاً».

وخاطب البارزاني الجماهير المحتشدة ، قائلاً: «أعلموا أن جميع المقترحات، التي قدمها المجتمع الدولي لم ترق لمستوى الاستفتاء العام الذي يوصلنا بطريقة ديمقراطية إلى الاستقلال».

وأضاف أن «إجراء الاستفتاء ليس جريمة نرتكبها بل إجراء ديمقراطي سلمي لإيصال صوت شعب كردستان إلى العالم»، مؤكداً أن «الاستفتاء وسيلة للوصول إلى هدف مقدس، ألا وهو الاستقلال».

وأشار إلى أن «الأكراد أخطأوا بالعودة إلى بغداد بعد سقوط صدام في 2003، وأنهم جاؤوا بنية طيبة لإجراء شراكة في عراق ديمقراطي مدني فدرالي، لكن الآن العراق ليس فدرالياً، هو دولة دينية».

ورفض العودة إلى الخط الأخضر، الذي حدده الحاكم المدني الأميركي في العراق بول بريمر في تسعينيات القرن الماضي، الذي كان يشكل خط التماس بين قوات البيشمركة والجيش العراقي في عهد النظام العراقي السابق.

وعن التهديدات، التي وجهت للأكراد، قال البارزاني: «أقول لجميع أصدقائنا بألا يتحدثوا معنا بلغة التهديد، لأننا لا نقبل التهديد من أحد، وبعد الاستقلال سنكون جيراناً جيدين، ولن نستخدم القوة ضد أي جهة». والتقى البارزاني، أمس، الرئيس العراقي فؤاد معصوم، وهو كردي، في السليمانية.

العبادي

جاءت مواقف البارزاني بعد تصعيد كبير من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الذي حذر من أن تغيير الحدود سيفتح «باب الدماء على مصراعيه»، مشدداً على أن الاستفتاء ليس صحيحاً في أي وقت، وـن بغداد ترفض إجراءه ليس فقط في المناطق المتنازع عليها، بل أيضاً في المناطق الكردية.

وفي تهديد جديد باستخدام القوة، أضاف العبادي: «سنفرض الأمن في كركوك إذا تطلب الأمر ذلك حال إجراء الاستفتاء»، لكنه أضاف: «لن نقاتل من أجل منطقة أو مدينة أو قطعة أرض والحرب مرفوضة تماماً»، مبيناً أن «بغداد لن تحكم المناطق المتنازع عليها لأن سكان هذه المناطق هم مَن سيحكمون مناطقهم». وأمس زار العبادي قاعدة مخمور في محافظة نينوى، التي توجد فها قوات أميركية وتعرضت لهجوم قبل أيام.

المالكي

وفي موقف وصف بأنه تصعيدي، أعلن رئيس ائتلاف دولة القانون، نائب رئيس الجمهورية العراقي نوري المالكي، أمس، رفضه للمبادرتين اللتين قدمهما الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الجمهورية، فؤاد معصوم، بشأن استفتاء إقليم كردستان.

وقال المالكي، إن «مبادرة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيتش احتوت ضمنياً على فقرات غير دستورية وأيضاً التي طرحها رئيس الجمهورية، لأنها حددت مدداً زمنية لنجاح المفاوضات الأمر، الذي يعد شرطاً مسبقاً للحوار وهو ما نرفضه إطلاقاً».

وردّ النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني في البرلمان العراقي، شاخوان عبدالله، أمس، على المالكي معتبراً أن تصريحاته ترمي إلى «تأزيم الأوضاع بين أربيل وبغداد»، وحذر من أن هذه «التصريحات ستدفع العراق نحو التشظي والتمزق».

السعودية

إلى ذلك، دعت المملكة السعودية أكراد العراق، أمس، إلى العدول عن تنظيم الاستفتاء، محذرة من «مخاطر» قد تترتب على ذلك. وقال مصدر مسؤول في تصريح نقلته وكالة الأنباء الرسمية، إن المملكة «تتطلع إلى حكمة وحنكة الرئيس مسعود البارزاني لعدم إجراء الاستفتاء، وذلك لتجنيب العراق والمنطقة مزيداً من المخاطر التي قد تترتب على إجرائه».

وأضاف أن قرار المملكة جاء «انسجاماً مع المواقف الإقليمية والدولية بهذا الشأن»، و»تقديراً للظروف الراهنة، التي تمر بها المنطقة وما تواجهه من مخاطر، وحرصاً منها على تجنب أزمات جديدة قد ينتج عنها تداعيات سلبية، سياسية، وأمنية، وإنسانية».

واعتبر أن هذه الأزمات ستؤدي إلى تشتيت «الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة بما في ذلك مكافحة التنظيمات الإرهابية والأنشطة المرتبطة بها»، داعياً الأطراف المعنية إلى «الدخول في حوار».

ودعا المصدر القيادة العراقية وقيادة كردستان إلى «الحفاظ على مكتسبات الشعب وعدم التسرع في اتخاذ أي مواقف أحادية الجانب من شأنها أن تزيد من تعقيد الوضع الإقليمي».

تركيا

وهدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بفرض عقوبات على إقليم كردستان، معتبراً أن إجراء الاستفتاء ينم عن «عدم اكتراث بالجمهورية التركية التي قدمت لإدارة الإقليم كل أشكال الدعم».

وقال إردوغان، الذي كان على علاقة جيدة بالبارزاني، إن الأخير «سيرى بشكل واضح مدى حساسية أنقرة تجاه الاستفتاء بعد اجتماعي مجلس الأمن القومي ومجلس الوزراء، الجمعة».

السعودية تنضم إلى رافضي الاستفتاء وتدعو إلى الحفاظ على المكتسبات... وتركيا تهدد بعقوبات
back to top