«سمبوزيوم طرابلس السادس» وافتتاح «القرية الحرفية الفينيقية» في صور...

تزامن الإبداع التشكيلي مع عبق التاريخ بين شمال لبنان وجنوبه

نشر في 20-09-2017
آخر تحديث 20-09-2017 | 00:02
«سمبوزيوم طرابلس السادس» وافتتاح القرية الحرفية الفينيقية الأولى في لبنان، محطتان ميزتا عاصمة شمال لبنان ومدينة صور الجنوبية الواقفة في وجه التاريخ تتوهج ألقاً مع توالي الأجيال، وكلاهما يشكلان نقطة ارتكاز مهمة في بنيان الثقافة اللبنانية التي لا تقتصر فعالياتها على العاصمة بيروت والمناطق المحيطة بها فحسب، بل تمتد على كافة الأراضي اللبنانية من اقصى الشمال إلى اقصى الجنوب مروراً بمنطقة البقاع.
تميز سمبوزيوم طرابلس هذا العام بمشاركة حوالي 100 فنان من المناطق اللبنانية ومن دول عربية قدموا من خلال الرسم المباشر لوحات تجسد معالم طرابلس.

السمبوزيوم من تنظيم الفنان عمران ياسين وبلدية طرابلس، واقيم في «المنشية» الحديقة العامة، برعاية رئيس البلدية المهندس أحمد قمر الدين ومركز الإنعام الثقافي.

في كلمة ألقاها في حفلة الافتتاح، رحب نائب رئيس بلدية طرابلس المهندس خالد الولي، بالمشاركين «في المنشية حيث تتلاقى الطبيعة مع التراث والتاريخ لنتبادل معكم الأحاسيس من خلال ريشتكم التي تضفي على المكان روحاً وبهجة، فتختلط لوحاتكم معه لتكون هذه البقعة نقطة اشعاع تضفي على المدينة منارة من الألوان في مدينة التقوى والسلام، ونأمل أن يكون ذلك حافزا للمسؤولين لدعم الفنون الجميلة والفنانين».

«من عذوبة الفيحاء وألق فنانيها إلى الوطن الزاخر بكل الحياة»، هكذا استهل الفنان عمران ياسين كلمته واصفاً هذا الحدث وأضاف: «يحلق فنانونا بإبداعات يحملها السمبوزيوم بفنانيه ومبدعيه الذي ألف الترحال متأبطا قوس قزح بجمالية الألوان، وبياض التألق وصفاء التماهي بالخطى والنجاحات».

تابع: «على مدار السنوات الست من عمر السيمبوزيوم حاولنا الاستفادة مما قدمه نخبة من الفنانين التشكيليين من لوحات رائعة لا تزال قادرة على أخذ العقل ومقاربة الواقع بروح التجسيد كما روح المبادرة، لوحات تحمل بألوانها وضربات الفرشاة أسرار مبدعيها، حتى أصبح السمبوزيوم عنواناً لإبداع المدينة وأصدقائها وثقافتها وعمق تواصلها وقدرتها على توظيف الإبداعات لخدمة روح الفنون والتألق عند أبنائها، فمع كل عام يفاجئنا مبدعو هذا الصرح بإبداعات جديدة مميزة تحاكي أفكارنا وتلامس الواقع وتستقي منه مفرداتها وألوانها، كدروب للأمل وعوالم للتجدد وخلايا التكاثر القادرة على إطلاق المزيد من الإبداعات».

بعد ذلك جال الحضور على الفنانين الذين سطروا بلوحاتهم فناً تعبيرياً وإبداعاً، وفي الختام وزع الولي وياسين شهادات تقدير للفنانين المشاركين والمساهمين في إنجاح النشاط.

«محترفات صور»

القرية الحرفية الفينيقية الاولى في لبنان «محترفات صور» للتنمية المستدامة، شكلت قبلة الاهتمام في الفترة الأخيرة نظراً إلى خصوصية هذا المشروع الذي مولته اللجنة الفرنسية للحفاظ على صور وتعزيزه التراث الفينيقي على مساحة 1500 متر مربع من المحترفات.

افتتحت سفيرة النوايا الحسنة في اليونيسكو رئيسة الجمعية الدولية للحفاظ على صور مها الخليل الشلبي «محترفات صور»، في حضور السفير الفرنسي برونو فوشييه، الرئيس الفخري للجنة اللبنانية للحفاظ على صور الوزير السابق جورج قرم، وزير خارجية فرنسا الأسبق إيرفيه دو شاريت، المنسقة والمشرفة على المشروع الدكتورة سمر مكي.

اعتبرت السفيرة الشلبي ان مشروع القرية الحرفية «هو نواة وثمرة جهود عقود عدة، وهو جهد وطن عابر للحدود الى عواصم العالم الكبرى والفاعلة حفاظاً على ذريتنا وجوهرتنا مدينة صور وتراثها التاريخي الثقافي الحضاري، وهو إرث عالمي أقرته ورعته مراجع عالمية كبرى، مجلس الامن الدولي ومنظمة اليونسكو والبرلمان الأوروبي بقرارات كان لها أثر محسوس، بردع اسرائيل منذ عام 1986 خلال تعدياتها على صور»، وشكرت فرنسا المحبة للبنان لرعايتها تمويل المشروع.

بدوره اعتبر الوزير جورج قرم أن «افتتاح هذا المشروع في صور هو احياء للتراث الفينيقي في لبنان وإعطاء فرص عمل للحرفيين اللبنانيين وتنشيط الدورة الاقتصادية في صور والمنطقة». أما فوشييه فحيا جهود السفيرة الشلبي في انجاز هذا المشروع «الذي يشكل أهمية على المستوى التاريخي».

من جهته رأى دوشاريت أن أهمية المشروع تكمن في العودة الى التاريخ والتراث الذين تشتهر بهما مدينة صور، وهي من أهم المدن الفينقيقة واقدمها».

بعد ذلك قدمت دكتورة سمر مكي شرحاً مفصلا عن أهداف المشروع وما يتضمن من أشغال حرفية وأعمال بيئية وإنتاج زراعي وبناء بيئي».

دروع تقديرية

في الختام منح فوشييه السفيرة الشلبي درع السفارة من الحكومة الفرنسية «تقديراً لدورها الثقافي والتراثي»، وقدمت الشلبي درعا لياسمينا فيلالي من المغرب تقديرا لعملها في خدمة الشبيبة المحرومة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، ودرعاً مماثلة للدكتورة سيلفانا بروسبيري من إيطاليا تقديراً لنضالها في سبيل العلمانية في حوض المتوسط.

بعد ذلك كانت جولة على أقسام المشروع الذي ضم تجهيزات تراعي البيئة، من جمع وتخزين ومعالجة لمياه الأمطار، واعادة تدوير المياه المبتذلة وتأمين نظام الطاقة ومواد البناء (حجر طبيعي وطين وخشب) من منطقة صور.

«محترفات صور» يعزز التراث الفينيقي على مساحة 1500 متر مربع
back to top