التعيين من «الشؤون» والشكر للنواب!

نشر في 19-09-2017
آخر تحديث 19-09-2017 | 00:07
 ‏‫وليد عبدالله الغانم إعلانات غريبة ظهرت مؤخراً في وسائل التواصل الاجتماعي ينشرها مواطنون قامت وزارة الشؤون باختيارهم أعضاء بالتعيين في جمعيات تعاونية بشكل مؤقت، ومقابل هذا التعيين المؤقت يشكر أولئك المواطنون أعضاء في مجلس الأمة لدورهم في تعيينهم، وهكذا «عيني عينك» مع وزراء الإصلاح ومكافحة الفساد ومحاربة الواسطة، وهلم جرّا من مصطلحات أعضاء حكومة «تحويل الكويت إلى مركز مالي» وأسطورة «الكويت سنة ٢٠٣٥».

ما علاقة النواب بقرار وزارة الشؤون تعيين أعضاء في جمعية تعاونية بشكل مؤقت؟ هل تقوم الوزارة بالاتصال بالنواب والطلب منهم ترشيح أعضاء لهذه الجمعيات؟ أم يبادر النواب بترشيح أسماء ربعهم لدى قيادات الشؤون والذين يقومون بالواجب ويكملون المهمة بإصدار قرارات التعيين؟ طيب ما المقابل لهذه العملية؟ وماذا يستفيد المواطن المعين والفرح جداً بتعيينه في الجمعية؟ وما فائدة النائب؟ والسؤال الأهم ما مصلحة وزارة الشؤون من هذه العملية الاستهلاكية الفاسدة؟

للأسف رسخت الحكومات المتعاقبة قاعدة تعيسة جداً في التعيينات العامة مضمونها «المقايضة والابتزاز والتنفيع»، وعلى مدى سنوات وقع أعضاء مجلس الأمة في هذا الفخ البغيض، وشاركوا كنواب سواءً كأفراد أو تكتلات باختلاف توجهاتهم الفكرية والسياسية- إلا من رحم الله- في إهانة المناصب القيادية والوظائف العامة في الدولة بتبادل الترشيح والتعيين فيها مقابل المكاسب السياسية الرخيصة، بغض النظر عن الاستحقاق والكفاءة والجدارة، وكانت النتيجة واضحة جداً في مسار الإدارة العامة الذي انحدر بشكل مخيف ومزرٍ من بعد التحرير إلى يومنا هذا، والسبب تجاوز الكفاءات والمستحقين والتعيين وفقاً للمحاصصة والمصلحة السياسية والتنفيع والولاءات الشخصية.

الفساد العام في الدولة لم يكن وليد اللحظة، والفساد العام ليس بتصرفات فردية، والفساد العام ليس أخطاء هنا وهناك، إنما ما نعيشه من فساد عام هو نتيجة منطقية لسياسات حكومية فاسدة وممارسات نيابية رخيصة تشارك الاثنان في تقديم مصالحهما الآنية على مصلحة الوطن والمواطن، والضحية البلد والمجتمع.

والله الموفق.

إضاءة تاريخية:

«تشيع في سماء الكويت روح السماحة وكرم الطباع، ويهيمن على السكان فيها لين العريكة وجلاء السريرة، وأبرز ما خلفته عادات البادية فيهم كرم ظاهر وسخاء نادر وحب للخير أكيد».

الرحالة أحمد الشرماني اليماني عن زيارته للكويت سنة ١٩٤٨- من إصدارات مركز البحوث والدراسات الكويتية.

back to top