آمال : الثور موجود... لكن أين المحراث؟

نشر في 19-09-2017
آخر تحديث 19-09-2017 | 00:25
 محمد الوشيحي الخبير الأمني في تكنولوجيا المعلومات، الكويتي عبدالله العلي، كتب تغريدة مرعبة على صفحته في "تويتر"، ولا أدري هل انتبهت لها الحكومة واهتمت بها، أم هزت كتفيها بلا مبالاة، كما تفعل البنت الدلوعة عندما تغيظها قرينتها؟!

تغريدات الخبير الأمني جاءت بعدما قرأنا أمس هذا الخبر: "الكويت تمهل سفير كوريا الشمالية شهراً لمغادرة البلاد"، فكتب عبدالله العلي: "تمتلك كوريا الشمالية 1800 هاكر متمرس يتبعون الجيش، استطاعوا اختراق شركة سوني، وعطلوا نصف بنوك كوريا الجنوبية في 12 ساعة!".

والأستاذ عبدالله، كما يعرفه الناس، رجل موثوق، يؤخذ كلامه بجدية تامة، وتستعين به كبريات الفضائيات للإجابة عن أسئلة مشاهديها، وشرح ما لا يعرفونه. وأزعم أن كثيراً من الجهات الرسمية والخاصة في الوطن العربي تنسق معه لتأمين معلوماتها الإلكترونية، لثقتها به. فماذا عن حكومتنا؟ وماذا عن بنوكنا؟ وماذا عن شبكات الكهرباء والنفط والمياه والمستشفيات وغيرها من "أوكسجين الكويت"؟ هل نسقت الحكومة معه أو مع غيره في هذا الجانب؟ وهل يستحق الشعب أن يعرف تفاصيل هذا التنسيق، أو حتى خطوطاً عامة عنه؟

أفهم، ويفهم غيري، أسباب ودوافع سحب السفراء بيننا وبين كوريا الشمالية، لكننا لا نعرف ما هو استعداد حكومتنا للحرب الإلكترونية، في حال قررت كوريا الشمالية القيام بها؛ إذ يعرف الطفل في مهاده أن الحرب الآن لم تعد مقتصرة على المناوشات الحدودية، ولا على المدافع والدبابات والطائرات الحربية، بل يمكن "للمقاتلين" أن يشنوا حربهم من داخل قاعة مكيفة، أو حتى من بهو فندق، فيدمروا حياة البلد الآخر، ويعيدون شعبه إلى عصر الثور ومحراث الحقل! وهنا المشكلة، أين يمكن أن نجد الحقل؟ وإن وجدنا الحقل، فأين نجد المحراث؟ أما إن وجدنا المحراث فلن نعاني كثيراً في البحث عن ثور.

يا سادة يا مسؤولين، القصة لم تعد بهذه البساطة؛ اسحب السفراء واقطع العلاقات، واشرب عصير ليمون بالهناء والشفاء، وتصبح على خير. لم تعد القصة كذلك للأسف الشديد.

back to top