أنت مراهق؟... خذ غفوة ولن تخسر!

نشر في 17-09-2017
آخر تحديث 17-09-2017 | 00:00
No Image Caption
الميل إلى النوم في وقت محدد كل يوم رهن «ساعة الفرد البيولوجية». وعلى الرغم من تأثرها بالعوامل الوراثية إلى حد بعيد وبالتعرض للضوء، تؤدي تغيرات الجسم المرتبطة بالعمر دوراً رئيساً في مجال النوم أو عدمه.
يتزامن سنّ البلوغ مع تحوّل ملحوظ لدى المرء: عندما تصبح أوقات النوم والاستيقاظ متأخرة. ويستمر الأمر كذلك حتى عمر الـ 19.5 سنة لدى النساء وحوالي الـ 21 سنة لدى الرجال، ثم ينحسر الأمر تدريجياً. وبحلول الـ 55 نعود الى الاستيقاظ في فترة الاستيقاظ عينها في مرحلة الطفولة، أي قبل ساعتين تقريباً من توقيت المراهقين. لذا، فإن جرس الإنذار في السابعة صباحاً لمراهق مثلاً هو بمثابة جرس انذار للخامسة صباحاً لمن هو في الخمسين من عمره.

لا تزال الأسباب غير واضحة، ولكن حصيلة التغيرات الهرمونية والعصبية تختلف عند سن البلوغ، وتنخفض في هذه الهرمونات مع التقدم في السن.

هذا الأمر له عواقب. إذ قارنت دراسة كندية الأداء الواعي في منتصف الصباح ومنتصف بعد الظهر لدى المراهقين والبالغين. فسجلت درجات الوعي لدى المراهقين ارتفاعاً بنسبة 10٪ من الصباح إلى بعد الظهر. في حين انخفض هذا المعدل لدى البالغين بنسبة 7٪.

وتسلط هذه النتائج الضوء على معضلة هامة. يكون الأساتذة في الخمسينات عادةً في أفضل حالاتهم صباحاً، وذلك عكس طلابهم المراهقين، علماً ان الاساتذة هم من يضع الجداول الزمنية. وسرى الاعتقاد ضمنا ولأكثر من قرن بأن الطالب يكون متيقظاً في الصباح، لذا ينبغي أن تدرس المواد الأكثر تطلباً للمجهود في الفترة تلك. وهذا الأمر خطأ طبعاً ولا ينطبق على معظم المراهقين.

وتؤدي الطبيعة الزمنية للنوم لدى المراهقين إلى ظهور مشكلة أخرى: قلة النوم. يحتاج المراهقون الى حوالى 9 ساعات من النوم للحصول على أفضل أداء أكاديمي. ويحصل كثر منهم على أقل من ذلك بكثير. لذا لا يمكن إلقاء اللوم على نظام الساعة البيولوجية. فعدم التعامل بجدية مع أوقات النوم، والجهل في ثقافة النوم، والادمان في استعمال شبكات التواصل تزيد الطين بلّة.

عدم الحصول على قسط وافر من النوم مشكلة أكبر من الشعور بالارهاق في أوقات غير مبررة. فالنوم يعزّز الذاكرة والقدرة على حل المشاكل، في حين أن قلة النوم قد تحفز الاندفاع، وتخفف من شعور التعاطف، وتحفز كذلك العمل على إيذاء النفس، والاكتئاب وزيادة استخدام المنشطات.

اقترح بعض الأوساط في الولايات المتحدة تأخير وقت بدء المدارس لهذا السبب. كاليفورنيا أولى الولايات التي قدمت اقتراحاً من هذا النوع. واستند الاقتراح الى بحوثٍ علمية أشارت الى إمكان إدخال 83 مليار دولار إلى الاقتصاد الأميركي على مدى 10 سنوات في حال اعتمد الاقتراح على الصعيد الوطني، وذلك بسبب تحسّن أكيد في الأداء الأكاديمي وانخفاض مضمون لحوادث السير.

وهكذا بدأت المطالبة بأن يبدأ العمل الدراسي في الولايات المتحدة عند الثامنة والنصف وليس عند السابعة والنصف كما هي الحال اليوم. أما في المملكة المتحدة فيبدأ المراهقون دوامهم حوالي الساعة التاسعة صباحاً.

ومهما يكن من أمر، لا شكّ في أنّ ثقافة النوم يجب أن تكون جزءاً من الحل. فلقد اختل ميزان النوم الطبيعي لدى معظم المراهقين اليوم بسبب المبالغات والعوامل المشتتة للذهن مثل شبكات التواصل الاجتماعي. توعية المراهقين على أهمية النوم، أسوةً بالتوعية الموجودة ضد مضار التدخين، تسمح لهم باتخاذ خيارات أوعى وأكثر إدراكاً.

back to top